تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

قال رحمه الله: الضمير للرؤساء، ومعناه: وقد أضلوا {كَثِيراً} قبل هؤلاء الموصين بأن يتمسكوا بعبادة الأصنام ليسوا بأوّل من أضلوهم. أو وقد أضلوا بإضلالهم كثيراً، يعني أنّ هؤلاء المضلين فيهم كثرة. ويجوز أن يكون للأصنام، كقوله تعالى: {إِنَّهُنَّ أَضْلَلْنَ كَثِيرًا مّنَ الناس} [إبراهيم: 36].

المبحث الثامن: (اللغة) عنايته باللغة:

المسألة الأولى: وعندما ذكر قوله تعالى: (وأصروا واستكبروا استكبارًا):

قال رحمه الله: الإصرار: من أصر الحمار على العانة إذا صرّ أذنيه وأقبل عليها يكدمها ويطردها.

المسألة الثانية: وعندما ذكر قوله تعالى: (يرسل السماء عليكم مدرارً):

قال رحمه الله: والسماء: المظلة؛ لأنّ المطر منها ينزل إلى السحاب؛ ويجوز أن يراد السحاب أو المطر،

من قوله: إذَا نَزَلَ السَّمَاءِ بِأَرْضِ قَوْمٍ ...

والمدرار: الكثير الدرور.

ومفعال مما يستوى فيه المذكر والمؤنث، كقولهم: رجل أو امرأة معطار و متفال.

المسألة الثالثة: وعند قوله تعالى: (ومكروا مكرًا كُبَّارًا):

قال رحمه الله: والكبار أكبر من الكبير، والكبار أكبر من الكبار، ونحوه: طوال وطوّال.

المسألة الرابعة: وعند قوله تعالى: (رب لا تذر من الكافرين ديَّارًا):

قال رحمه الله: {دَيَّاراً} من الأسماء المستعملة في النفي العام.

يقال: ما بالدار ديار وديور، كقيام وقيوم. وهو فيعال من الدور. أو من الدار؛ أصله ديوار، ففعل به ما فعل بأصل سيد وميت، ولو كان فعالاً لكان دوّاراً.

المبحث التاسع: السؤال والجواب (ذكره للإشكالات والجواب عليها):

المسألة الأولى: قال رحمه الله: فإن قلت: كيف قال {وَيُؤَخِّرْكُمْ} مع إخباره بامتناع تأخير الأجل، وهل هذا إلا تناقض؟ قلت: قضى الله مثلاً أنّ قوم نوح إن آمنوا عمرهم ألف سنة، وإن بقوا على كفرهم أهلكهم على رأس تسعمائة. فقيل لهم: آمنوا يؤخركم إلى أجل مسمى، أي: إلى وقت سماه الله وضربه أمداً تنتهون إليه لا تتجاوزونه، وهو الوقت الأطول تمام الألف ثم أخبر أنه إذا جاء ذلك الأجل الأمد لا يؤخر كما يؤخر هذا الوقت، ولم تكن لكم حيلة، فبادروا في أوقات الإمهال والتأخير.

المسألة الثانية: وقال أيضا: فإن قلت: علام عطف قوله: {وَلاَ تَزِدِ الظالمين}؟ قلت: على قوله: {رَّبِّ إِنَّهُمْ عَصَوْنِى} على حكاية كلام نوح عليه السلام بعد {قَالَ} وبعد الواو النائبة عنه: ومعناه قال رب إنهم عصوني، وقال: لا تزد الظالمين إلا ضلالاً، أي: قال هذين القولين وهما في محل النصب، لأنهما مفعولا «قال» كقولك: قال زيد نودي للصلاة وصل في المسجد.

المسألة الثالثة: وقال أيضا: فإن قلت: كيف جاز أن يريد لهم الضلال ويدعو الله بزيادته؟ قلت: المراد بالضلال: أن يخذلوا ويمنعوا الألطاف، لتصميمهم على الكفر ووقوع اليأس من إيمانهم، وذلك حسن جميل يجوز الدعاء به، بل لا يحسنَ الدعاء بخلافه.

ويجوز أن يريد بالضلال: الضياع والهلاك، لقوله تعالى: {وَلاَ تَزِدِ الظالمين إِلاَّ تَبَاراً}.

المسألة الرابعة: وقال أيضا: فإن قلت: بم علم أن أولادهم يكفرون، وكيف وصفهم بالكفر عند الولادة؟ قلت: لبث فيهم ألف سنة إلا خمسين عاماً، فذاقهم وأكلهم وعرف طباعهم وأحوالهم، وكان الرجل منهم ينطلق بابنه إليه، ويقول: أحذر هذا، فإنه كذاب، وإن أبي حذرنيه فيموت الكبير وينشأ الصغير على ذلك؛ وقد أخبره الله عزّ وجل أنه لن يؤمن من قومك إلا من قد آمن.

المسألة الخامسة: وقال أيضا: فإن قلت: ما فعل صبيانهم حين أغرقوا؟ قلت: غرقوا معهم لا على وجه العقاب، ولكن كما يموتون بالأنواع من أسباب الموت، وكم منهم من يموت بالغرق والحرق، وكأن ذلك زيادة في عذاب الآباء والأمهات إذا أبصروا أطفالهم يغرقون.

المبحث العاشر عشر: الإسرائيليات (موقفه من الاسرائيليات):

يتضح أن الزمخشري كان مُقلاً من الاسرائيليات، ولا يذكرها إلا نادرًا وإذا ذكر شيئًا منها إمَّا يصدرها بلفظ رُوِيَ، المشعر بضعفها، وإمَّا أن يفوض علمها إلى الله سبحانه.

المبحث الحادي عشر: الاعتدال والتشدد:

يظهر من كلام الزمخشري أنه متشدد مع خصومه ويحمل عليهم إذا سنحت له الفرصة للنيل منهم:

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير