تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

مهلاً بعضَ هذا يابن لحيدان!

ـ[أبو قصي]ــــــــ[24 - 02 - 2009, 01:22 م]ـ

- هذه نسخة من هذا المقال سألني بعضُ من لا يُرَدّ سؤلُه أن أضعَها هنا.

مهلاً بعضَ هذا يابن لحيدان!

قال أبو عثمان عمرو بن بحر: (اللهم إنا نعوذ بك من التكلف لما لا نحسن، كما نعوذ بك من العجب بما نحسن، ونعوذ بك من السلاطة والهذر، كما نعوذ بك من العِيّ والحصَر) [البيان والتبيين 1/ 3].

قرأتُ ما كتبَه صالح بن سعد اللحيدانُ في زاويته التي سَمَّاها (معجم موازين اللغة). وأنا لا أزالُ أتابِع هذه الزاويةَ استمتاعًا بما يكتبُ، وأنَسَةً بما يقول؛ وخاصَّةً إذا أسلمَه القولُ إلى التعرُّضِ للعربيَّةِ، ومداورةِ مسائلِها؛ فإنه يأتي باللطيفِ المعجِب، والبديعِ المطرِب.

وقد كان نصيب العدد ذي الرقم (268) مِن الأخطاء اثني عشرَ خطأً فقط، أذكرُها مفصِّلاً في بعضٍ، وموجِزًا في بعضٍ:

1 - تسميته هذه الزاوية بـ (معجم موازين اللغة) غير دقيقةٍ، ولا هي على حدِّ المعنى؛ فأين ما يذكرُه من موازين اللغة الموغلة في الكثرة؟

2 - أتى بكلمات متواليةٍ ذكَرَ أنها تعريفٌ (للنعتِ المفردِ)؛ قالَ: (النعت في الأصل: ما ليس جملة، ولا شبه جملة). ولا أدري أيَّ (نعتٍ) عرَّفَ.

هذه الكلماتُ التي زعمَ أنها تعريفٌ للنعتِ المفرد، يصِحُّ أن تكونَ تعريفًا لكلِّ شيءٍ من الموجودات ممَّا ليس بجملةٍ، ولا شبه جملةٍ؛ فالإنسانُ نعتٌ، والحمار نعتٌ، والكرسيُّ نعتٌ، وكلمة (زيد) في قولك: (زيد كريمٌ) نعتٌ أيضًا، وحروفُ الجرِّ نعوتٌ، وما شئتَ بعد ذلكَ.

والتعريف الصحيح (للنعت المفرد) أنه (كلمة تابعة، مسوقةٌ لبيان صفة من صفاتِ متبوعها).

3 - قوله: (في الأصل) لا معنَى له، لأنه إنْ كان يريدُ أن النعت بالجملةِ، وشبهها فرعٌ، فقد ناقضه من بعدُ إذ قالَ: (ومَن قال: إنه يكون جملة، فلا وجه لهذا). وإن كان يريد أن النعت بالمفردِ هو الصواب فقط، فقد أخطأ خطأين: الأول في هذا الرأي الذي يأتي بيان بطلانه، والثاني في استعمالِ لفظِ (الأصل) في غير موضعه، لأنَّه إذا أثبتَ أن النعت بالمفردِ (أصل)، دلَّ هذا على أن له فرعًا؛ وهو النعت بالجملةِ؛ إذ لا يكون الشيء أصلاً حتى يكون له فرعٌ، كما لا يكون الرجل أبًا حتى يكون له ابنٌ.

4 - ذكرَ في الهامش أنَّ قوله: (النعت في الأصل: ما ليس جملة، ولا شبه جملة) هو تعريف للنعت المفرَد. ولا أدري ما حاجته إلى هذا الهامش، وقد كان بوسعه أن يذكر هذا في متن الكلام؛ فيقول: (النعت المفرد: ما ليس جملة، ولا شبه جملة).

5 - اضطراب الترتيب؛ إذ عرَّف أولاً النعتَ المفردَ – كما يزعم -، ثمَّ بيَّن أقسامَ النعتِ عامَّةً، ثم رجعَ إلى النعتِ المفردِ، فذكرَ شروطَه. وكان الوجه أن يذكر أقسام النعتِ قبلَ تعريفِ النعت المفرد؛ إذ كانَ أعمَّ منه، وعنه تفرَّعَ.

6 - ذكرَ أنَّ (النعت) قسمان، ثم أتبعَه بقوله: (حسبَ علمي)، وهو كثيرًا مَّا يردّد هذه الكلمةَ. ولا أدري لأيِّ شيءٍ! وهو في ذلك لا يخلو من أحدِ أمرينِ: إما أنه يحِسُّ بعلمِه ريبةً تحملُه على التماس المخارجِ، وطلبِ الاعتذار. وإما أنه يريد أن يوهِمَ القارئ أنَّ علمَه بالمكانِ الذي يُغنيه عن الرجوع إلى أيسرِ كتابٍ في النحوِ. وكلا الأمرين مشنوءٌ، غيرُ مرضيٍّ.

7 - ذكر بعد قوله: (النعت ما ليس جملة، ولا شبه جملة) أن النعتَ (حسب علمِه!) قد يكون مفردًا، وقد يكون جملةً؛ فنقض كلامَه الأوَّلَ مباشرةً. ثمَّ عادَ بعدَ ذلكَ بسطرينِ؛ فنفَى أن يَّكون النعتُ جملةً، ونسبَه إلى أحدِ المجدِّدينَ؛ ولكنه لم يذكر اسمَ هذا الرجل العبقريّ المجدِّد الذي اكتشفَ أنَّ النعتَ قد يكون جملةً. وليته ذكره، لنحفظَ له فضل اكتشافه هذا. وأعجِبْ بشيءٍ يُنفَى في سطرٍ، ثم يُثبَت في السطر الذي بعدَه، ثم يُنفَى مرةً أخرى في السطرِ الذي يليه.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير