تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

ثانياً: إشارات منهجية: أولاً: لا بد من صحة الطريقة الموصلة إلى النتيجة؛ فالغاية لا تبرر الوسيلة, ولا يكفي شرعاً أن تكون النتيجة حسنة طيبة تبين وجهاً من الإعجاز حتى نتأكد ونطمئن من صحة طريق ثبوتها. وأكثر حديثك أخي الكريم عبد الله عن النتائج الطيبة التي توصلت إليها, وأكثر حديث الإخوة المتعقبين عن الطريقة التي توصلت بها إلى تلك النتائج؛ والتي لوحظ عليها تلك الملاحظات المؤثرة. وحبك للخير أخي الحبيب وقصدك له يزكي لنا مقصدك ولا يزكي لنا الوسيلة التي اتبعتها.

ليس لدي غير التدبر والملاحظة والمصحف الذي بين يدي .. أوصلني كل ذلك إلى أن العدد 114 وقانون الزوجية هما أساس الترتيب القرآني.

ثانياً: لا بد من صحة الأصل قبل البناء عليه, وقديماً قيل: (ثبت العرش ثم انقش). والأصل الذي بُنيَت عليه هذه الأسرار لديك أخي الحبيب هو: مصحف مجمع الملك فهد رحمه الله, وأن عدد سور القرآن 114 سورة. وكلاهما ليس فيصلاً في حديث طويل متشعب عن الإعجاز, يبني أصولاً ويهدم أصولاً.

هل أفهم أن هناك شك في صحة المصحف الذي اعتمدت عليه؟ أم انك تشير إلى ما يخالف هذا المصحف في عدد الآيات؟

مع وجود أعداد أخرى لا ينقض ما اكتشفته في مصحف المدينة النبوية ذلك أنه واقع موجود في المصحف .. مسألة اختلاف العدد تحتاج إلى دراسة، قد يكون هناك تعدد في الإعجاز، بتعدد الأعداد كما هو الحال في القراءات، قد يكون كل منها صحيح باعتبار ما ..

ثالثاً: الانتقائية في التطبيق من أبرز عيوب البحث العلمي, وقد تكررت

هذه الملاحظة بوضوح في تعقيب عددٍ من الإخوة على هذه الموضوعات, فليس هناك سمتاً واحداً متبعاً في هذه الأسرار, وعدم ثبات طريقة الاستخراج يضعف المعلومة المستخرجة مهما كانت.

قلت لا انتقائية في أبحاثي. هكذا هو ترتيب المصحف. كل ما ذكرته موجود ومن السهل التأكد من صحته. واكرر: هاتوا لي مثالا على الانتقائية.

رابعاً: ليكن هدينا في هذا الباب هدي سلفنا في كل باب, وهو: الاستدلال ثم الاعتقاد؛ فإن من الخطأِ المؤثر في الإخلاص وصدق النية أن تُبحَث المسألة مع استصحاب رأيٍ سابقٍ فيها ولو كان مخالفاً لأدلتها الظاهرة, فيؤدي بالباحث في هذه الحال إلى اعتساف الأدلة وتأويلها والانتقاء منها لتوافق ذلك الرأي المسبق. أنا لا أصطحب رأيا مسبقا. درست ترتيب القرآن فوجدته لا يكون كذلك إلا إذا كان قد تم بالوحي ومن عند الله.

خامساً: المعجزة هي ما يعجز البشر عن الإتيان بمثله, ومن اليسير جداً على أي بشر أن يأتي بمثل هذه النتائج التي توصل إليها أخي العزيز عبد الله. وهذا مراد الأستاذ الفاضل الذي ذكر مقامات الحريري وألف ليلة وليلة وغيرها.

القول من اليسير على البشر أن يأتي بمثل ترتيب القرآن قول غير صحيح.وعلى من يقول بذلك ان يضع في اعتباره الطريقة التي نزل بها القرآن. لقد نزل القرآن مفرقا ثم جمع على نحو مغاير لترتيب النزول، وجاء في غاية الترتيب والإحكام ..

اجمع من شئت واصنعوا نصا يوافق الحاجات والوقائع والأحداث وحاجات الناس وبعد زمن ما اجمعوا ما كتبتم، هل سيأتي مرتبا على النحو الذي هو عليه القرآن؟ إنه المستحيل؟

ثم:

ما الذي نعرفه عن ترتيب القرآن حتى الآن؟ إننا لا نكاد نعرف غير النزر اليسير، منذ عام 1994 طالبت بتشكيل فريق عمل من أهل الاختصاص لبحث هذه المسألة، ولا حياة لمن تنادي ...

أحدهم طالبني بدراسة الترتيب القرآني باعتبار الأعداد الأخرى والقراءات الأخرى .. هذا العمل يحتاج إلى فريق ومؤسسة تتبناه وليس في وسع فرد واحد أن يقوم به. لقد قمت منذ عام 1990 بعد كلمات القرآن وصنفت ذلك في كتاب، واستغرق العمل سنوات، ولما انتهيت منه: كانت مكافأتي: ما الفائدة من هذا العمل؟ حتى أجيب على هذا السؤال علي تأليف كتاب آخر .....

في هذا المنتدى: تحدثت عن الحالات الأربع لسور القرآن وعن النظام العددي الجزء الأول وعن الآية 88 سورة الإسراء ...

حتى يكون النقد مقبولا: أريد من يكتشف فيما كتبت خطأ أو مخالفة لما هو في القرآن أو لما هو متفق عليه ..... فإن لم يجد ...

لعلك تعلم أن من القدماء ومن المتأخرين وحتى ساعتنا هذه من يقول: أن ترتيب سور القرآن اجتهادي ومن الصحابة (اجتهاد شخصي)

أقول: إن ترتيب سور القرآن على النحو الذي هو عليه في المصحف دليل قاطع على انه ترتيب توقيفي ..

ما موقفنا؟ ألسنا أهل الحق؟ إذن المطلوب هو قبول الحق حتى وإن كان الباحث غير مسلم. والله يا أخي الكريم لو جاءت أبحاثي من مستشرق لتسابقت مؤسساتنا وجامعاتنا وكل أجهزتنا الإعلامية لاستقباله والترحيب به.

وختاما: حسبي الله ونعم الوكيل.

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير