ـ[محب القراءات]ــــــــ[19 Jul 2007, 06:56 ص]ـ
وقد طلب مني الإخوة في القسم اختصار هذا البحث فلخصته فيما يلي:
أولا: تحرير الإشكال الوارد عن ابن مسعود ? في موقفه من المعوذتين وبيانه.
ورد عن الصحابي الجليل عبد الله بن مسعود ? روايات تدل على أنه كان يمحو المعوذتين من المصحف ويقول إنهما ليستا من كتاب الله تعالى , وفيما يلي ذكر لبعض هذه الروايات:
• في مسند الإمام أحمد: عن زر قال: قلت لأُبيّ إن أخاك يحكهما من المصحف؟ فلم ينكر , قيل لسفيان: بن مسعود؟ قال نعم , وليسا في مصحف ابن مسعود , كان يرى رسول الله ? يعوذ بهما الحسن والحسين ولم يسمعه يقرؤهما في شيء من صلاته فظن أنهما عوذتان وأصر على ظنه , وتحقق الباقون كونهما من القرآن فأودعوهما إياه ().
• وأخرج الإمام أحمد في مسنده أيضا عن عبد الرحمن بن يزيد قال: كان عبد الله يحك المعوذتين من مصاحفه ويقول إنهما ليستا من كتاب الله تبارك وتعالى ().
• وأخرج الطبراني بسنده عن عبد الرحمن بن يزيد، قال: رأيت عبد اللَّه يحك المعوذتين، ويقول:"لم تزيدون ما ليس فيه؟ ".
• وأخرج الطبراني أيضا بسنده عن أبي عبد الرحمن السلمي، عن ابن مسعود، أنه كان يقول:"لا تَخلطوا بالقرآن ما ليس فيه، فإنما هما معوذتان تعوذ بهما النَّبِيُّ ?: "قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ"، و "قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ"، وَكان عبد اللَّه يمحوهما من المصحف.
• وأخرج أيضا بسنده عن علقمة، عن عبد اللَّه،"أنه كان يحك المعوذتين من المصاحف، ويقول: إنما أمر رسول اللَّه ? أَنْ يُتَعَوذ بِهما، ولم يكن يقرأ بهما".
قلت: فهذه الأحاديث كلها تدل على أن ابن مسعود ? كان يرى أن المعوذتين ليستا من القرآن , وأنه كان يمحوهما من المصحف.
وقد اختلف الأئمة قديما وحديثا في هذا المروي عن ابن مسعود ? فمنهم من رد
الرواية عنه وضعفها بل وبالغ في إنكارها، ومنهم من صحح الرواية واعتذر عنها.
ثانيا: أقوال العلماء في حل هذا الإشكال و الجواب عنه.
• من العلماء من رد هذه الروايات وضعفها وأنكر ثبوتها عن ابن مسعود ? ومنهم الإمام النووي وابن حزم والباقلاني والفخر الرازي والسيوطي وغيرهم.
• ومن العلماء من أثبت هذه الروايات عن ابن مسعود , وأجاب عنها بإجابات منها وهي إجابات متفاوتة من أقواها:
1. أن هذا اجتهاد منه ? أخطأ فيه , ولم يوافقه عليه الصحابة? , و هذا يؤكد ما يذكره العلماء من أن الصحابة ليسوا معصومين في آحادهم، وإنما هم معصومون بإجماعهم. وهم لن يجمعوا على ضلالة.
2. أنه ? لعله لم يسمعهما من النبي ?، ولم يتواتر عنده.
3. أن هذا القول كان منه ? في فترة معينة ثم رجع إلى إجماع الصحابة ?.
4. أن هذه الروايات الصحيحة عنه لا تبلغ في درجة صحتها قراءة عاصم عن ابن مسعود المتواترة والتي تضمنت المعوذتين.
ومن الإجابات الضعيفة – من وجهة نظري القاصرة -:
1. أن ابن مسعود لم ينكر كونهما من القرآن وإنما أنكر إثباتهما في المصحف، فإنه كان يرى أن لا يكتب في المصحف شيئًا إلا إن كان النَّبي ? أذن في كتابته فيه، وكأنه لم يبلغه الإذن في ذلك. (1)
2. وقيل: لأنه أمن عليهما من النسيان، فأسقطهما وهو يحفظهما، كما أسقط فاتحة الكتاب من مصحفه، وما يشك في حفظه وإتقانه لها.
.........................................
(1) ملاحظة هامة: كنت قد كتبت في الخاتمة في أصل هذا البحث أن هذا القول من أحسن ما أجيب عن هذه الروايات عن ابن مسعود , ثم رجعت عن ذلك بعد أن ذكر شيخنا عبد العزيز العبيد أن هذا القول فيه نظر. (وإنما نبهت على ذلك حتى لا يظن أن هذا تناقض من الباحث).
ـ[جمال أبو حسان]ــــــــ[19 Jul 2007, 09:48 ص]ـ
وممن تحدث عن هذا الموضوع ايضا الامام ابن العربي المالكي في كتابه الماتع العواصم من القواصم المطبوع في الجزائر في مجلدين بتحقيق عمار طالبي
ـ[سلسبيل]ــــــــ[19 Jul 2007, 10:41 ص]ـ
جزاكم الله خيرا بحث قيم خاصه لمن يسعى للرد على شبهات الشيعه حيث لا يزالون يدندنون حول هذا الأمر كثيرا
ـ[أبو عبد الرحمن المدني]ــــــــ[21 Jul 2007, 06:07 ص]ـ
شكر الله لك أبا أسامة على هذا البحث
أسأل الله أن ينفع بك حيثما كنت
ـ[أبو هريرة منير البركي]ــــــــ[21 Jul 2007, 06:15 م]ـ
الله يجزيك خير أخي أبا أسامة وبارك سعيك
ـ[عبدالله جلغوم]ــــــــ[23 Jul 2007, 10:43 ص]ـ
[محب القراءات
أولا: أقوال العلماء الذين أنكروا هذه الروايات عن ابن مسعود ?:
• قال الإمام النووي رحمه الله: «أجمع المسلمون على أن المعوذتين والفاتحة وسائر السور المكتوبة في المصحف قرآن. وأن من جحد شيئا منه كفر. وما نقل عن ابن مسعود في الفاتحة والمعوذتين باطل ليس بصحيح عنه» ().
• وقال ابن حزم رحمه الله: هذا كذب على ابن مسعود وموضوع وإنما صح عنه قراءة عاصم عن زر عنه وفيها المعوذتان والفاتحة ().
• وقال الباقلاني رحمه الله (): ولو كان قد أنكر السورتين على ما ادعوا، لكانت الصحابة تناظره على ذلك، وكان يظهر وينتشر، فقد تناظروا في أقل من هذا،
في اعتقادي أن إنكار هذه الرواية هو الصحيح ..
ولما كانت هذه الرواية وامثالها من عجيب الروايات التي تزخر بها كتبنا، هي منافذ المشككين بالقرآن، فيا حبذا لو يقوم احد الباحثين بجمعها وبيان فسادها حتى لا تظل حجة يتمسك بها المشككون بالقرآن والمفترون في الطعن بالقرآن وإثارة الشبهات حوله.
¥