تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

وفرض علينا عند غمة الهلال إكمال عدة شعبان ثلاثين يوما؛ وإكمال عدة رمضان ثلاثين يوما، حتى ندخل في العبادة بيقين ونخرج عنها بيقين؛ فقال في كتابه "وأنزلنا إليك الذكر لتبين للناس ما نزل إليهم" النحل: 44. وروى الأئمة الأثبات عن النبي صلى اللّه عليه وسلم قال: (صوموا لرؤيته وأفطروا لرؤيته فإن غم عليكم فاكملوا العدد) في رواية (فإن غمي عليكم الشهر فعدوا ثلاثين). وقد ذهب مطرف بن عبد اللّه بن الشخير وهو من كبار التابعين وابن قتيبة من اللغويين فقالا: يعول على الحساب عند الغيم بتقدير المنازل واعتبار حسابها في صوم رمضان، حتى إنه لو كان صحوا لرؤي؛ لقوله عليه السلام: (فإن أغمي عليكم فاقدروا له) أي استدلوا عليه بمنازله، وقدروا إتمام الشهر بحسابه. وقال الجمهور: معنى (فاقدروا له) فأكملوا المقدار؛ يفسره حديث أبي هريرة (فأكملوا العدة). وذكر الداودي أنه قيل في معنى قوله "فاقدروا له": أي قدروا المنازل. وهذا لا نعلم أحدا قال به إلا بعض أصحاب الشافعي أنه يعتبر في ذلك بقول المنجمين، والإجماع حجة عليهم. وقد روى ابن نافع عن مالك في الإمام لا يصوم لرؤية الهلال ولا يفطر لرؤيته، وإنما يصوم ويفطر على الحساب: إنه لا يقتدى به ولا يتبع. قال ابن العربي: وقد زل بعض أصحابنا فحكى عن الشافعي أنه قال: يعول على الحساب، وهي عثرة لا لعاً لها .... )

وجاء في مروج الذهب؛ للمسعودي:

ذكر شهور القبط والسريانيين،

والخلاف في أسمائها وجمل من التاريخ:

شهور القبط ومقابلها من شهور السريان:

أول شهور القبط: توت، وهو أيلول، وبابه، وهو تشرين الأول، وهاتور، وهو تشرين الثاني، وكيهك، وهو كانون الأول، وطوبه، وهو كانون الثاني، وأمشير، وهو شَبَاط، وبرمهات، وهو آذار، وبرموعه، وهو نيسان، وبشنس، وهو أيًار، وبؤونه، وهو حزيران، وأبيب، وهو تموز، ومسرى، وهو آب.

وللقبط بعد هذا خمسة أيام لواحق، تدعى العدياء، تزيدها على ما سمينا من شهورها، وهي ثلثمائة يوم وستون يوماً؛ فتصير السنة ثلثمائة وخمسة وستين يوماً.

سنة القبط:

وأول يوم من السنة عند القبط هو اليوم التاسع والعشرون من شهر آب، وعلى كل شهر منها ثلاثون يوماً، وكانت أيام السنة ثلثمائة وخمسة وستين يوماً كعدة أيام سنة الفرس وكانت شهور القبط فيما مضى توافق أوائلها شهور الفرس فكان أول توت أول أذر ما، ثم كل شهر كذلك على هذا الوصف إلى آخر سنة القبط آخر آذر ماه، وهذا الحساب بعينه موجود في كتب الزيجات في النجوم، وأهل مصر وسائر القبط في هذا الوقت- وهو سنة اثنتين وثلاثين وثلثمائة- يستعملون في حسابهم في الشهور غيرما قدمنا، وذلك أنهم زادوا في أيام السنة ربع يوم على مذهب السريانيين والروم فصارت شهورهم مخالفة لشهور الفرس وموافقة لشهور السريانيين والروم فيعدد أيام السنة، وتاريخ القبط في كتاب المجسطي من أول السنة التي ملك فيها البخت نَضر وكان أولها يوم الأربعاء.

مبدأ التواريخ:

وأما تاريخ القبط في كتاب زيج بطليموس، فمن أول سنة ملك فيلقوس وكان أولها يوم الأحد، والتباين الذي بين تاريخ البخت نصر وتاريخ يزد جرد ألف وثلثمائة وتسع وتسعون سنة فارسية وثلاثة أشهر، والذي بين تاريخ فليقوس وتاريخ يزدجرد تسعمائة وخمس وخمسون سنة وثلاثة أشهر، وبين تاريخ الإسكندر وتاريخ يزدجرد تسعمائة واثنتان وأربعون سنة من سني الروم ومائتان وتسعة وخمسون يوماً، وبين تاريخ يزدجرد وتاريخ الهجرة من الأيام ثلاثة آلاف وستمائة وأربعة وعشرون يوماً، فأول هذه التواريخ تاريخ البخت نصر، ثم تاريخ فيلقوس، ثم تاريخ ابنه الإسكندر، ثم تاريخ الهجرة، ثم تاريخ يزدجرد.

أوائل كل تاريخ:

وتاريخ العرب من أول السنة التي هاجر فيها النبي صلى الله عليه وسلم من مكة إلي المدينة، وكان أولها يوم الخميس.

وتاريخ الفرس من أول السنة التي ملك فيها يزدجرد بن شهر ياربنكسرى أبرويز، وكان أولها يوم الثلاثاء.

وتاريخ الروم والسريانيين من أول السنة من ملك الإسكندر، وكان أولها يوم الاثنين، واللهُ تعالى أعلم بحقيقة ذلك.

ذكر شهور السريانيين ووصف موافقتها

لشهور العرب وعدة أيام السنة ومعرفة الأنواء

شهورهم وأيام كل شهر:

فأول ذلك أن أيام السنة ثلثمائة وخمسة وستون يومأ وربعٍ يوم، وهي مختلفة في العدد: فنيسان ثلاثون يوماً، وأيار أحد وثلاثون يوما، وحزيراز ثلاثون يومأ، ولثمان عشرة ليلة منه رجوع الشمس هابطة من الشمال على ما أوجبه حساب الهند وهو أطول يوم في السنة وليلته أقصر ليلة، وتموز أحد وثلاثون يوماً، وآب أحد وثلاثون يوماً، فإذا انسلخ آب ذهب الحر، قال محمد بن عمد الملك الزيات:

بَرَدَ الماء وطال آل = ليل والْتَذ الشراب

ومضَى عنك حَزيرا = ن وتموزُ وآبُ

وأيلول ثلاثون يومأ، ولخمس منه عيد زكريا، ولعشر منه تطع الصرفة فينصرف الحر، ولثلاث عشرة منه عيد الصليب، وهو الرابع عشر منه، وفي هذا اليوم تفتح الترع بمصر على حسب ما ذكرنا فيما سلف من هذا الكتاب، ولتمام عشرين منه، يستوي الليل والنهار، وقال أبو نُوَاس:

مضى أيلول وارتفع الحرُور = وأخْبَتْ نارها الشعرى الْعَبُور ... )

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير