عرفنا أن عدد السور في ترتيب المصحف قبل سورة الإسراء هو 16 أي (8 + 8) وأن عدد السور المرتبة بعدها حتى نهاية المصحف هو 97 عدد يتألف من رقمين مجموعهما 16 (8 + 8).
يخطر بالبال سؤال: ما السورة التي تحمل الرقم 16 أي 8 + 8 رقما دالا على ترتيبها في المصحف؟ هل نجد فيها شيئا له علاقة بهذا الترتيب؟
سورة النحل هي السورة رقم 16 في ترتيب سور القرآن، المفاجأة أن هذه السورة تأتي من عدد من الآيات هو 128. هذا العدد هو = 8 × (8 + 8).
نعود إلى سورة الإسراء فنلاحظ أن رقم ترتيبها هو 17 وعدد آياتها هو: 111 .. من السهل أن نلاحظ أن مجموع العددين هو 128 أيضا ..
(إن في كلا السورتين ما يدل على الأخرى).
ومن الاكتشافات العلمية المذهلة: أن عدد الكروموسومات في النحل – المسماة باسمه - هو 16).
إضافات: 1 ا
لملاحظة العاشرة:
ويخطر بالبال سؤال آخر: هل توجد بين آيات القرآن آية مؤلفة من 88 كلمة؟ وإذا وجدت مثل تلك الآية ففي أي سورة؟
الإجابة على هذا السؤال تتطلب عد كلمات آيات القرآن كلها. نفعل ذلك بمنهج واضح محدد، والنتيجة التي وصلنا إليها: نعم توجد آية واحدة لا غير مؤلفة من 88 كلمة .. قد يكون هذا الأمر عاديا، ولكن أين جاءت هذه الآية: إنها الآية رقم 12 في سورة النساء، في السورة المؤلفة من 176 آية .. من عدد هو حاصل ضرب: 2 في 88.
الملاحظة الحادية عشرة: (أطول آية في القرآن)
وعن أطول آية في القرآن كان سؤال آخر. وكانت الإجابة: أطول آية في القرآن هي الآية رقم 282 من سورة البقرة , عدد كلمات هذه الآية المميزة بين آيات القرآن كلها
هو: 128 كلمة: أي 8 × (8 + 8).
الملاحظة الثانية عشرة: (سورة مؤلفة من 88 آية)
ومن الطبيعي أن نتساءل: هل توجد في القرآن سورة مؤلفة من 88 آية؟ فإن كان، فهل لذلك علاقة بموضوع هذا الحديث؟
الجواب: نعم، من بين سور القرآن سورتان تتألف كل منهما من 88 آية وهما من سور النصف الأول من القرآن هاتان السورتان هما:
سورة القصص: وهي السورة رقم 28 وعدد آياتها 88.
سورة ص: وهي السورة رقم 38 وعدد آياتها: 88.
ما علاقة ذلك بالعدد 88؟
إن مجموع أعداد الآيات في سور النصف الأول من القرآن هو: 5104، فإذا استثنينا من هذا العدد عددي آيات السورتين المؤلفة كل منهما من 88 آية، فالناتج هو: 4928: مجموع أعداد الآيات في باقي السور ..
المفاجأة: هذا العدد = 56 × 88. (7 × 8) × 88.
وبعد،
أليس هذا دليلا آخر على أن أعداد الآيات في سور القرآن محسوبة آية آية؟ وأن ترتيب آية التحدي المعروفة، في رقم الترتيب 88 في سورة الإسراء يختزن الدعوة للتدبر في هذا العدد؟ والذي سيقودنا إلى اكتشاف إعجاز الترتيب القرآني؟
والسؤال الذي يطرح نفسه هنا: بماذا نصف هذا الترتيب؟ هل جاء هكذا مصادفة؟ هل هو ترتيب اجتهادي من عمل الصحابة؟ أم انه تدبير إلهي محكم؟
هل يمكن نسبة هذا الترتيب إلى غير الله؟
[في حوار لي مع احد المشايخ الأفاضل أصر بصورة عجيبة على ان ترتيب سور القرآن اجتهادي وحجته اختلاف مصاحف الصحابة، وحينما جئته بأقوال العلماء المعاصرين ازداد إصرارا .... أليس هذا غريبا؟)
ألا يعني أن موقع هذه الآية محدد بتدبير إلهي حكيم؟ بعيد عن المصادفة والفوضى؟
هناك من يزعم أن القرآن تعرض للزيادة والنقصان والحذف .. لو كان شيء من ذلك فهل نكتشف هذه العلاقات؟
المؤسف أن بعض أهل القرآن لا يرون في هذا الترتيب شيئا من الإعجاز .. ويقولون أنه مما يمكن أن يقع في كتب البشر، متجاهلين الطريقة التي نزل بها القرآن، مفرقا منجما حسب الوقائع والأحداث والحاجات وانتهائه بعد اكتمال نزوله إلى النحو الذي هو عليه الآن ..
فأي مؤلف يمكنه أن يبدأ بتأليف كتاب، حسب الوقائع والأحداث والحاجات فإذا انتهى منه وجدنا فيه عبارة تقدم لنا إحصاء بمواضيع كتابه وعباراته؟
أليس في هذه العلاقات وأمثالها ما يكشف عن الحكمة من ترتيب القرآن على غير ترتيب نزوله؟ وما يؤكد أن ترتيب سور القرآن وآياته قد تم بالوحي؟ وأن وراء كل ذلك حكمة وأهدافا سامية؟ ..
[هناك من قال: يمكنني أن أضع كتابا وأضمنه مثل هذه العلاقة .... الخ: أحب التنبيه إلى أن مسألة ترتيب القرآن ليست على النحو الذي يتصوره الكثيرون. لاحظوا هنا مثلا ارتباط الآية بعدد السور قبلها وبعدها وبعدد الآيات قبلها وبعدها، لكأنها تقدم إحصاء لعدد سور القرآن وآياته .... حينما نأتي للبحث في آية اخرى او في سورة أخرى، نجد الإحكام ذاته والدقة ذاتها دون أن يحدث أدنى تعارض بين هذا وذاك ...
المسألة الأخرى التي أحب التنبيه إليها: هناك من لا يجد ما يبرر رفضه لهذا الإعجاز فينادي: ما هي ضوابط هذا الحساب؟ هذا الحساب لا ضوابط له، ولم يعرفه السلف الصالح، فهو بدعة ..........
أقول: ليس من حق احد أن يضع ضوابط لهذا الحساب، فالله سبحانه يرتب كتابه كيفما يشاء، بعلم قد نعرفه وبعلم لا نعرفه (وهنا قد يبدو لنا بعضه غير مألوف) المطلوب: وضع ضوابط للبحث في الترتيب لا ضوابط للترتيب نفسه) ...
¥