[استفسار عن الجماعة؟]
ـ[محمد ينبع الغامدي]ــــــــ[05 - 03 - 2009, 01:49 م]ـ
السلام عليكم
السؤال: ـ
الجمع هو ما زاد عن اثنين أو اثنتين، فكيف نطلق على الاثنين عند الصلاة جماعة؟؟
ولكم جزيل الشكر
ـ[عطوان عويضة]ــــــــ[05 - 03 - 2009, 05:15 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم.
أصل الجمع هو ضم الشيء إلى غيره، فيشمل الاثنين وما زاد. لذا يقال الاثنان أقل الجمع.
قال الشاعر: وقد يجمع الله الشتيتين بعدما ** يظنان كل الظن أن لا تلاقيا.
فقال يجمع الشتيتين ولم يقل يثني الشتيتين.
ونقول بارك الله لكما وبارك عليكما وجمع بينكما في خير.
فالجمع ضم الشيء إلى غيره. وعليه فصلاة الاثنين تعد جماعة.
أما قولنا الجمع ما زاد عن اثنين أو اثنتين، فهو في المصطلح النحوي، ولا مشاحة في الاصطلاح. وقد يختلف المصطلح باختلاف الباب النحوي فتقول على الجمع مفردا في أنواع الخبر مثلا، فنوع الخبر في نحو (المسلمون منتصرون) مفرد وجمع باعتبارين مختلفين.
والله أعلم
ـ[منذر أبو هواش]ــــــــ[05 - 03 - 2009, 06:08 م]ـ
خروج الكلام عن مقتضى الظاهر
استخدام الجمع للدلالة على المثنى
التعبير عن المثنى بالجمع
وصف المثنى بالجمع
إليك أخي هذا التخريج:):
صلاة كل من الاثنين المنفردين صلاة، وأما في الجمع فتصبح صلاة كل منهما من بعض صلاة الآخر، فتضاف صلاة هذا إلى صلاة ذاك، وصلاة ذاك إلى صلاة الآخر، وكأن كلا منهما قد صلى صلاتين، فتعتبر الصلاة جامعة مجازا.
وقد كانت العرب عندما تريد التوسع في كلامها وشعرها تجعل الاثنين جمعاً، كما أن استخدام الجمع للدلالة على المثنى أمر معتاد وموجود في لغة العرب قبل القرآن الكريم وبعد القرآن الكريم، وهو أمر غير مخالف لقواعد اللغة، ومع ذلك فقد اختلف أهل العلم طويلا في أقل الجمع: هل هو ثلاثة أم اثنان؟
و إرادة معنى التثنية من الجمع كثير النظير في الاستعمال، نحو قولك "عيوني تؤلمني"، ومثل هذا الاستخدام كثير الورود في القرآن وفي الحديث الشريف وفي كلام العرب.
وقد جاء في سورة التحريم 66: 4 (إِنْ تَتُوبَا إِلَى اللهِ فَقَدْ صَغَتْ قُلُوبُكُمَا). والخطاب (كما يقول البيضاوي). موجّه لحفصة وعائشة. لم يقل: فقد صغا قلباكما بدل صغت قلوبكما، مع أنه ليس للاثنتين أكثر من قلبين، لأن من شأن العرب إذا ذكروا شيئين على الاشتراك لاثنين جمعوهما كما أشار القرطبي في تفسيره.
وقد مضى هذا المعنى في "المائدة" في قوله تعالى: {فَاقْطَعُوا أَيْدِيَهُمَا} وقيل: العدول عن التثنية إلى الجمع في هذه الحالة أليق وأفصح لأنه أمكن وأخف، كما قيل إن أقل الجمع أو أول الجمع اثنين.
وقد أفرد سيبويه باباً لذلك في كتابه " الكتاب " تحت اسم: ما لفظ بالجمع وهو مثنى, وقال: ما أحسن رءوسهما، وأحسن عواليهما. وقال الخليل: نظيره قولك: فعلنا وأنتما اثنان، فتكلَّم به كما تكلَّم به وأنتم ثلاثة.
وقد يجمع الاثنان بحسب الضرورة البلاغية التي يتطلبها السياق. قال أبو الطيب المتنبي:
إذا رأيت نيوب الليث بارزة ** فلا تظنن أن الليث يبتسم
فاستخدم الجمع (نيوب) مع أنهما نابان اثنان، وليسا جمعا، والسبب هو أن الفصاحة والبلاغة في هذا السياق تقتضي المبالغة من أجل الدلالة على ضخامة تلك النيوب وتصوير مدى الرعب الذي تثيره.
وقال تعالى فى "سورة الأنبياء الآية 78" وَدَاوُودَ وَسُلَيْمَانَ إِذْ يَحْكُمَانِ فِي الْحَرْثِ إِذْ نَفَشَتْ فِيهِ غَنَمُ الْقَوْمِ وَكُنَّا لِحُكْمِهِمْ شَاهِدِينَ {الأنبياء:78}. قال الفراء: جمع اثنين، فقال: لحكمهم وهو يريد داود وسليمان، لأن الاثنين جمع.
وهو مثل قوله تعالى: (أولم يروا أنا خلقنا لهم مما عملت أيدينا أنعاماً) مع أن الأصل في اليدين أن تكونا اثنتين.