تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

ـ[مساعد الطيار]ــــــــ[26 Sep 2010, 07:05 م]ـ

ما ذكره أخي عبدالرحمن مهم في نظري، وهو يقوم على النظر في (مآلات المسألة)، وأنا أننا نغفل أحيانًا عن هذا في تأصيل بعض المسائل العلمية، أو في الرد على بعض الشبه، فنجتهد في الدفاع عنها، وهي في النهاية لا أثر لها.

لذا يمكن القول: ما أثر هذه المسألة في نقل القرآن، وهل يؤثر على نقل القرآن وجود مثل هذا النقص المذكور في جمع أبي بكر؟

وهل نتج عن هذا الجمع أن الآيات التي لم تكن موجودة في جمع أبي بكر قد نُسيت تمامًا، أو قيل بأن معنى الآيات كذا وكذا؟

وإذا تأملنا هذا السؤال وجدنا أن ذلك لم يقع، بل قصارى الأمر أن زيدًا لما كتب المصحف في عهد أبي بكر نسي (كتابة) الآية، ولكن هذا لا يعني أنه لم يقرأ بها الصحابة إبان عهد أبي بكر وعمر وصدر عهد عثمان، بل هي ثابتة عندهم يقرءونها، ولم يرد عنهم أي إنكار لها لكي يكون في المقام تشكيك في صحة نقل القرآن.

ولو لاحظنا تاريخ مصحف أبي بكر، لوجدنا أن المراد منه هو تثبيت المقروء مرسومًا، لكن هذا المرسوم لم يراجع، ولم يُستفد منه في عهد أبي بكر ولا في عهد عمر، ولا في صدر عهد عثمان، فلما جاءت الحاجة إليه، واكتشف هذا النقص لم يكن هذا مؤثرًا على إتمام الناقص، وإرسال المصاحف الكاملة إلى الأمصار.

ويكفي شهادة على تمام حفظ القرآن محفوظًا في الصدور ومكتوبًا في السطور أنه لم تستطع أيدي التحريف أن تمسه بأي نقص أو زيادة منذ عهد النبي صلى الله عليه وسلم، وهذا شاهد عقلي حسي واقعي، وهو من أكبر أدلة حفظ القرآن لو كانوا يعلمون.

ـ[حسن عبد الجليل]ــــــــ[26 Sep 2010, 11:24 م]ـ

بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أشكر جميع الأحبّة على مشاركاتهم القيّمة، ورفع الإشكال فيها يكون بجمع الأدلة وتمحيصها، والصحيح فيها أنه لم يفقد من القرآن الكريم أيّة آية على نحو ما يفهم غير المتخصصين ظاهر الآثار الواردة.

فزيد رضي الله عنه كان يحفظ القرآن الكريم كاملا وكان بإمكانه أن يكتبه من حفظه لو شاء. لكن منهجه كان دقيقا جدا في الحفاظ على كتاب الله الكريم. حيث كان لا يكتب شيئا في المصحف إلا مما كتب بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم , وقد اعتمد شاهدين في إثبات الآيات القرآنية الكريمة ويقصد بالشاهدين قسمين من الشهادة، شهادة كتابية وإثنان يشهدان أن هذه قد كتبت بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم. وقد يكون الشخص الذي كتب الآيات بين يدي النبي صلى الله عليه وسلم في سفر فكان زيد رضي الله عنه يترك فراغا بقدر الآيات التي كتبها الصحابي بين يدي النبي صلى الله عليه وسلم حتى يرجع. فإذا رجع جاء بالصحيفة التي كتبها وبالشهود كي يعتمدها زيد في جمعه فيثبتها زيد رضي الله عنه في مكانها الذي يحفظه هو وجمع كثير من الصحابة. ومن اللطائف أن رسول الله صلى الله عليه وسلم جعل شهادة خزيمة بن ثابت الأنصاري بشهادة رجلين.

والأثر الذي يعتقد البعض أنه مشكل في هذه المسألة لا يدل على أن زيدا نسي شيئا من القرآن الكريم، بل لما أنهى الجمع تفقد الصحف التي كتبها فوجد أنه لم يملأ الفراغ الذي تركه لإثبات الآيات القرآنية المشار إليها في الأثر.

وفي جمع عثمان بن عفان رضي الله عنه قامت اللجنة بجمع المصحف على هذا المنهج مرة ثانية زيادة في التثبت والتأكد، لذلك وجدوا فراغا لم تكتب الآيات فيه غير الفراغ الأول، ولما فرغت اللجنة من جمع المصحف أخذت النسخة التي جمعت في عهد أبي بكر رضي الله عنه وكانت عند أم المؤمنين حفصة رضي الله عنها ثم قابلت بين النسختين فلما وجدتها قد اتفقت مئة بالمئة. قام النساخ بنسخ مصاحف أئمة لإرسالها إلى الأمصار.

هذه خلاصة الخلاصة في هذا الموضوع

والله ولي التوفيق وهو الهادي إلى سواء السبيل

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير