تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

2 - ولو سألني هذا الزميل المسيحي: "ألا يمكن اعتبار تلاوة القرآن بمثابة التصبير للمريض، بغرض التنفيس عنه، ولا يمكن لذلك أن يمثل العلاج الحقيقي والمباشر. ومفعوله، إن نجح في التأثير على المريض وتحسين حالته، لا يعدو أن يكون بمثابة الأثر الإيجابي لنوع من الإيحاء النفسي. وهو ما يقوم به أيضا بعض الإنجيليين وينجحون فيه، وهو أيضا ما يقوم به بعض علماء النفس، وينجحون فيه، وهو أيضا ما يقوم به بعض المشعوذين وينجحون فيه".

ثانياً: ذكرت الأمثلة التالية في علاج المرض البدني الحسي:- لدغ العقرب

- الحمى التي تصيب البدن

- وجع النبي صلى الله عليه وسلم ووعكه

- علاج البثور

وأتساءل: هل عولج المرضى في هذه الأمثلة بالدعاء وتلاوة القرآن فقط؟ أم أنهم كانوا يستعملون مع الدعاء والقرآن بعض المستحضرات، كالتي ذكرتها (العسل، زيت الزيتون، حبة البركة، ... ).

وحتى يكون البحث أدق ومساعدا لي في الفهم:

1 - هل يفيد الدعاء والتلاوة القرآن في كل الأمراض (الباطنة والظاهرة، النفسية وغير النفسية)؟

2 - هل يفيد الدعاء وتلاوة القرآن في العلاج دون استعمال أي مستحضرات طبية، أو أطعمة ذات خصوصية ونفع خاص؟

3 - لو اشترطنا استعمال مستحضرات طبية مع الدعاء وتلاوة القرآن، فكيف نميز بين ما جاء نتيجة الدعاء وتلاوة القرآن، وبين كا جاء نتيجة المفعول المادي للمستحذرات الطبية أو الأطعمة؟

4 - لو كانت للدعاء وتلاوة القرآن فائدة في علاج المريض، فهل تتمثل في إعطاءه شعورا بالطمأنينة والرضى وتنمية درجة الصبر لديه؟ أم أنهما يفيدان في علاج المرض وإزالة أعراضه تماما؟

5 - من الأمثلة الأولى التي طرحها عليها هذا الزميل المسيحي وجعلني أتوقف كثيرا عند الموضوع، هو التالي: لو قطعت يد أحدهم، أو تشوه وجهه نتيجة حادث، أو ولد بإعاقة بدنية (تخلف ذهني، أو شلل، أو عرج ... )، فهل يفيد الدعاء وتلاوة القرآن في علاجه؟

وقد فكرت طويلا في جواب عن هذا السؤال، ولم أجد من مثال يمكنني المقارنة به، سوى مثالين:

1 - ما ينقله القرآن الكريم عن عيسى عليه السلام، وبيان أن أحد معجزاته: أنه كان يبرئ الأكمه والأبرص بإذن الله.

"وَرَسُولا إِلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ أَنِّي قَدْ جِئْتُكُمْ بِآيَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ أَنِّي أَخْلُقُ لَكُمْ مِنَ الطِّينِ كَهَيْئَةِ الطَّيْرِ فَأَنْفُخُ فِيهِ فَيَكُونُ طَيْرًا بِإِذْنِ اللَّهِ وَأُبْرِئُ الأَكْمَهَ وَالأَبْرَصَ وَأُحْيِي الْمَوْتَى بِإِذْنِ اللَّهِ وَأُنَبِّئُكُمْ بِمَا تَأْكُلُونَ وَمَا تَدَّخِرُونَ فِي بُيُوتِكُمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَةً لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ" (آل عمران 49)

"إِذْ قَالَ اللَّهُ يَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ اذْكُرْ نِعْمَتِي عَلَيْكَ وَعَلَى وَالِدَتِكَ إِذْ أَيَّدْتُكَ بِرُوحِ الْقُدُسِ تُكَلِّمُ النَّاسَ فِي الْمَهْدِ وَكَهْلا وَإِذْ عَلَّمْتُكَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَالتَّوْرَاةَ وَالإِنْجِيلَ وَإِذْ تَخْلُقُ مِنَ الطِّينِ كَهَيْئَةِ الطَّيْرِ بِإِذْنِي فَتَنْفُخُ فِيهَا فَتَكُونُ طَيْرًا بِإِذْنِي وَتُبْرِئُ الأَكْمَهَ وَالأَبْرَصَ بِإِذْنِي وَإِذْ تُخْرِجُ الْمَوْتَى بِإِذْنِي وَإِذْ كَفَفْتُ بَنِي إِسْرَائِيلَ عَنْكَ إِذْ جِئْتَهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ فَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْهُمْ إِنْ هَذَا إِلا سِحْرٌ مُبِينٌ" (المائدة 110)

2 - وأيضا ما ورد في قصة أصحاب الأخدود:

فقد روى مسلم في صحيحه عن صهيب بن سنان الرومي عن النبي صلى الله عليه وسلم: " كان ملك فيمن كان قبلكم. وكان له ساحر. فلما كبر قال للملك: إني قد كبرت. فابعث إلي غلاما أعلمه السحر. فبعث إليه غلاما يعلمه. فكان في طريقه، إذا سلك، راهب. فقعد إليه وسمع كلامه. فأعجبه. فكان إذا أتى الساحر مر بالراهب وقعد إليه. فإذا أتى الساحر ضربه. فشكا ذلك إلى الراهب. فقال: إذا خشيت الساحر فقل: حبسني أهلي. وإذا خشيت أهلك فقل: حبسني الساحر. فبينما هو كذلك إذ أتى على دابة عظيمة قد حبست الناس. فقال: اليوم أعلم آلساحر أفضل أم الراهب أفضل؟ فأخذ حجرا فقال: اللهم! إن كان أمر الراهب أحب إليك من أمر الساحر فاقتل هذه الدابة. حتى يمضي الناس. فرماها فقتلها. ومضى الناس. فأتى الراهب فأخبره. فقال له الراهب: أي بني! أنت، اليوم، أفضل مني. قد بلغ من أمرك ما

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير