[سؤال للدكتور إبراهيم الشمسان]
ـ[سيف أحمد]ــــــــ[25 - 02 - 2009, 09:50 ص]ـ
قرأت بحثك الممتع حول الضاد والظاد , ولي سؤال بسيط في معنى الجملة التالية: (وليس لهذا الصوت قيمة وظيفية كالنون أو اللام أو الباء, بل هو حرف مبنى فقط).وهو قول لمحمد الغامدي في كتابه العرية لغة النون ...
فالسؤال الأول مالمقصود بالقيمة الوظيفية هنا مع التمثيل ......
السؤال الثاني لما وسم محمد الغامدي العربية بلغة النون .........
ثم يادكتور إيرهيم في الختام (ختام الحث) وصلت إلى نتيجة مؤداها أن سواء نطقنا بالضاد أو بالظاد يجب مراعاة الشكل الكتابي وهنا لي تعليق حيث مافائدة الشكل الكتابي (الاحتفاظ به) ونحن لم نحتفظ بالشكل الصوتي بالرغم من أن المسألة فيها اختلاف في المعنى كما هو الحال في البيت الشعري غائض و غائظ فكيف أفهم الفرق في المعنى اذا لم يتوخ المتكلم النطق السليم للحرف ومثله في ضنين وظنين أليس هناك فرق في المعاني وبوركت يداك أستاذنا العزيز والجميل دائما .....
ـ[أ. د. أبو أوس الشمسان]ــــــــ[25 - 02 - 2009, 12:50 م]ـ
الأخ الحبيب سيف أحمد
أشكرك لتلطفك بقراءة ما كتبته عن الضاد وأن تتوجه إلي بأسئلة أرجو أن أوفق في الجواب عنها.
فالسؤال الأول مالمقصود ما المقصود بالقيمة الوظيفية هنا مع التمثيل ......
من حروف العربية ما يستعمل في الكلمات مع غيره لأداء معنى الكلمة مثل (ضرب) فالضاد والراء والباء أحرف هذا الفعل. ومن حروف العربية ما يستعمل في الكلمات ويستعمل منفردًا فيكون له وظيفة في الجملة. وإذا عدنا إلى أحرف الفعل (ضرب) نجد الضاد لا تستعمل منفردة، وكذلك الراء، فهما دائمًا من حروف المباني أي حروف تأليف الكلمات، وأما الباء فهي قد تأتي منفردة حين تستعمل حرف جرّ مثل (بالله، بالبلد)، وتسمى في هذه الحال حرف معنى أي هي كلمة وإن كانت مؤلفة من حرف واحد ولها وظيفة في الجملة ومعناها هو ما يفهم من الجملة مثل الدلالة على القسم (بالله) أو الظرفية (بالبلد) أو غيرهما، وكذلك النون فهي قد تكون اسمًا وهي (نون النسوة): الفتيات يذهبن، وقد تكون حرف توكيد: والله لتفوزنْ. وأما الضاد فلا تستعمل منفردة على أنها كلمة مستقلة لها دلالة في الجملة كالباء أو النون أو الكاف أو الواو أو الفاء أو اللام أو السين.
السؤال الثاني لما لِمَ وسم محمد الغامدي العربية بلغة النون .........
فعل الدكتور محمد ذلك لما رآه من كثرة وظائف النون في العربية وأهميتها (نون نسوة/ نون وقاية/ علامة رفع المضارع/ تنوين المثنى والجمع/ نون توكيد) ولست تجد للنون في غير العربية هذه الدلالات، وهو قول قابل للمناقشة، والغرض منه بيان أهمية هذا الحرف، والملاحظ أن اللام كثيرة الدلالات في العربية كذلك.
ثم يادكتور إيرهيم في الختام (ختام الحث) وصلت إلى نتيجة مؤداها أن سواء نطقنا بالضاد أو بالظاد بالظاء يجب مراعاة الشكل الكتابي وهنا لي تعليق حيث ما فائدة الشكل الكتابي (الاحتفاظ به) ونحن لم نحتفظ بالشكل الصوتي بالرغم من أن المسألة فيها اختلاف في المعنى كما هو الحال في البيت الشعري غائض وغائظ فكيف أفهم الفرق في المعنى اذا لم يتوخ المتكلم النطق السليم للحرف ومثله في ضنين وظنين أليس هناك فرق في المعاني
أما الفائدة من الإبقاء على الكتابة فلأن الكتابة اصطلاح لسنا نملك أمر تغييره بسهولة ويسر وكثير من اللغات تتعدد حروف الصوت الواحد كما يعبر عن الكاف في الإنجليزية بالحروف ( q/k/c) وقد بينت هذا بالبحث. ومن الناحية النظرية لا مانع من الاكتفاء بحرف واحد ولكن هذا يقتضي إعادة كتابة التراث كله وتوحيده. وأما اختلاف معاني الكلمات فليس مرده إلى الضاد أو الظاء ولا يعني اختلاف المعنى اختلافًا في النطق وإن كان ثمة اختلاف في النطق يسير لا يعني أنهما صوتان مختلفان كاختلاف الباء عن الميم. وقد تختلف معاني اللفظ الواحد مثل (قال) الذي يدل على القول ويدل على النوم وقت الظهيرة القيلولة. وهذا لا يدعونا إلى القول إن القاف غير القاف ولا اللام غير اللام. ودلالات الألفاظ محكومة بسياقها، ولذلك تعددت قراءة الصوت الواحد دون تغير في المعنى كما في قراءة (سراط) في الفاتحة إذ قرئ بالسين (سراط) وبالصاد (صراط) وبالزاي المرققة (زراط) وبالزاي المفخمة (زراط).
أرجو أن أكون أوضحت واعذرني إن كنت قصرت في شيء.
ـ[ضاد]ــــــــ[25 - 02 - 2009, 01:07 م]ـ
اسمح لي أستاذي الكريم أن أخالفك,
فالوظيفية في الحرف لا تعنيها في المقطع, وهذا الخلط مرده معاملة النحاة العرب للصوت في صورة مقطعية, فالصوت \ب\ ليس هو الحرف \بِ\, لأن الصوت هو \بْ\ ويمكن نطقه \إِبْ\ أو \بَهْ\ أما المقطع فلا تغيير فيه, فعلى ذلك فالصوت لا قيمة وظيفية له, وهذا أمر رغم الاختلاف فيه (بين من يقول أن بعض الأصوات لها معان وقيم وظيفية, كدلالة الفتح الممدون على الارتفاع والرفع الممدود على التدور والكسر الممدود على العمق وبين من يقولون أن الأصوات في حد ذاتها لا قيمة لها إلا في كلمة أو مورفيم (صريفة) , والباء بِ ليست كلمة في العربية بل هي مورفيم سابق ملتصق بالكلمة يؤدي وظيفة حرف بمفهومه النحوي لا الصوتي.)
وقد كنت ناقشتك في المسألة وأن الضاد والظاء صوتان مختلفان والدليل على ذلك ورود كلمات يتغير معناها بتغير الصوت فيها. أما سراط وصراط وزراط فهي ليست مثالا على الاختلاف الصوتي لأنها كلمة دخيلة اختلف العرب في تعريبها صوتيا فكان لها ثلاثة تحقيقات, ولكن لو أخذنا \سرق\ وأبدلنا فيها السين بالزاي أو الصاد للاحظنا الفرق بين الحروف.
أما أن نقول أن الضاد صوت متحول فهذا أقرك فيه, على الأقل على مستوى النطق العادي في اللهجات وعلى تحقيق النطق الفصيح في جل الدول العربية. بقي أن نرى تحقيق الصوت في التجويد وهذا ربما يوصلنا إلى أقرب صورة من الضاد القديمة. والله تعالى أعلم.
واعذر تدخلي.
¥