تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

واللقمتان، إنما المسكين الذي يتعفف، اقرأوا إن شئتم يعني قوله: {لا يسألون الناس إلحافا} " سورة البقرة، جزء من الآية 273. الحديث أخرجه البخاري في صحيحه كتاب الزكاة. باب قوله تعالى {لا يسألون الناس إلحافا} ج2، ص 153 ". ويتبع هذا الحديث بحديثين آخرين في الموضوع نفسه، ثم يعلق عليهما قائلا: «إن الإسلام نظام متكامل تعمل نصوصه وتوجيهاته وشرائعه كلها متحدة ولا يؤخذ أجزاء وتفاريق، وهو يضع نظمه لتعمل كلها في وقت واحد، فتتكامل وتتناسق، وهكذا أنشأ مجتمعه الفريد الذي لم تعرف له البشرية نظيرا في مجتمعات الأرض جميعا» " المصدر نفسه، مج 1، ص 316/ 317 ".

8 - وقد يستشهد ببعض الأحاديث على نسخ حكم من الأحكام الشرعية، ومثاله ما جاء في تفسيره لقوله تعالى: {واللاتي يأتين الفاحشة من نسائكم فاستشهدوا عليهم أربعة منكم، فإن شهدوا فأمسكوهن في البيوت حتى يتوفاهم الموت أو يجعل الله لهن سبيلا} " سورة النساء، آية 15 ": «فيغير ما بهن، أو يغير عقوبتهن أو يتصرف في أمرهن بما يشاء، مما يشعر أن هذا ليس الحكم النهائي الدائم، وإنما هو حكم فترة معينة، وملابسات في المجتمع خاصة، وأنه يتوقع صدور حكم آخر ثابت دائم وهذا هو الذي وقع بعد ذلك، فتغير الحكم كما ورد في سورة النور " يعني قوله تعالى: {الزانية والزاني فاجلدوا كل واحد منهما مائة جلدة ولا تأخذكم بهما رأفة في دين الله} (سورة النور، آية 2) ". وفي حديث رسول الله ـ صلى الله عليه و سلم ـ وإن لم تتغير الضمانات المشددة في تحقيق الجريمة، قال الإمام أحمد حدثنا محمد بن جعفر، حدثنا سعيد عن قتادة عن الحسن، عن حطان بن عبد الله الرقاشي عن عبادة بن الصامت قال، كان رسول الله ـ صلى الله عليه و سلم ـ إذا نزل عليه الوحي أثر عليه، وكرب لذلك، وتغير وجهه، فأنزل الله عليه، عز وجل - ذات يوم فلما سرى عنه قال: خذوا عني، قد جعل الله لهن سبيلا، الثيب بالثيب، والبكر بالبكر، الثيب جلد مائة ورجم بالحجارة، والبكر جلد مائة ثم نفي سنة، ورواه مسلم " صحيح مسلم، كتاب الحدود، باب حد الزنا، ج 4، ص 267 ". وأصحاب السنن من طرق عن قتادة عن الحسن عن حطان عن عبادة بن الصامت عن النبي ـ صلى الله عليه و سلم ـ ولفظه: خذوا عني، خذوا عني قد جعل الله لهن سبيلا، البكر بالبكر جلد مائة وتغريب عام، والثيب بالثيب جلد مائة ورجم بالحجارة " صحيح مسلم، كتاب الحدود، باب حد الزنا، ج4، ص 266 مع اختلاف في لفظ الحديثين "، وقد ورد عن السنة العملية في حادث ماعز والغامدية، كما ورد في صحيح مسلم ان النبي ـ صلى الله عليه و سلم ـ رجمهما ولم يجلدهما، وكذلك في حادث اليهودي واليهودية اللذين حكم في قضيتهما فقضى برجمهما ولم يجلدهما، فدلت سنته العملية على أن هذا هو الحكم الاخير» " في ظلال القرآن: مج1، ص 599/ 600.

9 وقد ياتي بجملة أحاديث لإثبات صفة من صفات الله تعالى، حاول أعداء الإسلام، ويحاولون طمسها بأكاذيبهم وافتراءاتهم. كنوع من الفتنة والتضليل. ومثال ذلك ما جاء في تفسيره للآية الكريمة {إن الله لا يغفر أن يشرك به، ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء. ومن يشرك بالله فقد افترى إثما عظيما} سورة النساء، آية 48. حيث يورد ثلاثة أحاديث نبوية شريفة كلها تنص على رحمة الله الواسعة بالعباد." في ظلال القرآن: ج2، ص 678/ 679 ".

وفي تفسيره لقوله تعالى {قل لمن ما في السماوات والأرض قل لله، كتب على نفسه الرحمة ليجمعنكم إلى يوم القيامة لا ريب فيه} " سورة الأنعام، جزء من الآية 12 ". يثبت صفة رحمة الله تعالى بالعباد، مرة اخرى مستشهدا بأكثر من عشرة أحاديث في موضه واحد " في ظلال القرآن: مج2، ص 1050/ 1052 ".

10 - ويورد ستة أحاديث كلها تتعلق بالأمر بالمعروف، والنهي عن المنكر، وذلك عند تفسيره للآية الكريمة {كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر، وتؤمنون بالله} " سورة آل عمران، جزء من الآية 110 ".

واستشهاده بهذه المجموعة من الأحاديث في موضع واحد يدل على مدى تأثير الواقع الثقافي في تفسيره "في ظلال القرآن". فقعود الناس عن القيام بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، هو الذي دفعه إلى ذلك. " يراجع في ظلال القرآن: مج 1، ص 448، ومج2، ص 948 ".

11 - وفي معرض تفسيره لسورة البقرة يورد ستة احاديث في موضع واحد متتالية، وكلها تحض على الجهاد، وتبين كرامة المجاهدين، وذلك كنوع من استنهاض همم المسلمين الغافلين والمتخاذلين، وحضهم على القيام بهذه الفريضة. " المرجع نفسه: مج1، ص 144 ".

وفي تفسيره السورة نفسها يستشهد بثمانية احاديث كلها تتحدث عن آداب الجهاد، وذلك ليبين الفرق بين آداب القتال التي شرعها الله تعالى، وبين الشناعات التي عرفتها حروب الأمم قديما وحديثا. وأثر الواقع الثقافي اضح في توظيفها في عملية التفسير، إذ المقصود بها دفع اتهام المغرضين من المستشرقين والمستغربين للإسلام بالعدوان والوحشية، والحض على سفك الدماء، وإقامة الدليل القاطع على عظمة الإسلام. " المرجع نفسه: مج1، ص 188 ".

و السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير