تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

ورابعها: الاختلاف بإبدال كلمة بكلمة كما قرئ ? وَطَلْحٍ مَّنضُودٍ ? [الواقعة: 29]، و ? طلع منضود ?.

وخامسها: اختلاف بتقديم وتأخير كقوله تعالى: ? إِنَّ اللهَ اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنْفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللهِ فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ ? [التوبة: 111]، قرئ ? فيُقتلون ويَقتلون ?.

وسادسها: اختلاف بشيء يسير من الزيادة والنقصان جريًا على عادة العرب في حذف أدوات الجر والعطف كقوله تعالى: ? وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الأنْهَارُ ? [التوبة: 100]، قرئ ? من تحتها الأنهار ? وهما قراءتان متواترتان، وقد وافق كل منهما رسم مصحف الإمام.

ومن النقصان قوله تعالى: ? وَقَالُوا اتَّخَذَ اللهُ وَلَدًا ? [البقرة: 116]، من سورة البقرة بغير واو كما في رسم المصحف الشامي.

وسابعها: اختلاف اللهجات في الفتح والإمالة والترقيق والتفخيم والهمز والتسهيل وكسر حروف المضارعة وقلب بعض الحروف وإشباع ميم الذكور وإشمام بعض الحركات من ذلك قوله تعالى: ? وَهَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ مُوسَى ? [طه: 9]، وقوله ? بَلَى قَادِرِينَ عَلَى أَن نُّسَوِّيَ بَنَانَهُ ? [القيامة: 4]، قرئ بإمالة: أتي وموسي وبلي.

وقوله تعالى ? خَبِيرًا بَصِيرًا ? [الإسراء: 17]، بترقيق الرائين، والصلاة والطلاق بتفخيم اللامين.

وقوله تعالى: ? قَدْ افْلَحَ ? بترك الهمزة وهو ما يسمى بالتسهيل، وقوله تعالى: ? لِقَوْمٍ يِعْلَمُونَ ? [البقرة: 230]، ? نَحْنُ نِعْلَمُ ? [الإسراء: 47]، و? وَتِسْوَدُّ وُجُوهٌ ? [آل عمران: 106]، ? أَلَمْ اعْهَدْ ? [يس: 60]، بكسر المضارعة في جميع الأفعال، وقوله تعالى: ? حَتَّى حِينٍ ? [الصافات: 174]، فالهزليون يقرؤون عتى عين.

وقوله تعالى: ? عَلَيْهِمُ دَائِرَةُ السَّوْءِ ? [الفتح: 6]، ? وَمِنْهُمُ مَّن يَلْمِزُكَ فِي الصَّدَقَاتِ ? [التوبة: 58]، بإشباع ميم جمع الذكور في كلتا الآيتين.

وقوله تعالى: ? وَغِيضَ الْمَاءُ ? [هود: 44]، بإشمام ضمة الغين مع الكسر، والحق أن هذا الوجه السابع أهم الأوجه فهو يبرز الحكمة من إنزال القرآن العظيم على سبعة أحرف ففيه تخفيف وتيسير على الأمة التي تعددت قبائلها فاختلفت بذلك لهجاتها، وتباين أداؤها لبعض الألفاظ، فكان لابد أن تراعى لهجاتها وطريقة نطقها، لأن الله -سبحانه وتعالى- اصطفى في قرآنه ما شاء، وتمثل في لغة قريش التي أصبحت صفوة العرب.

والقرشية باعتراف جميع القبائل هي الأغزر مادةً والأرق أسلوبًا والأغنى ثروةً والأقدر على التعبير الجميل الدقيق حتى إن الشاعر في العرب كان يتحاشى لغة قبيلته ويستعمل القرشية في شعره لهجة وتركيب جملة وانتقاء كلمة.

وإذا كانت الأوجه السبعة هذه التي ذكرناها هي التي عَنى بها الرسول الكريم -صلى الله عليه وسلم- فإنها اجتمعت من مختلف القراءات التي أقرهم عليها رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وانتهى العلم بها إلينا، أحرف القرآن السبعة التي لم نعرفها إلا بطريق الاستنباط والاستقراء.

توه من كثيرون من القدامى والمحدثين أن الأحرف السبعة هي القراءات السبعة، ومصدر هذا الإيهام الإمام الكبير أحمد بن موسى بن العباس المشهور بابن مجاهد، حيث قام سنة ثلاثمائة للهجرة يجمع سبع قراءات في بغداد لسبعة من أئمة الحرمين والعراقين والشام وكان جمعه محض مصادفة واتفاق، وعبارة القراءات السبع لم تعرف من قبل في الأمصار وإنما بدأت تشتهر بإقبال الناس على قراءة بعض الأئمة دون بعض، فاشتهرت بمكة قراءة عبد الله بن كثير الداري المتوفى سنة عشرين ومائة هجرية ولقي من الصحابة أنس بن مالك وأبا أيوب الأنصاري وعبد الله بن الزبير، واشتهرت في المدينة قراءة نافع بن عبد الرحمن من أبي نُعيم المتوفى سنة تسع وستين ومائة هجرية وتلقى القراءة عن سبعين من التابعين أخذوا عن أبي بن كعب وعبد الله بن عباس.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير