تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

وتحدث القرآن العظيم عن غزوة بدر في سورة البقرة والأنفال، وعن غزوة أحد في آل عمران قال تعالى: ? وَلَقَدْ صَدَقَكُمُ اللهُ وَعْدَهُ إِذْ تَحُسُّونَهُمْ بِإِذْنِهِ حَتَّى إِذَا فَشِلْتُمْ وَتَنَازَعْتُمْ فِي الأمْرِ وَعَصَيْتُم مِّن بَعْدِ مَا أَرَاكُم مَّا تُحِبُّونَ مِنْكُم مَّن يُرِيدُ الدُّنْيَا وَمِنْكُم مَّن يُرِيدُ الآخِرَةَ ثُمَّ صَرَفَكُمْ عَنْهُمْ لِيَبْتَلِيَكُمْ وَلَقَدْ عَفَا عَنْكُمْ وَاللهُ ذُو فَضْلٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ ? [آل عمران: 152].

وفي سورة الحشر حديث عن جلاء يهود بني النضير، وفي سورة الأحزاب تفصيل ذلك الحدث قال تعالى: ? وَأَنْزَلَ الَّذِينَ ظَاهَرُوهُم مِّنْ أَهْلِ الْكِتَابِ مِن صَيَاصِيهِمْ وَقَذَفَ فِي قُلُوبِهِمُ الرُّعْبَ فَرِيقًا تَقْتُلُونَ وَتَأْسِرُونَ فَرِيقًا (26) وَأَوْرَثَكُمْ أَرْضَهُمْ وَدِيَارَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ وَأَرْضًا لَّمْ تَطَؤُوهَا وَكَانَ اللهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرًا (27) ? [الأحزاب: 26، 27].

وفي سورة النور تناول القرآن العظيم قصة الإفك التي رميت بها زوج النبي -صلى الله عليه وسلم- السيدة عائشة -رضي الله عنها- وقد برأها الله من إفك رميت به وهي الحَصَان.

حصان رزان ما تزن بريبة ** وتصبح غرثى من لحوم الغوافل

عقيلة حي من لؤي بن غالب ** كرام المساعي مجدهم غير زائل

مهذبة قد طيب الله خيمها ** وطهرها من كل سوء وباطل

? إِذْ تَلَقَّوْنَهُ بِأَلْسِنَتِكُمْ وَتَقُولُونَ بِأَفْوَاهِكُم مَّا لَيْسَ لَكُمْ بِهِ عِلْمٌ وَتَحْسَبُونَهُ هَيِّنًا وَهُوَ عِنْدَ اللهِ عَظِيمٌ (15) ? [النور: 15]

وصور القرآن العظيم في آيته وسوره المنافقين والفاسقين والمشركين في سورة المنافقين وسورة الحجرات.

وبشر في سورة الفتح بفتح مكة والنصر على العدو وسيادة الإسلام على أرض الجزيرة العربية وفي سورة التوبة عرض القرآن العظيم أحداث غزوة حنين وأشار إليها، والمسلمون بين الهزيمة والنصر، ورسول الله -صلى الله عليه وسلم- بين خاصته وأهل بيته الذين يهتفون بالمسلمين ويحثونهم على القتال.

? وَيَوْمَ حُنَيْنٍ إِذْ أَعْجَبَتْكُمْ كَثْرَتُكُمْ فَلَمْ تُغْنِ عَنكُمْ شَيْئًا وَضَاقَتْ عَلَيْكُمُ الأَرْضُ بِمَا رَحُبَتْ ثُمَّ وَلَّيْتُم مُّدْبِرِينَ (25) ثُمَّ أَنْزَلَ اللهُ سَكِينَتَهُ عَلَى رَسُولِهِ وَعَلَى الْمُؤْمِنِينَ وَأَنْزَلَ جُنُودًا لَّمْ تَرَوْهَا وَعذَّبَ الَّذِينَ كَفَرُوا وَذَلِكَ جَزَاءُ الْكَافِرِينَ (26) ? [التوبة: 25، 26].

هذا هو القرآن العظيم الذي وقف أمامه العرب مشدوهين في جديده وقصصه وتعبيره وتأويله، جاءهم بجديد في الأفكار والأساليب والأداء ليس هو بالشعر الذي عرفوه ولا النثر الذي ألفوه، إنه كلام عميق الدلالة بعيد الأفق واضح بين قصير الجمل، والجملة القصيرة فيه تختزن على قدرة كبيرة من الجزئيات، إنه الكتاب المعجز الذي تحدى الإنس والجن على أن يأتوا بآية من مثله فوقفوا عاجزين.

في العام العاشر الهجري أعلن النبي -صلى الله عليه وسلم- عزمه على الحج إلى بيت الله الحرام، وهي المرة الوحيدة التي حج فيها بعد الهجرة، وكانت حجته هذه هي خاتمة الرسالة، وكان الوداع للمسلمين الذين تقاطروا من أرجاء الجزيرة العربية للحج معه، وفي عرفة نزلت عليهم آية كريمة ? الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلاَمَ دِينًا ? [المائدة: 3].

واستمع المسلمون إليه -صلى الله عليه وسلم- وهو يقول: (إن دماءكم وأموالكم حرام عليكم كحرمة يومكم هذا في شهركم هذا في بلدكم هذا) وسمعوه في خطبته يوصيهم خيرًا بالنساء فيقول: (اتقوا الله في النساء فإنكم أخذتموهن بأمانة الله واستحللتن فروجهن بكلمة الله) وينتهي ليقول: (وإني قد تركت فيكم ما لن تضلوا بعده إن اعتصمتم به: كتاب الله، وأنتم تسألون عني فما أنتم قائلون؟ قالوا: نشهد أنك قد بلغت رسالات ربك وأديت ونصحت لأمتك وقضيت الذي عليك، فقال وهو يرفع سبابته إلى السماء: اللهم اشهد، اللهم اشهد).

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير