تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

ـ[مروان الظفيري]ــــــــ[17 May 2007, 10:31 ص]ـ

وأخيرا، مكتفيا

بما جاء في كتاب: تحقيق ما للهند؛ للبيروني:

في أصناف الشهور والسنين:

" الشهر الطبيعي " هو من الاجتماع الى الاجتماع، وانما صار طبيعياً لمشابهة احواله احوال الطبيعيات التي تخلو من مبدا لها كأنه من العدم ومن متزايد وارتفاع في النشوء والنمو وكالوقوف عند الاعتلاء ثم انحطاط يتبعه نحو البلى والدثور وتناقض في النشوء والنمو الى ان يعود الى ذلك العدم، كذلك نور القمر في جرمه على هذا النهج اذا بدا من المحاق هلالا ثم قمرا ثم بدرا وتراجع منه كذلك الى السرار الذي هو كالعدم بالاضافة الى الحس، فأما المكث في المحاق فمعلوم عند الكافة واما في الامتلاء فربما اشتبه على بعض الخاصة حتى اذا عرف صغر جرم القمر وعظم الشمس علم ان القطعة المنيرةمنه تربى على المظلمة وذلك مما يوجب مدة مكث ما على الامتلاء بدرا بالضرورة، وايضا فمن تأثيره في الرطوبات وظاهر انفعالها به حتى يدور معه امور الزيادة في المد والجزر والنقصان فيهما لا يخفي ذلك على ساكني السواحل وركاب البحر، كما لا يخفى على الاطباء تأثيره في اخلاط المرضى ودوران بحارينهم معه، وعلى الطبيعيتين تعلق امور الحيوان والنبات به، وعلى اصحاب التجارب اثره في المخاخ والادمغة والبيض ودردي الشراب في دنانه وخوابيه وما يهيجه فر رؤوس النيام في فخته ويجلبه على ثياب المتان الموضوع في ضوءه، وعلى الفلاحين ما يظهره في المقاثي والمباطخ والمقاطن وامثال ذلك حتى يتجاوزونها الى معرفة اوقات البذر والزرع والغرس والالقاح والانتاج واشباه ذلك، وعلى المنجمين من احداث الجو بأشكاله في حركاته، فهذا هو الشهر واثنا 424 عشر منه سنة بالاصطلاح تسمى " قمرية" واما "السنة الطبيعية " فأنها مدة عودة الشمس في فلك البروج لانها تشتمل 425 على اكوان الحرث والنسل الدائرة في الفصول الاربعة وبها تعود اشعة الشمس من الكرى 426 واظلال المقاييس بعينها الى مقاديرها واوضاعها وجهاتها التي تأخذ فيها او منها، فهذه هي السنة وتسمى "شمسية" لاجل القمرية؛ وكما ان الشهر القمري كان نصف سدس سنته كذلك الجزؤ من اثني عشر من سنة الشمس شهر لها بالوضع اذا كان الأخذ من حركتها الوسطى، وان كان من حركتها المختلفة فشهرها هو مدة كونها في برج، فهذه هي الشهران والسنتان المشهورة؛ والهند يسمون الاجتماع "اواماس" والاستقبال "بورنمة" والتربيعين "آتوه" فمنهم من يستعمل في السنة القمرية شهوره القمرية وايامه، ومنهم من يستعمل الشهور برؤوس البروج، ويسمي الانتقال فيها "سنكرانت" وذلك على وجه التقريب لانه لو استمر عندهم لاستعملوا سنة الشمس نفسها وشهورها فأستغنوا بذلك عن كبس السنة بالشهور؛ ومستعملوا شهور القمر منهم من يفتتحها بالاجتماع وهو المذهب المرضي، ومنهم من يفتتحها وسمعت ان " براهمهمر" يفعل ذلك ولم اتحققه من كتبه بعد، وذلك منهي عنه، وكأنه قديم فان في "بيذ"؛ ان الناس يقولون تم البدر وتم بتمامه الشهر، وذلك من جهلهم بي وبتفسيري فان خالق العالم ابتدأ به من النصف الابيض دون الاسود، وقد يجوز ان يكون هذا المحكي من قول الناس، ثم 427 الشهر من جهة العدد بعد الاجتماع مفتتح بأسم "بربه" من الايام القمرية كأفتتاحه به بعد الاستقبال، وكل يومين بعداهما عنهما واحد فأن اسمهما ايضا واحد، ويكون فيهما النور والظلمة في جرم القمر متكافئين وساعات الطلوع في احدهما والغروب في الاخر متساويتين، ولهم حساب لها وهو ان يضرب الايام القمرية الماضية من الشهر ان كانت اقل من خمسة عشر او زياداتها على الخمسة عشر ان كانت اكثر منها في عدد"كهري" تلك الليلة ويزاد على المبلغ اثنان ابدا ويقسم المجتمع على خمسة عشر فيخرج كهري وما يتبعها لما بين اول الليل وبين غروب القمر في الايام البيض او بين طلوعه في الايام السود، وهذا لان تفاضل هذه المدة في الليالي بدقيقتين ومقادير الليالي حائمة حو الثلاثين دقيقة فأذا اخذ لكل يوم ثلاثون دقيقة 428وقسم المبلغ على نصفها خرج لكل واحد دقيقتان الا انه وفق لاختلاف الليالي فضرب في مقدار الليلة وكان ادق ان يضرب في نصف مجموع هذه الليلة والاولى من الشهر، ولا فائدة في زيادة الدقيقتين فأنها مقام رؤية الهلال ولو كان الشهر مأخوذا منها

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير