تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

[هذه المعجزة ليست بديلا لما هو معروف من وجوه إعجاز القرآن وإنما هي إغناء لتلك الوجوه، وما يتناسب مع كون معجزة القرآن المعجزة الخالدة المتجددة، حيث يتضح أن اللغة والترتيب وجهان لإعجاز القرآن لا انفصال بينهما]

الموقف الحالي:ورغم أن كثيرا من الأبحاث والدراسات المعاصرة تؤكد هذا الرأي وتقوم دليلا ماديا ملموسا على توقيفية الترتيب , إلا أن هناك من لا يرى في هذه الدراسات ما يمكن أن يكون دليلا , ذلك أنها تعتمد الأرقام آلية للبحث وهو مما يرفضه البعض. [أحد المشايخ وله اتباع وتلاميذ يصر بشكل عجيب على أن ترتيب سور القرآن اجتهادي ويستدل على ذلك باختلاف مصاحف الصحابة ولم تنفع كل محاولاتي لإقناعه بغير ذلك!! فكيف نقنع غير المسلم بإحكام ترتيب القرآن وصحته ونحن نعيده إلى اجتهاد بشري قابل للخطأ والصواب؟ ونحن غير قادرين ان نقنع بعضنا أو نتخذ موقفا واحدا]

ويعلل بعضهم هذا الموقف أن القرآن هو القرآن سواء أكان ترتيبه كذا أو كذا وسواء أكان عدد آياته كذا أو كذا .. وأنه كتاب هداية وإرشاد وليس كتاب رياضيات , إلى غير ذلك من أقوال يظنون أنهم يؤدون بها خدمات جليلة للقرآن وأهله , ويغلقون الباب في وجوه المرتابين والمشككين بالقرآن ..

وهل يتعارض أن يكون القرآن كتاب هداية وإرشاد وأن يكون كتابا محكما منظما مرتبا بقوانين رياضية؟ أم أن القرآن كتاب فوضوي الترتيب لا يخضع لنظام عقلي أو منطقي كما وصفه آخرون؟.

إن سمة النظام والترتيب ظاهرة في كل ما في الكون ولا ينكر ذلك أحد , فلماذا لا يكون القرآن كذلك؟ أليس خالق الكون هو منزل القرآن؟ هل يرتب الله كل شيء في هذا الكون ويستثني كتابه الكريم؟!

إن الحذر الزائد من مسألة الإعجاز المبنية على الأرقام لا مبرر له , وليس من المعقول أن يدفع هذا الحذر البعض إلى التنكر لحقائق لا يمكن إنكارها إلا استكبارا وتعصبا.

[قلت في هذا المنتدى ان السورة القرآنية باعتبار ترتيبها واعداد آياتها واحدة من أربع حالات .. وعددتها: خرج من المسلمين المدافعين عن القرآن من يرد علي هذا جفاء ولا نريد حالاتك (جعلها حالاتي وليست حالات سور القرآن] ..

إن ما ذكرته لا يحتمل الشك أبدا وليس موضع اختلاف (1+1=2]، ما ذكرته هو حقيقة ثابتة واضحة واحدة عند كل الناس، لا يمكن ان يشكك فيها احد مهما كانت لغته أو عقيدته]

إن لكل جيل في هذا القرآن العظيم نصيب , ونصيبنا نحن يكمن في ترتيبه , وأرى أن من واجب المسلمين والعلماء والغيورين على القرآن أن يتدبروا هذا الترتيب ويوظفوه في خدمة القرآن وأهله والناس كافة.

في عصرنا هذا سيجد الناس في ترتيب القرآن ما يثبت أن هذا الكتاب هو كتاب الهي وأنه محفوظ بقوانين وأنظمة رياضية , وليس كما يزعم خصوم القرآن والمشككون فيه ,كتاب فوضوي لا ترتيب فيه , من تأليف محمد صلى الله عليه وسلم أعانه عليه بعض معاصريه .. إن عدم القدرة على نسبة ترتيب القرآن إلى النبي صلى الله عليه وسلم , ستؤدي بالضرورة إلى إسقاط شبهة التأليف والتي هي اكبر من الترتيب.

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير