تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

ويظهر ذلك عندما تكلم عند قوله تعالى (والله أنبتكم من الأرض نباتًا).

فقال: استعير الإنبات للإنشاء، كما يقال: زرعك الله للخير، وكانت هذه الاستعارة أدلّ على الحدوث، لأنهم إذا كانوا نباتاً كانوا محدثين لا محالة حدوث النبات: ومنه قيل للحشوية: النابتة والنوابت، لحدوث مذهبهم في الإسلام من غير أوّلية لهم فيه.

المبحث الثاني عشر: المسائل الفقهية (موقفه من المسائل الفقهية):

كان الزمخشري لا يكثر من ذكر المسائل الفقهية، وإذا ذكر شيئًا منها كان لا يتوسع فيها، وكان رحمه الله معتدلاً ولا يتعصب لمذهبه الفقهي الحنفي بخلاف تعصبه لمذهبه العقدي، ذلك لأنه يعتبر من العلماء المجتهدين، وأيضًا يدل هذا الأمر على نضوجه العلمي الفقهي.

ومثال ذلك ما ذكره في قوله تعالى في سورة البقرة: (إلاّ أن يعفون أو يعفو الذي بيده عقدة النكاح):

قال رحمه الله: الوليّ يعني إلا أن تعفو المطلقات عن أزواجهن فلا يطالبنهم بنصف المهر، وتقول المرأة: ما رآني ولا خدمته ولا استمتع بي فكيف آخذ منه شيئاً، أو يعفو الولي الذي يلي عقد نكاحهن، وهو مذهب الشافعي.

وقيل هو الزوج، وعفوه أن يسوق إليها المهر كاملاً، وهو مذهب أبي حنيفة.

ثم قال رحمه الله: والأوّل ظاهر الصحة. أي مذهب الشافعي رحمه الله.

الخاتمة:

وفي الختام يتضح مما سبق عرضه من أصول الزمخشري رحمه الله في تفسيره الكشاف، أنَّه رحمه كان ذا مكانة علمية عظيمة، يشهد له فيها.

و يتضح أنَّ الزمخشري كان يكثر في تفسيره من تفسير القرآن بالقرآن وهذا إن دلَّ فيدل على سعة علمه رحمه الله.

ويتضح أيضًا إنَّه رحمه الله كان قليلاً من الاستشهاد بالأحاديث النبوية.

هذا بخلاف ذكره لبعض الآثار عن الصحابة أو التابعين، ولكن إذا ذكر القول فلا يذكر له سندًا، أو حكمًا بصحة أو ضعف.

وكان أيضًا يهتم كثيرًا باللغة والبلاغة حتى أصبح تفسيره مليءً بمسائل اللغة والتوجيهات النحوية.

وكان أيضًا يهتم كثيرًا بالقراءات حتى أصبح تفسيره مليءً بذكر القراءات، ولكن من غير توجيه لها أو اختيار منها.

ويتضح أيضًا أن الزمخشري شديد على من خالفه في المذهب العقدي المعتزلي، بخلاف موقفه من مخالفه في مذهبه الفقهي الحنفي.

ـ[أبو المهند]ــــــــ[06 May 2007, 05:24 م]ـ

وفق الله الباحث في بحثه وبارك له في علمه، ومن وجهة نظري لا يصلح مثل

هذا العنوان {منهج الزمخشري رحمه الله في الكشاف لسورة نوح} فما معنى

منهجه في الكشاف لسورة نوح؟!! أليست سورة نوح ضمن الإطار العام لمنهج الزمخشري؟

وهل الزمخشري أفرد السورة بمنهجية تختلف عن باقي الكتاب؟؟!! هذا من حيث العنوان فحسب.

مع دعائي للباحث بالتوفيق والتبصر بما تحت العنوان.

ـ[عبدالرحمن الفضلي]ــــــــ[06 May 2007, 05:46 م]ـ

السلام عليكم. أشكر الشيخ الفاضل الدكتور خضر على هذه الملاحظة المباركة، وسوف أتدارك هذا الخطأ مستقبلا إن شاء الله.

أما المقصود من الموضوع أن لكل مفسر منهج سار عليه في تفسيره، وأنا طبقت هذه الأمور على سورة واحدة، إلا بالمسال الفقهية فلم أجد الزمخشري تكلم فيها بسورة نوح فأخذت نموذجا من خارج السورة.

وأكرر شكري وحبي لكم فالله. نفع الله بكم.

ـ[أبو المهند]ــــــــ[06 May 2007, 06:33 م]ـ

أشكر اهتمامك أخي العزيز على ما أبديته لكم وأزيدك شكرا على أدبكم

وأقترح أن يكون الموضوع هو {الزمخشري ومنهجه في التفسير تطبيقا على

سورة نوح}، أو ما شابه هذا العنوان فما رأيكم.

ـ[عبدالرحمن الفضلي]ــــــــ[06 May 2007, 09:02 م]ـ

السلام عليكم. أشكركم شيخنا الفاضل المبارك عبدالفتاح خضر على توجيهاتكم التي هي تاج على رأسي. نعم العنوان الذي تفضلتم بذكره هو الأنسب للموضوع، فلكم الشكر بعد شكر الباري.

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير