[هل تخرج " أين " عن معنى الاستفهام؟]
ـ[بَحْرُ الرَّمَل]ــــــــ[17 - 02 - 2009, 04:47 م]ـ
قال الحلاج الصوفي في بعض هرطقاته:
أنت الذي حزت كل أين ...... بنحو لا أين فأين أنت
هل يصح هذا الاستعمال؟
ـ[أبو العباس المقدسي]ــــــــ[17 - 02 - 2009, 05:24 م]ـ
السلام عليكم
أظنّ أنّ الحلاّج أراد بالأين معنى الحين , من آن يئين أينا أي حان يحين حينا
ويحتمل أنّه أراد بها المكان
ـ[بَحْرُ الرَّمَل]ــــــــ[17 - 02 - 2009, 05:28 م]ـ
أخي أبا العباس الراجح أنه أرادها بمعنى "مكان" فهو من أصحاب بدعة الوحدة على ما أظن
ولكن هل يصح هذا الاستعمال نحويا؟
ـ[سيف أحمد]ــــــــ[19 - 02 - 2009, 08:18 ص]ـ
استعمال الحلاج لأين بمعنى المكان في منتهى الروعة .......
ولكن يجب أن ندرك أن المسألة متصلة بالمجاز .. فمع المجاز يصح كل شيء في اللغة لأن المجاز من أهم المحفزات لتجدد اللغة أيا كانت ........
ـ[أم مصعب1]ــــــــ[19 - 02 - 2009, 10:53 ص]ـ
قال الحلاج الصوفي في بعض هرطقاته:
أنت الذي حزت كل أين ...... بنحو لا أين فأين أنت
هل يصح هذا الاستعمال؟
،
،
ليتكم تشرحون لي الشطر الثاني بارك الله فيكم ... !
ـ[د. عمر خلوف]ــــــــ[19 - 02 - 2009, 02:08 م]ـ
قال الحلاج الصوفي في بعض هرطقاته:
أنت الذي حزت كل أين ...... بنحو لا أين فأين أنت
هل يصح هذا الاستعمال؟
أخي بحر الرمل:
ألا ترى معي أن العجز مكسور، ولذلك ضاع معناه على أختنا أم مصعب؟
وكأني بك قد نقلته هكذا من الموسوعة الشعرية.
وقد مرّ قبله:
فليس للأينِ منك أينٌ=وليس أينٌ بحيثُ أنتا
وتنسب أبيات من هذه القصيدة إلى علي بن أبي طالب، والبيتان هناك:
أنت الذي حزت كل أين=بحيث لا أينَ ثَمَّ أنتا
فليس للأين منك أينٌ=فيعلم الأين أين أنتا
ـ[بَحْرُ الرَّمَل]ــــــــ[19 - 02 - 2009, 02:27 م]ـ
أستاذي الدكتور عمر:
هكذا قرأت البيت في ديوان الحلاج وهو كذلك في موقع أدب
http://www.adab.com/modules.php?name=Sh3er&doWhat=shqas&qid=6652
وكذلك استمعت إليه غناءً بهذه الصورة
ولكن موقع أدب يسقط البيتين الأجمل:
أنت حياتي وسر قلبي .... فحيثما كنتُ كنتَ أنت
فمُنَّ بالعفو يا إلهي ..... فليس أرجو سواك أنت
ـ[بَحْرُ الرَّمَل]ــــــــ[19 - 02 - 2009, 02:30 م]ـ
،
،
ليتكم تشرحون لي الشطر الثاني بارك الله فيكم ... !
سيدتي الكريمة
الحلاج يتكلم عن فلسفته الصوفية ومبدأ وحدة الوجود وهو هنا يخاطب الخالق -جل وتنزه عما يقول-
وكل ما يقصده أن الله ملأ الكون ... أو هكذا فهمت البيت
ـ[عطوان عويضة]ــــــــ[19 - 02 - 2009, 08:17 م]ـ
أخي بحر الرمل:
ألا ترى معي أن العجز مكسور؟
نعم عجز البيت مكسور، وكي يستقيم مبناه ومعناه الذي يريده هذا الصوفي الشاطح ينبغي أن يكون هكذا:
أنت الذي حزت كل أين ... بنحو لا أين أين أنت
بحذف التاء مع زحاف مقيول.
ويكون نظم الكلام المترتب على المعنى المراد (أنت الذي حزت كل أين. أين أنت بنحو لا أين)
ومعناه (أنت الذي تشغل كل مكان. ومكانك كلا مكان)
فالشطر الثاني جملة مستقلة، شبه الجملة (بنحو لا أين) خبر مقدم (كمثل لا مكان)، والجملة (أين أنت) تقوم مقام الكلمة الواحدة بمعنى مكانك (مبتدأ مؤخر)
كأن يقول قائل منا (في صميم قلبي لا إله إلا الله)
وهذا الكلام للحلاج، يدلل على صحة قوله بوحدة الوجود، بل كونه واضع هذا المذهب وأول من بذر بذوره كما قال المستشرق فون كريمر.
والقائلون بوحدة الوجود يعتقدون أن الحقيقة الوجودية واحدة، بمعنى أن الخالق هو المخلوق والمخلوق هو الخالق، وأن الله - سبحانه وتعالى عما يقولون علوا عظيما - هو العالم (بفتح اللام)، وأن العالم هو الله، (فالحقيقة الوجودية واحدة في جوهرها متعددة بصفاتها وأسمائها؛ فإذا نظرت إليها من حيث ذاتها قلت هي الحق - سبحانه وتعالى -، وإذا نظرت إليها من حيث صفاتها وأسمائها قلت هي الخلق)
ويرون هذا غاية التوحيد، أن يكون الخلق عين الحق، وينسب إلى الحلاج قوله: أنا الحق. بل كل شيء عندهم هو الحق، جثث الكلاب، وما حوت المزابل والكنف.
وينسب إليه قوله: (صاحبي وأستاذي إبليس وفرعون، إبليس هدد بالنار فما رجع عن دعواه، وفرعون أغرق في اليم وما رجع عن دعواه. وإن قتلت أو صلبت أو قطعت يداي ورجلاي ما رجعت عن دعواي) وقد تحققت له أمنيته، فعليه من الله ما يستحق.
يقول في قصيدته التي منها البيت موضع السؤال:
رأيت ربي بعين قلبي ... فقلت من أنت قال أنت
فليس للأين منك أين ... وليس أين بحيث أنت
أنت الذي حزت كل أين ... بنحو لا أين أين أنت
وقد شغف الصوفية من بعده بمثل هذا الغموض والإلغاز واللعب بالألفاظ،
يقول أحدهم:
وفي كل ذوق ذقت كل مذاقة ... على لذة اللذات في كل لذة
بكاسات كيسي كل كأس وكيِّس ... على كل شرب طاف من لطف شربتي
فسُكرانِ سكرٌ أسكر السكر سكره ... ففي كل سَكرانٍ تساكر سكرتي
وصحوي بعد السكر كالصحو قبله ... وفي سكرتي صحو يصحح صحوتي
فسكري بصحوي بعد كون تكوني ... وصحوي بسكري قبل نشأة نشوتي.
وهذا الكلام على ما فيه من سخافة وسوء عقيدة، يخيل على كثير من العوام فيرون حفظه وإنشاده والرقص عليه عبادة لا يرونها فيما شرعه الله عليهم.
هذا وبالله تعالى التوفيق.
¥