ـ[شعيب عبداللطيف]ــــــــ[11 Jun 2007, 07:46 م]ـ
(ربنا لا تؤاخذنا إن نسينا أو أخطانا)
أشكر الدكتور الجكني على تنبيهه، وأستغفر الله لي ولإخواني.
وأسجل إعجابي بالنظم مع المعجبين.آمين آمين سددالله خطاك لكل خير ونفعنا بعلمك تلميذك
ـ[شعيب عبداللطيف]ــــــــ[11 Jun 2007, 07:55 م]ـ
قراءة نقدية في المنظومة:
إن على الناقد وهو يفكك نصا ما أن يكون حياديا، فلا مجال للمحاباة أو المجاملة، فما بالكم إذا كنا نتعامل مع نص له علاقة بالقرآن الكريم؟
لم نتجاهل الغرض من وراء هذه المنظومة بل وصفناه بالنبيل، كما أننا في نقدنا فصلنا تماما بين النص وصاحبه وناقله ولم نعكر صفوهما، نحن نحترم الناظم ونحترم الناقل ونحترم المستحسن، ولكننا نفصل أيضا بين احترامنا ورؤيتنا للنص. وهو ما يفتقر إليه البعض فأوسعونا تجريحا .. [لقد جعلني المستكشف أحسب انه الناظم]
أقول:
لقد اختار الناظم حرف الفاء قافية لمنظومته وبحر الكامل وزنا، وأيا كان سبب الاختيار، فقد اختار قالبا صعبا وعليه أن يفصل منظومته حسب مقاساته. ولعل ما ترتب على ذلك في النهاية: إنتاج نص مرهق غلبت عليه الصناعة والتكلف والحشو والتضحية بالمعنى .. وهذه الأخيرة هي أهمها. (ولولاها ما أبديت رأيا]
لقد كان من الممكن أن يلجأ الناظم إلى تعدد القوافي ويتحرر من هذا القيد فيجد سعة في جمع مائة وأربعة عشر اسما في نص – نظم – لا مجال فيه للعاطفة وحرية الحركة. [إن التنوع في أسماء السور يستدعي تنوعا في القوافي لاستيعابها دون إخلال بالمعاني] إن عدم تحرره من هذا القيد قد اضطره أن يتخلى عن أسماء سور القرآن المعروفة بها مستبدلا إياها بإشارات أو إيحاءات بعيدة التقطها من ألفاظ قريبة من أسماء السور على نحو ما (فيها بعض حروفها)، ولا حاجة لإيراد الأمثلة فهي وفيرة ....
السؤال الذي طرحته: - غير متجاهل الغرض النبيل للناظم (التسهيل على الحفاظ) - هل يسوغ لنا الهدف النبيل للناظم التضحية بأسماء سور القرآن الكريم، والذي وصل في بعضها إلى حد العبث؟ (بقر لعمران وبعض نسائه) ..
هل يجوز لنا أن نغض الطرف عن هذا التجاوز محاباة للناظم أو الناقل على حساب القرآن؟
المسألة الأخرى التي يطرحها هكذا موضوع: إلى أي مدى يمكننا أن نتساهل في التضحية بالمعنى لحساب الألفاظ؟
قلنا أن الناظم قد اضطر لاستخدام بدائل لأسماء السور هي ألفاظ فيها بعض حروف من اسم السورة،وقد يتساهل البعض مع هذا التجاوز ولا يجد ما يمنع قبوله ما دام لا يؤدي إلى معنى بعيد أو غير مقبول أو مستساغ .. فإن نتج عن هذا الاستخدام معان غير مستساغة، فما موقفنا منها؟
لنتأمل بحيادية تامة المعاني التي يمكن ملاحظتها في كثير من الأبيات ..
- قال الناظم: أشرق نجمه، وفي مكان آخر: أشرق الفجر ..
فهل يشرق النجم؟ وهل يشرق الفجر؟
- وقال:
قلم يحق له العروج إلى العلى
يا نوح إن الجن غير خواف
وتزملت وتدثرت لقيامة الإ
نسان أرسل صيحة استعطاف
ما معنى الجن غير خواف؟ هل يعني ظاهرون؟
وفي قوله: وتزملت وتدثرت، التاء في الفعلين ساكنة بدليل الوزن الشعري، فمن التي تزملت وتدثرت؟ هل هي الجن؟ (المزمل والمدثر معلوم لدينا) ومن الذي أرسل صيحة الاستعطاف وهل يكون الاستعطاف بالصياح؟
-وقال:
والنمل تقصص والعناكب حولها
والروم يا لقمان رهن تلاف
أليس من الواضح أن الألفاظ لم تترك للمعنى مكانا؟ هل أصبح الهدف المحافظة على الوزن بأي مفردات؟
لو أن الناظم لجأ إلى التنوع في القافية كما هو الحال عند أصحاب هذا الفن، لأمكنه هنا أن يقول مثلا:
فالنمل فالقصص التي عبرت
فالعنكبوت، تليها الروم، لقمان
(لاحظ المحافظة على أسماء السور دون التضحية بالمعنى)
الخلاصة:
بغض النظر عما يراه البعض من فائدة في هذه المنظومة (التسهيل على حفظ ترتيب السور) فإن ما جاء فيها من تكلف بين , وصناعة غير موفقة , أدى إلى معان مشوهة غير مقصودة، وتضحية بأسماء سور القرآن مما يوجب الحذر في قبولها. بالنسبة لي: إن من المقبول لدي أن أضحي بالقصيدة بدل التضحية بأسماء سور القرآن والإشارة إليها من مسافة بعيدة.كما لا يجوز اعتبار هذا الرأي – كما فهمه البعض – انتقاصا من قدر الناظم أو الناقل، إن عليهم أن يفصلوا بين النص وصاحبه.
ولما كانت هذه القصيدة تتناول موضوعا قرآنيا فلا مجال للمحاباة والمجاملة. إن نقدي للقصيدة لا علاقة له من قريب أو بعيد بالأخ الذي نقلها [فلماذا يستاء مني؟] ولا بمن استحسنها. ولو افترضنا أن قول الناظم:
بقر لعمران وبعض نسائه
وموائد الأنعام بالأعراف
مقبول ومستحسن على عجيب معناه. فقولنا التالي:
إن النساء موائد النعم
والعرف أنفال لذي الشمم
هي توبة من يونس هادت
وليوسف كالرعد في القمم
يصبح مقبولا، ففيه إشارات إلى عشر سور، كما انه بوزن وقافية، ولست أراه كذلك رغم انه من صناعتي.
جزاك الله خيرا على هذه الفوائد الطيبه وأنا لم أستاءفلكل نظرته وكل يؤخذ من قوله ويرد سدد الله الجميع للصواب ولما فيه صلاح ألأمه {ربنا لاتؤاخذنا إن نسينا أو أخطأنا ألآيآت}
¥