تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

1 - أن لا يناقض معنى الآية

2 - وأن يكون معنى صحيحا في نفسه

3 - وأن يكون في اللفظ إشعار به

4 - وأن يكون بينه وبين معنى الآية ارتباط وتلازم

- فإذا اجتمعت هذه الأمور الأربعة كان استنباطا حسنا) اه

وقال الزرقاني في مناهل العرفان 2/ 58: (مما تقدم يعلم أن التفسير الإشاري لا يكون مقبولا إلا بشروط خمسة وهي:

1 - ألا يتنافى وما يظهر من معنى النظم الكريم

2 - ألا يدعى أنه المراد وحده دون الظاهر

3 - ألا يكون تأويلا بعيدا سخيفا كتفسير بعضهم قوله تعالى: (وإن الله لمع المحسنين) بجعل كلمة لمع فعلا ماضيا وكلمة المحسنين مفعوله

4 - ألا يكون له معارض شرعي أو عقلي

5 - أن يكون له شاهد شرعي يؤيده ,كذلك اشترطوا

بيد أن هذه الشروط متداخلة فيمكن الاستغناء بالأول عن الثالث وبالخامس عن الرابع ويحسن ملاحظة شرطين بدلهما:

- أحدهما: بيان المعنى الموضوع له اللفظ الكريم أولا

- ثانيهما: ألا يكون من وراء هذا التفسير الإشاري تشويش على المفسَّر له

ثم إن هذه شروط لقبوله بمعنى عدم رفضه فحسب وليست شروطا لوجوب اتباعه والأخذ به , ذلك لأنه لا يتنافى وظاهر القرآن ثم إن له شاهدا يعضده من الشرع وكل ما كان كذلك لا يرفض , وإنما لم يجب الأخذ به لأن النظم الكريم لم يوضع للدلالة عليه بل هو من قبيل الإلهامات التي تلوح لأصحابها غير منضبطة بلغة ولا مقيدة بقوانين) اه

المبحث الخامس

أنواع تلك الإشارات

قال ابن عاشور في تفسيره 1/ 16: (وعندي إن هذه الإشارات لا تعدو واحدا من ثلاثة أنحاء:

- الأول: ما كان يجري فيه معنى الآية مجرى التمثيل لحال شبيه بذلك المعنى كما يقولون مثلا " ومن أظلم ممن منع مساجد الله أن يذكر فيها اسمه " أنه إشارة للقلوب لأنها مواضع الخضوع لله تعالى إذ بها يعرف فتسجد له القلوب بفناء النفوس. ومنعها من ذكره هو الحيلولة بينها وبين المعارف اللدنية وسعى في خرابها بتكديرها بالتعصبات وغلبة الهوى ...

- الثاني: ما كان من نحو التفاؤل فقد يكون للكلمة معنى يسبق من صورتها إلى السمع هو غير معناها المراد وذلك من باب انصراف ذهن السامع إلى ما هو المهم عنده والذي يجول في خاطره وهذا كمن قال في قوله تعالى (من ذا الذي يشفع) من ذل ذي إشارة للنفس يصير من المقربين للشفعاء فهذا يأخذ صدى موقع الكلام في السمع ويتأوله على ما شغل به قلبه. ورأيت الشيخ محي الدين يسمي هذا النوع سماعا ولقد أبدع.

- الثالث: عبر ومواعظ وشأن أهل النفوس اليقظى أن ينتفعوا من كل شيء ويأخذوا الحكمة حيث وجدوها فما ظنك بهم إذا قرأوا القرآن وتدبروه فاتعظوا بمواعظه فإذا أخذوا من قوله تعالى (فعصى فرعون الرسول فأخذناه أخذا وبيلا) اقتبسوا أن القلب الذي لم يمتثل رسول المعارف العليا تكون عاقبته وبالا ...

وكل إشارة خرجت عن حد هذه الثلاثة الأحوال إلى ما عداها فهي تقترب إلى قول الباطنية رويدا رويدا إلى أن تبلغ عين مقالاتهم) اه

المبحث السادس

أهل الإشارات:

من المعلوم أن من الناس من هم من أهل الإشارة , سواء فيما يقولون أو فيما يسمعون أو يقرؤون أو يرون أو حتى فيما يفكرون , وقد تقدم معنى قول ابن القيم في مدارج السالكين 2/ 406: (الإشارات: هي المعاني التي تشير إلى الحقيقة من بُعد ومن وراء حجاب , وهي تارة تكون من مسموع , وتارة تكون من مرئي , وتارة تكون من معقول , وقد تكون من الحواس كلها.

فالإشارات: من جنس الأدلة والأعلام , وسببها: صفاء يحصل بالجمعية فيلطف به الحس والذهن فيستيقظ لإدراك أمور لطيفة لا يكشف حس غيره وفهمه عن إدراكها.) اه

وقال في المدارج أيضا 1/ 129: (يريد بالإشارة: ما يشير إليه القوم من الأحوال والمنازلات والأذواق التي ينكرها الأجنبي من السلوك ويثبتها أهل البصائر

وكثير من هذه الأمور ترد على السالك , فإن كان له بصيرة ثبّتت بصيرته ذلك له وحقّقته عنده وعرّفته تفاصيله , وإن لم يكن له بصيرة بل كان جاهلا لم يعرف تفصيل ما يرد عليه ولم يهتد لتثبيته) اه

وقال في المدارج أيضا 3/ 63: (قوله: أو إشارة تشفيه , أي تشفي قلبه من علة عارضة فإذا وردت عليه الإشارة إما من صادق مثله أو من عالم أو من شيخ مسلِّك أو من آية فهمها أو عبرة ظفر بها اشتفى بها قلبه وهذا معلوم عند من له ذوق) اه

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير