تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

1 ـ قال تعالى: (أَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَسَالَتْ أَوْدِيَةٌ بِقَدَرِهَا فَاحْتَمَلَ السَّيْلُ زَبَدًا رَابِيًا وَمِمَّا يُوقِدُونَ عَلَيْهِ فِي النَّارِ ابْتِغَاءَ حِلْيَةٍ أَوْ مَتَاعٍ زَبَدٌ مِثْلُهُ كَذَلِكَ يَضْرِبُ اللَّهُ الْحَقَّ وَالْبَاطِلَ فَأَمَّا الزَّبَدُ فَيَذْهَبُ جُفَاءً وَأَمَّا مَا يَنْفَعُ النَّاسَ فَيَمْكُثُ فِي الْأَرْضِ كَذَلِكَ يَضْرِبُ اللَّهُ الْأَمْثَالَ)

قال مقاتل بن سليمان (ثم ضرب الله مثل الكفر والإيمان، ومثل الحق والباطل، فقال: {أَنَزَلَ مِنَ السمآء مَآءً فَسَالَتْ أَوْدِيَةٌ بِقَدَرِهَا}، وهذا مثل القرآن الذى علمه المؤمنون، وتركه الكفار، فسال الوادى الكبير على قدر كبره، منهم من حمل منهم كبيراً، والوادى الصغير على قدره {فاحتمل السيل}، يعنى سيل الماء، {زَبَداً رَّابِياً}، يعنى عالياً، {وَمِمَّا يُوقِدُونَ عَلَيْهِ فِي النار} أيضاً، {ابتغآء حِلْيَةٍ}، يعنى الذهب، والفضة.

ثم قال: {أَوْ مَتَاعٍ}، يعنى المشبه، والصفر، والحديد، والرصاص، له أيضاً {زَبَدٌ مِّثْلُهُ}، فالسيل زبد لا ينتفع به، والحلى والمتاع له أيضاً زبد، إذا أدخل النار أخرج خبثه، ولا ينتفع به، والذهب والفضة والمتاع ينتفع به، ومثل الماء مثل القرآن، وهو الحق، ومثل الأودية مثل القلوب، ومثل السيل مثل الأهواء، فمثل الماء والحلى والمتاع الذى ينتفع به مثل الحق الذى فى القرآن، ومثل زبد الماء، وحيثث المتاع الذى لا ينتفع به مثل الباطل، فكما ينتفع بالماء، وما خلص من الحلى، والمتاع الذى ينتفع به أهله فى الدنيا، فكذلك الحق ينتفع به أهله فى الآخرة، وكما لا ينتفع بالزبد وخبث الحلى والمتاع أهله فى الدنيا، فكذلك الباطل لا ينتفع أهله فى الآخرة، {كذلك يَضْرِبُ الله الحق والباطل فَأَمَّا الزبد فَيَذْهَبُ جُفَآءً}، يعنى يابساً لا ينتفع به الناس كما لا ينتفع بالسيل، {وَأَمَّا مَا يَنفَعُ الناس فَيَمْكُثُ فِي الأرض}، فيستقون ويزرعون عليه وينتفعون به، يقول: {كذلك يَضْرِبُ الله الأمثال} [آية: 17]، يعنى الأشباه، فهذه الثلاثة الأمثال ضربها الله فى مثل واحد)

وهذا الذي ذهب إليه مقاتل من كون المثل في القرآن ومثل من أخذ به من المؤمنين ومن مثل من تركه من الكافرين يشير إليه الحديث الصحيح، وهو قوله صلى الله عليه وسلم: (إن مثل ما بعثني الله به من الهدى والعلم كمثل غيث أصاب أرضًا فكان منها طائفة قَبِلَتِ الماء فانبتت الكلأ والعشب الكثير، وكان منها طائفة أمسكت الماء فشرب الناس وسقوا وزرعوا وكانت منها طائفة إنما هي قيعان لا تمسك ماء، ولا تنبت كلأ، وذلك مثل ممن فقه في دين الله فنفعه ما بعثني الله به من الهدى والعلم، ومثل من لم يرفع بذلك رأساً ولم يقبل هدى الله الذي أرسلت به).

ـ[إيمان]ــــــــ[02 May 2007, 03:06 م]ـ

شكر الله لكم يادكتور مساعد هذه اللفتة الجميلة للأمثال في القرآن العظيم التي يحصل بالتفكرفي معانيها تنمية للعقل وتدريب له على التدبر والتأمل، والأهم من ذلك فهم المغزى من إيرادها، ولو تكرمتم الموضوع جداً شيق فهل سبق أن قامت دراسات أكاديمية تناولت هذا الموضوع؟

وهل يصلح أن يكون هذا الموضوع قاعدة الإنطلاق في إعداد رسالة دكتوراة تتناول الجوانب المختلفة للأمثال في القرآن الكريم؟

ـ[أحمد الطعان]ــــــــ[03 May 2007, 10:44 ص]ـ

بسم الله الرحمن الرحيم

على حد علمي توجد رسالتان للدكتور طه جابر العلواني مدير المعهد العالمي للفكر الإسلامي في هذا المجال هما:

الماجستير: الأمثال في السنة النبوية

الدكتوراه: الأمثال في القرآن الكريم

ولم أطلع عليهما.

ملاحظة: يوجد خطأ في المعلومة السابقة وقد تم تصحيح خطأ الإحالة في المشاركات التالية.

ـ[جمال أبو حسان]ــــــــ[03 May 2007, 11:19 ص]ـ

رسالةالدكتور العلواني في الدكتوراه هي في تحقيق المحصول للرازي وليست في الامثال القرانية

ـ[أبو العالية]ــــــــ[03 May 2007, 12:15 م]ـ

الحمد لله، وبعد ..

1_ الأمثال في القرآن الكريم. رسالة ماجستير إشراف مصطفى ناصف.- القاهرة: جامعة عين شمس - كلية الآداب، 1968.- رسالة ماجستير. وهو من مطبوعات معهد الفكر العالمي.

2_ الأمثال في الحديث النبوي الشريف: جمع وتخريج ودراسة/ إشراف مصطفى ناصف.- القاهرة: جامعة عين شمس - كلية الآداب، 1979.- رسالة دكتوراه

ـ[أحمد الطعان]ــــــــ[03 May 2007, 10:52 م]ـ

بسم الله الرحمن الرحيم

الإخوة الأفاضل أرجو المعذرة على التسرع في إرسال المعلومات ...

وقد تبين لي أن صاحب الرسائل المشار إليها آنفاً هو الدكتور محمد فياض جابر العلواني وهو شقيق الدكتور طه

وهما:

1_ الأمثال في القرآن الكريم. رسالة ماجستير إشراف مصطفى ناصف.- القاهرة: جامعة عين شمس - كلية الآداب، 1968.- رسالة ماجستير. وهو من مطبوعات معهد الفكر العالمي.

2_ الأمثال في الحديث النبوي الشريف: جمع وتخريج ودراسة/ إشراف مصطفى ناصف.- القاهرة: جامعة عين شمس - كلية الآداب، 1979.- رسالة دكتوراه.

وهي الرسائل التي ذكرها الأخ أبو العالية مشكوراً.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير