و مهما كان الأمر فإن الذي يهمنا الآن هو رسالة أحمد بن ثابت المذكورة في القراءات فقد اعتمد فيها على المؤلفين السابقين في هذا العلم أمثال الشاطبي صاحب منظومة (حرز الإماني و وجه التهاني) و الجعبري و ابن الجزري و كثير ما يقول ابن ثابت إنه قرأ هو بقراءة كذا و بعد أن بين الدوافع التي جعلته يؤلف رسالته أوضح طريقته فيها بقوله "و بعد فهذه الرسالة الغراء سألنيها بعض الثقات ليعرف المقدم في وجوه الروات [كذا] فاستبنت القوي من الضعيف و باينت المشروف من الشريف .. " و من عناوينه فيها ذكر اختلافهم أي القراء في التعوذ و البسملة و بيان الراجح من ذلك اختلاف سورة آل عمران ثم سورة النساء ... الخ.
و قد أسهم عبد الكريم الفكون أيضا بالتأليف في القراءات فقد ذكر أنه ألف عملا سماه ((سربال الردة في من جعل السبعين لرواة الاقرا [كذا] عدة)) و قد نص على ان هذا التأليف لا يتجاوز كراسة و أنه قد وضعه بعد واقعة و قعت له مع أحد علماء قسنطينة عندئذ و هو أحمد بن حسن الغربي و يبدو من العنوان و من ظرف التأليف أن هذه الكراسة عبارة عن مناقشة لما ادعاه الغربي و لكن معرفتنا لبعض آثار الفكون الأخرى تجعلنا نعتقد أن هذا العمل غني بالآراء و النقول و أن صاحبه قد عالج فيه أنواع القراءات و رواتها و غير ذلك مما يتصل بهذا الموضوع و مما يتصل بأوجه القراءات طريقة النطق بالتكبير و الصلاة على النبي (صلى الله عليه وسلم) عند الختم و قد ألف في ذلك أيضا أحمد بن ثابت التلمساني الذي تقدم ذكره رسالة لا نعرف الآن بالضبط اسمها لأنها مبتورة و الذي نعرفه عنها أن صاحبها قد نظم أبياتا في التكبير عند الختم بطلب من بعض إخوانه ثم شرح الأبيات و جاء في مطلعها:
إذا أدرت الختم للمكي .... من الضحي يروى عن النبي
أما الشرح فقد بدأه بهذه العبارات " .... و بعد: فلما كان التكبير سنة مأثورة على أهل مكة و كان نظر شيخنا سيدي محمد بن توزينت كافيا في معرفة وجهه و كيفية تلاوته حالة الختم و استكثره بعض الإخوان و ليس بكثير ... " وقد ثبت انه ألف الأبيات المذكورة مع شرحها تلبية لمن طلبه من تلامذته.
((معظم مادة هذا البحث من " تاريخ الجزائر الثقافي " د. أبو القاسم سعد الله"
و من ترجمتي الشخصية لمقالات و دراسات تتناول تاريخ الجزائر تأليف مجموعة من المستشرقين والمؤرخين الفرنسيين في أعداد من المجلة الإفريقية REVUE AFRICAINNE الصادرة منذ أوائل القرن التاسع عشر الميلادي بتصرف.))
- ملاحظة: بارك الله في رجال هذا المنتدى الطيب،إذا رغب إخواني في نقل مقالات أخرى في مثل هذه المواضيع فليعلموني فأنا مستعد لترجمتها وكتابتها و نشرها هنا، مع دعواتكم.
هوامش:
(1) ترجم له تلميذه عبد الكريم الفكون في (منشور الهداية) و قد توفي التواتي بالطاعون في باجة بتونس سنة 1031هـ.
(2) حسين خوجة (بشائر أهل الإيمان) و قد توفي برناز سنة 1138 وزار
برناز الجزائر سنة 1107.
(3) ابن مريم (البستان) 266.
(4) الفكون (منشور الهداية) ص80.
(5) مخطوطات باريس رقم 4532 مجموع انتهى منه الوهراني سنة 899 و
النسخة التي اطلعنا عليها تعود إلى سنة 1149 و هي بخط محمد أبو
ناب الغريسي و فيها أخطاء كثيرة انظر أيضا المكتبة الملكية بالرباط
رقم 4497 مجموع. و توجد ترجمة الوهراني في (دوحة الناشر) و
غيره.
(6) في المكتبة الملكية بالرباط رقم 4497 مجموع ما يدل على ذلك حيث العنوان (تعليق على مورد الظمآن للخراز) و إن كنا لم نطلع على هذا العمل [د. ابو القاسم].
(7) المكتبة الوطنية الجزائر رقم 2243 و قد ذكره تلميذه أحمد بن ثابت في (الرسالة الغراء) و نوه به كما ذكر أبو راس الناصر في (عجائب الأسفار).
(8) الجبرتي (عجائب الآثار) 1/ 166.
(9) المكتبة الوطنية الجزائر رقم 2245 مجموع و هب فيه من ورقة 171 إلى 182.
(10) عبد الكريم الفكون (منشور الهداية) ص 79.
ـ[حكيم بن منصور]ــــــــ[12 Jul 2009, 01:18 ص]ـ
بارك لله فيك