تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

أرى. وإنك ستبتلى. فإن ابتليت فلا تدل علي .. وكان الغلام يبرئ الأكمه والأبرص ويداوي الناس من سائر الأدواء. فسمع جليس للملك كان قد عمي. فأتاه بهدايا كثيرة. فقال: ما ههنا لك أجمع، إن أنت شفيتني. فقال: إني لا أشفي أحدا. إنما يشفي الله. فإن أنت آمنت بالله دعوت الله فشفاك. فآمن بالله. فشفاه الله. فأتى الملك فجلس إليه كما كان يجلس. فقال له الملك: من رد عليك بصرك؟ قال: ربي. قال: ولك رب غيري؟ قال: ربي وربك الله. فأخذه فلم يزل يعذبه حتى دل على الغلام. فجئ بالغلام. فقال له الملك: أي بني! قد بلغ من سحرك ما تبرئ الأكمه والأبرص وتفعل وتفعل. فقال: إني لا أشفي أحدا. إنما يشفي الله. فأخذه فلم يزل يعذبه حتى دل على الراهب. فجئ بالراهب. فقيل له: ارجع عن دينك. فأبى. فدعا بالمئشار. فوضع المئشار على مفرق رأسه. فشقه حتى وقع شقاه. ثم جئ بجليس الملك فقيل له: ارجع عن دينك. فأبى. فوضع المئشار في مفرق رأسه. فشقه به حتى وقع شقاه. ثم جئ بالغلام فقيل له: ارجع عن دينك. فأبى. فدفعه إلى نفر من أصحابه فقال: اذهبوا به إلى جبل كذا وكذا. فاصعدوا به الجبل. فإذا بلغتم ذروته، فإن رجع عن دينه، وإلا فاطرحوه. فذهبوا به فصعدوا به الجبل. فقال: اللهم! اكفنيهم بما شئت. فرجف بهم الجبل فسقطوا. وجاء يمشي إلى الملك. فقال له الملك: ما فعل أصحابك؟ قال: كفانيهم الله. فدفعه إلى نفر من أصحابه فقال: اذهبوا به فاحملوه في قرقور، فتوسطوا به البحر. فإن رجع عن دينه وإلا فاقذفوه. فذهبوا به. فقال: اللهم! اكفنيهم بما شئت. فانكفأت بهم السفينة فغرقوا. وجاء يمشي إلى الملك. فقال له الملك: ما فعل أصحابك؟ قال: كفانيهم الله. فقال للملك: إنك لست بقاتلي حتى تفعل ما آمرك به. قال: وما هو؟ قال: تجمع الناس في صعيد واحد. وتصلبني على جذع. ثم خذ سهما من كنانتي. ثم ضع السهم في كبد القوس. ثم قل: باسم الله، رب الغلام. ثم ارمني. فإنك إذا فعلت ذلك قتلتني. فجمع الناس في صعيد واحد. وصلبه على جذع. ثم أخذ سهما من كنانته. ثم وضع السهم في كبد القوس ثم قال: باسم الله، رب الغلام. ثم رماه فوقع السهم في صدغه. فوضع يده في صدغه في موضع السهم. فمات. فقال الناس: آمنا برب الغلام. آمنا برب الغلام. آمنا برب الغلام. فأتى الملك فقيل له: أرأيت ما كنت تحذر؟ قد، والله! نزل بك حذرك. قد آمن الناس فأمر بالأخدود في أفواه السكك فخدت. وأضرم النيران. وقال: من لم يرجع عن دينه فأحموه فيها. أو قيل له: اقتحم. ففعلوا حتى جاءت امرأة ومعها صبي لها فتقاعست أن تقع فيها. فقال لها الغلام: يا أمه! اصبري. فإنك على الحق ".

ولكن حتى في هذين المثالين (القرآني والنبوي)، لا نجد ذكرا لنوع العلاج الذي كان يمارسه عيسى عليه السلام، وهذا الغلام. فهل كان فقط من باب الدعاء لله عز وجل، أم أنهما كانا يستعملان بعض المستحضرات الطبية مع الدعاء؟

ثالثا- وقد اطلعت على الحديث النبوي الذي ذكرته: (عليكم بالشفائين: القرآن والعسل)، وتعليقك عليه بأن معناه الجمع بينهما للعلاج.

وسؤالي: لم لا يكون معناه هو التالي: عليكم بالشفائين: القرآن (فهو شفاء للصدور لما يحتويه من إجابات شافية عن جميع الأسئلة الوجودية التي يمكن أن يحير الإنسان جوابا عنها، وفيه علاج لكل الأمراض الأخلاقية والاجتماعية التي لن يجد الإنسان علاجا ناجعا لها مثل ما يوجد في القرآن)، والعسل (فهو مستخلص طبيعي، فيه من المنافع الكثيرة والمتنوعة ما يجعله دواء لكثير من الأمراض البدنية التي تصيب الإنسان)؟

رابعاً- ذكرت، _حفظك الله_ ما يلي:

"إن حديث السليم الذي رقاه أبو سعيد الخدري رضي الله عنه نص في الباب، وينطبق على علاج كل مرض بدني فلا يعدل عنه، ومن قال بالتخصيص؛ فهذا مفتقر للدليل، ولا أظنه يسعفه".

وسؤالي: لم لا يكون التخصيص هو الأصل، ومن يريد تعميمه هو المفتقر للدليل؟

وهذه القاعدة مثار غموض عندي، ولعلي أحتاج لدراستها أكثر في أصول الفقه. غير أنني طرحت هذا السؤال، بعدما انقدح في ذهني المسألة التي أثيرت مؤخرا حول موضوع (إرضاع الكبير)، وتفسير بعض الفقهاء للحادثة المنقولة في كتب الحديث، من أنها (واقعة خاصة لضرورة) ولا يجوز تعميمها.

فما هو الضابط الذي يمكن من خلاله قبول التعميم أو التخصيص لنص، أو حادثة؟

أرجو ألا أكون قد أثقلت عليك بهذه التساؤلات، أخي أبا العالية، ولعل الموضوع يرى مشاركات أكثر تساعدني على الفهم.

وجزاك الله خير الجزاء في كل الأحوال.

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير