تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

3. وليس في ذلك مطعن في عقيدة سيد قطب، فإن أهل العلم قالوا أن للصفات الإلهية وأسماء الله تعالى أثر على واقع حياة المسلم المتأمل في هذه الأسماء والصفات وهذا ما يقرره سيد قطب رحمه الله

2. النظر إلى الله تعالى: يقول الله تعالى: " وجوه يومئذ ناضرة إلى ربها ناظرة "

يقول سيد قطب: {وهذه الوجوه الناضرة نضرها أنها إلى ربها ناظرة " ويقول " فكيف؟ كيف بها وهي تنظر لا إلى جمال صنع الله، ولكن إلى جمال ذات الله " ويقول "ومالها لا تننضر وهي إلى جمال ربها تنظر "} (1)

المناقشة: يظهر هنا جلياً ما يعتقده سيد قطب رحمه الله في مسألة الرؤية، فهو يثبت ذلك، بل إنه في صفحاته التالية يذكر اختلاف المعتزلة مع أهل السنة في مسألة رؤية الله تعالى حيث يقول رحمه الله: {وإذاً فقد كان جدلاً ضائعاً، ذلك الجدل المديد الذي شغل ب المعتزلة أنفسهم ومعارضيهم من أهل السنة والمتكلمين حول حقيقة النظر والرؤية في مثل هذا المقام، لقد كانوا يقيسون بمقاييس الأرض ويتحدثون عن الإنسان المثقل بمقررات العقل ويتصورون الأمر بالمدراك المحدودة المجال} (2)

المنهج العام الذي يحدده سيد قطب في فهمه لآيات الأسماء والصفات:

بينما كنت أجول في تفسير سيد قطب رحمه الله تعالى، إذ وجدت كلاماً لطيفاً له رحمه الله، وهذا نص كلامه: {كيفيات فعل الله غيب كذاته، ولا يملك الإدراك البشري أن يدرك كيفية أفعل الله مادام أنه لا يملك أن يدرك ذات الله، إذ أن تصور الكيفية فرع عن تصور الماهية، وكل فعل ينسبه الله إلى نفسه كقوله تعالى: (ثم أستوى إلى السماء وهي دخان .. ) وقوله (ثم أستوى على العرش) و قوله (والسماء مطويات بيمينه) و قوله (وجاء ربك والملك صفاً صفاً) إلى آخر ما تحكيه النصوص الصحيحة عن فعل الله سبحانه لا مناص من التسليم بوقوعه، دون محاولة إدراك كيفيته، والله ليس كمثله شيء، فلا سبيل إلى إدراك ذاته، ولا إلى إدراك كيفيات أفعاله، إذ أنه لا سبيل إلى تشبيه فعله بفعل أي شيء، مادام أنه ليس كمثله شيء، وكل محاولة لتصور كيفيات أفعاله من مثال كيفيات أفعال خلقه هي محاولة مضللة، لاختلاف ماهيته سبحانه عن ماهيات خلقه، وما يترتب على هذا من أختلاف كيفيات فعله عن كيفيات أفعال خلقه، وكذلك جهل وضل كل من حاولوا _ من الفلاسفة والمتكلمين _ وصف كيفيات أفعال الله وخلطوا خلطاً شديدا} (1)

المناقشة: إنما سقت الكلام بطوله حتى يستبين لنا منهج سيد قطب رحمه الله، فهو يقرر منهجيةً سبقها إليه إمام أهل السنة الإمام مالك، حيث خاطب السائل عن الكيفية فقال {الكيف مجهول والإيمان به واجب والسؤال عنه بدعة}، وهذا يجعلنا نسأل: أليست لفظة "لامناص من التسليم بوقوعه " يريد بها سيد قطب ما قاله الإمام مالك: " الإيمان به واجب "، ولفظة "دون محاولة إدارك كيفيته" يراد بها قول الإمام مالك "الكيف مجهول، ولفظة "وضل كل من حاولوا من الفلاسفة والمتكلمين وصف كيفيات أفعال الله وخلطوا خلطاً شديداً " يراد بها قول الإمام مالك "والسؤال عنه بدعة"؟

إلى هذا القدر أكتفي، من دراسة لمنهجية هذا الرجل الذي عاش بالقرآن وللقرآن ومات لأجل القرآن وفي ختام القول أقول:

"ما من بشر إلا وبدا من الخطأ، فما العصمة إلا لرسل الله وأنبياءه، وسيد قطب رحمه الله إن أخطأ في مواضع فإنه عاش لأجل الحقيقة في مواضع أخرى، وكفى أن الحقيقة القرآنية كانت تشغله رحمه الله، وما من عالم إلا وله زلات وهفوات، و مع ذلك فالإحترام والتقدير واجب في حقهم"

وأخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين

ـ[يسري خضر]ــــــــ[21 Apr 2007, 02:25 م]ـ

جزاك الله خيرا اخي الكريم علي هذه السطور النافعة

ـ[عدنان البحيصي]ــــــــ[21 Apr 2007, 02:56 م]ـ

جزاك الله خيرا اخي الكريم علي هذه السطور النافعة

د. يسرى

بورك فيك

شكرا لك مرورك

ـ[أحمد بزوي الضاوي]ــــــــ[21 Apr 2007, 07:05 م]ـ

بسم الله الرحمن الرحيم

اللهم صل على محمد وعلى آله وصحبه أجمعين

الأخ الفاضل عدنان البحيصي ـ حفظه الله ـ

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

جهد مشكور. جزاكم الله خيرا

وتفضلوا بقبول خالص التحيات و التقدير.

و السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

ـ[عدنان البحيصي]ــــــــ[22 Apr 2007, 10:37 ص]ـ

أخي الكريم أحمد البزوي الضاوي

سلام الله عليك ورحمته وبركاته

سررت بمرورك هنا ولك من الدعاء مثله

بورك فيك

ـ[أحمد بزوي الضاوي]ــــــــ[26 Apr 2007, 11:15 ص]ـ

بسم الله الرحمن الرحيم

الصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين

الأخ الفاضل عدنان البحيصي.

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

الشكر موصول لفضيلتكم، وحبذا لو تتبعتم أقوال العلماء و الباحثين في تفسير سيد قطب.

جزاكم الله خيرا.

و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير