ـ[عبدالله العلي]ــــــــ[31 Aug 2007, 05:46 م]ـ
موضوع رائع جدا، بارك الله فيك
ـ[أبو العالية]ــــــــ[01 Sep 2007, 11:27 ص]ـ
الحمد لله، وبعد ..
هذا من فضل ربي.
ـ[أبو العالية]ــــــــ[01 Sep 2007, 11:28 ص]ـ
الحمد لله، وبعد ..
18 _ (186) سفيان بن سعيد بن مسروق، الإمام شيخ الإسلام، الفقيه، الحافظ، الحجَّة، العابد، أبو عبد الله الثوري (97_ 161هـ)
1_ تفسيره:
قال الداودي رحمه الله عنه: (صاحب التفسير المشهور، الذي رواه عنه أبو حذيفة موسى بن مسعود النَّهْدِي) (1/ 193)
قال مُقَيِّدُه غفر الله له:
وتفسيره طبع في الهند 1385هـ بمعاونة وزارة المعارف، بعناية وتصحيح وترتيب وتعليق إمتياز علي عرشي، مدير مكتبة رضا، وعليه اعتمدت دار الكتب العلمية في طبعتها.
2_ توظيف كلمة (لا أدري) في حياة الربانيين:
قال الداودي رحمه الله عنه: (وقال القطَّان: ما رأيت أحفظ منه، كنت إذا سألته عن حديثٍ ليس عنده؛ اشتدَّ عليه) (1/ 194)
قال مُقَيِّدُه غفر الله له:
وهذه سِمَةُ أهل التقوى والعلم النَّافع ممن يرجون بِعلْمِهم الله والدار الآخرة.
فهو مثال واضح، لما قرَّره الشيخ العلامة عبد الرحمن السَّعدي رحمه الله _ وقد سبق في نكت الداودي في المشاركة التاسعة _ حين قال:
((ومن أعظم ما يجب على المُعَلِّمين: أن يقولوا لما لا يعلمونه ((الله أعلم)) وليس هذا بناقصٍ لأقدارهم؛ بل هذا مما يزيد قدرهم، ويُستدلُّ به كمال دينهم، وتحرِّيهم الصواب. وفي توقُّفِه عمَّا لا يعلم فوائد كثيرة، ثم ذكر ما يشهد لهذا الموقف؛ فقال:.
ومنها: أنه إذا توقف وقال: الله أعلم، فما أسرع ما يأتيه علم ذلك من مراجعته أو مراجعة غيره؛ فإنَّ المتعلم إذا رأى معلمه قد توقف؛ جدَّ واجتهد في تحصيل علمها وإتحاف المعلم بها، فما أحسن هذا الأثر.) إلى آخر كلامه النفيس رحمه الله؛ فانظر غير مأمور في (الفتاوى السعدية (628)
3_ البعد عن الذنوب:
قال الداودي رحمه الله عنه: (وقال عبد الرزاق: قال سفيان: ما استودعتُ قلبي شيئاً قط فخانني) (1/ 194)
قال مُقَيِّدُه غفر الله له:
لله دَرُّه ما أعظم توقيره لربِّه، وحفظه لمَحَارِمه.
فهذا الإمام الهُمام، قال عنه أحد المحدِّثين: (يبلغ حديثه ثلاثين ألفاً)
الله أكبر .. ثلاثون ألف حديث يعرف أسانيدها، ومتونها، وعللها.
فيا ترى ما الذي أكسبه هذا الحفظ وهذا العلم؟
ولأيِّ شيء قال فيه غير واحد: (من أخبرك انه رأى مثل سفيان؛ فلا تصدِّقه)؟
وهل سمعت بقولة الإمام أحمد حين قال عنه: سفيان: لم يتقدَّمه في قلبي أحد!
الإمام سفيان أيُّ عالم كان؟
وما هي الصفات النبيلة الظاهرة فيه رحمه الله.
إن أردتَ أن تعلم هذا؛ فلتعلم أنه البُعْد عن الذنوب؛ فإنَّ الذنب يحرم العلم، واللذة فيه. وهو أساس كل مصيبة ورذيلة، صاننا الله وإياكم من شر ذلك كله.
يقول ابن قيم الجوزية رحمه الله، في بيان خطر الذنوب على القلب:
(وللمعاصي من الآثار القبيحة المذمومة المضرة بالقلب والبدن في الدنيا والآخرة ما لا يعلمه إلا الله فمنها:
حرمان العلم؛ فإنَّ العلم نور يقذفه الله في القلب، والمعصية تُطْفِيء ذلك النور.
ولما جلس الإمام الشافعي بين يدي مالك، وقرأ عليه أعجبه ما رأى من وفور فطنته، وتوقُّد ذكائه، وكمال فَهْمِه؛ فقال: إِنِّي أرى الله قد ألقى على قلبك نوراً؛ فلا تُطْفِئه بظلمة المعصية.
وقال الشافعي:
شكوتُ إلى وكيعٍ سُوءَ حِفْظِي ** فأَرْشَدني إلى تَرْك المعاصِي
وقال اعْلم بِأنَّ العِلْم نورٌ * * ونُوْرُ اللهِ لا يُؤْتَاه عَاصِي) الداء والدواء (31)
ومن هنا تميز هذا العَلَمُ الحَبْر رحمه الله بالعلم والحفظ، مما جعل الإمام العالم العامل المجاهد ابن المبارك رحمه الله _ وَهُوَ مَنْ هُوَ _ يقول عنه: كتبتُ عن ألف شيخ ومئة شيخ، ما فيهم أفضل من سفيان.
بل يقول شعبة الحافظ أمير المؤمنين في الحديث: سفيان أحفظ مني.
فتأمل أيها الطالب عِظَم هذه النكتة الكبيرة، فإن أردت العلم والنور والحفظ؛ فإيَّاك والذنوب.
جعلني الله وإياك ممن رُزِق إنقاذ نفسه. اللهمَّ آمين.
4_ التفسير الصحيح في آيات العقائد (المعية العامة):
قال الداودي رحمه الله عنه: (وقد صحَّ عن الثوري في قوله تعالى: (وَهُوَ مَعَكُم) قال: عِلْمه، وهذا جاء عن جماعة من المفسرين.) (1/ 194)
قال مُقَيِّدُه غفر الله له:
أولاً: في الكتاب: (وَهُوَ مَعَكُم) قال: عَمَله!! وهذا تصحيف شنيع! والصواب عِلْمه.
كما هو مشهور (معيَّة العلم) وانظر:
خلق أفعال العباد للبخاري (8) والأسماء والصفات للبيهقي (2/ 341) تحقيق الحاشدي، وكتبٌ كثيرة.
هذا وإنَّ بعض المفسرين شطح فقال: المراد بالمعيَّة هنا، معية ذات! وختم قوله: (فإذا كانت المعية بالعلم لَزِمَ أن تكون بالذات؛ فافهم، وسلِّم إن لم تذق!!) أهـ
وقال أحدهم يسأل غيره: كيف تعتقد: {وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ مَا كُنْتُم}؟ فقال: بالذات؛ فقال له: أشهد أنَّك من العارفين!!) أهـ
فما أعجب ابن عجيبة رحمه الله؛ فقد أصبح للذوق طريق إلى مسائل الاعتقاد.
تالله هذا خلط فظيع من أهل التصوف المذموم، (وسبقهم الجهمية بذلك). نسأل الله السلامة والعافية.
ثُمَّ المعيةُ معيَّتان:
1_ معية خاصة لأوليائه بالحفظ، والنُّصرة، والتَّأْيِيد.
ومعيَّة عامَّة بالسمع، والبصر، والعلم.
وكلام أهل العلم في علم هذه المسألة مبسوط في كتب العقائد.
وأنصح بمطالعة: (الآثار المروية في صفة المعية) للشيخ د. محمد بن خليفة التميمي؛ فقد أجاد وأفاد.
ومما فيه:
لمطلب الأول: آيات المعيَّة.
المطلب الثاني: أقوال السلف في تفسير آيات المعيَّة العامة.
المطلب الثالث: أقوال السلف التي تجمع بين صفتي العلو والمعيَّة.
المطلب الرابع: أقوال الناس في صفة المعيَّة.
وحسب الإشارة هنا كافية.
والله أعلم
¥