[ما معنى كلام الفارسي؟]
ـ[ابنة الإسلام]ــــــــ[21 - 02 - 2009, 06:27 م]ـ
أساتذتي الكرام، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
في قوله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ سَوَاءٌ عَلَيْهِمْ أَأَنذَرْتَهُمْ أَمْ لَمْ تُنذِرْهُمْ لاَ يُؤْمِنُونَ} البقرة6
أعرب الفارسي (سواء) مبتدأ، وجملة (أَأَنذَرْتَهُمْ أَمْ لَمْ تُنذِرْهُمْ) خبر. ثم قال:
"فإن قلت: كلف جاز أن تكون الجملة التي ذكرتها من الاستفهام خبرا عن المبتدأ وليست هي هو ولا له ذكر فيها؟
فالقول في ذلك أنه كما جاز أن يحمل المبتدأ على المعنى فيجعل خبره ما لا يكون إياه في المعنى ولا له فيه ذكر، كذلك جاز في الخبر؛ لأن كل واحد منها يحتاج أن يكون صاحبه في المعنى، فما جاز في أحدهما من خلاف ذلك جاز في الآخر.
وذلك قولهم: تسمع بالمعيدي خير من أن تراه، ألا ترى أن (خيرا) خبر عن (تسمع) وكما أخبر عنه كذلك عطف عليه في قولهم: تسمع بالمعيدي لا أن تراه، والفعل لا يعطف عليه الاسم كما لا يخبر عنه؛ إلا أن المعنى لما كان على الاسم استجيز فيه الإخبار عنه والعطف عليه، وجاز دخول لا على الاسم من غير تكرير، كما جاز في قولهم: هذان لا سواء، لأن الخبر لم يظهر في الموضعين جميعا.
ونظير ما في الآية من أن خبر المبتدأ ليس المبتدأ ولا له فيه ذكر ما أنشده أبو زيد:
فإن حراما لا أرى الدهر باكيا على شجوه إلا بكيت على عمرو"الحجة 1/ 175،176
وذكر السهيلي علتهم، قال: " فأجابوا عن هذا بأن قالوا: سواء مبتدأ في اللفظ وهو في المعنى خبر لأن المعنى سواء عليهم الإنذار وتركه ولا يلزم أن يعود من المبتدأ ضمير على الخبر، فلما كان خبرا في المعنى دون اللفظ روعي ذلك المعنى كما لم يعد على (ضربي) من قولك "ضربي زيدا قائما" ضمير من الحال التي سدت مسد الخبر، لأن معناه أضرب زيدا أو ضربت زيدا، والفعل لا يعود عليه ضمير وكذلك "أقائم " أخوك " لأن أخوك وإن سد مسد الخبر فإنه فاعل في المعنى وقائم معناه كمعنى الفعل الرافع للفاعل فروعيت المعاني في هذه المواضع وترك حكم اللفظ إلا من جهة الرفع بالابتداء فهي كلها مرفوعة بالابتداء متضمنة لمعنى يخالف معنى الابتداء المخبر عنه فحكم لذلك المعنى فلم يعد على اللفظ ضمير " نتائج الفكر:429
وقال السمين الحلبي: " ولم يحتج هنا إلى رابط لأن الجملة نفس المبتدأ " الدر المصون 1/ 103
فهمت ما ذكره السهيلي لكن ما ذكره الفارسي كأنه يصلح أن يكون علة لمن جعل جملة (أَأَنذَرْتَهُمْ أَمْ لَمْ تُنذِرْهُمْ) مبتدأ أم أني لم أفهم قوله؟
وما ذهب إليه السمين أظنه غير صحيح، إذ ليست الجملة هي المبتدأ في المعنى وهو ما نص عليه الفارسي سابقا، فما رأي أساتذتي؟
ـ[ابنة الإسلام]ــــــــ[21 - 02 - 2009, 06:40 م]ـ
وقال ابن عاشور: " ولك أن تجعل (سواء) مبتدأ رافعا لفاعل سد مسد الخبر لأن سواء في معنى مستو، فهو في قوة اسم الفاعل فيرفع فاعلا سادا مسد خبر المبتدأ" التحرير والتنوير1/ 250
وسؤالي: أليس المصدر يرفع فاعلا، فلمَ احتاج أن يتعلل بأنه في قوة اسم الفاعل؟
ثم لو كان الأمر أنه لن يرفع فاعلا إلا إذا كان في معنى اسم الفاعل، ألا يلزم منه أن يستوفي شروط إعمال اسم الفاعل؟
وهل جعْل المصدرهنا بمعنى اسم الفاعل يكون من التضمين، أم يلزم في التضمين أن يكون للكلمتين معنيان مختلفان، والمصدر واسم الفاعل هنا يشتركان في المعنى نفسه؟
وهل يشترط عموما في التضمين أن يستوفي شروط إعمال ما تضمنه إن كان المعنى المتضمن لا يعمل إلا بشروط؟
ولكم الشكر.
ـ[د. أبو أسامة السامرائي]ــــــــ[21 - 02 - 2009, 06:56 م]ـ
أختنا الفاضلة وفقك الله كل خير
قوله تعالى: (أانذرتهم أم لم تنذرهم) يدل على تساوي الإنذار وعدمه وذلك لوجود أم المعادلة اولا ولأن جواب الآية يشير الى ذلك ثانيا فجوابها (لا يؤمنون) أي تساوى الإنذار وعدمه فالآية بتمامها (إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا سَوَاءٌ عَلَيْهِمْ أَأَنْذَرْتَهُمْ أَمْ لَمْ تُنْذِرْهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ) فلو قلنا في غير القرآن (ان الذين كفروا أأنذرتهم أم لم تنذرهم لا يؤمنون) لدل على كلمة سواء
من هنا كانت كلمة (سواء) تدل على معنى (أأنذرتهم أم لم تنذرهم) ويكون كلام السمين الحلبي صوابا
والله تعالى أعلم
ـ[ابنة الإسلام]ــــــــ[21 - 02 - 2009, 07:07 م]ـ
شكر الله لكم أستاذي الكريم
ذكر النحاة أن الكلام مع همزة التسوية على الشرط، فكأن المعنى: إن أنذرتهم أم لم تنذرهم فالأمران سواء.
ثم إن ظهر في الآية أن سواء تدل على الجملة بعدها فليس كذلك في نحو: سواء علي أقام أم قعد زيد. هذا مايظهر لي والله أعلم.
ـ[د. أبو أسامة السامرائي]ــــــــ[21 - 02 - 2009, 09:29 م]ـ
وجود القرينة الآية وهو الجواب يجعلها تختلف مما ذكرت من مثال
فلو قلت: (سواء علي أقام زيد أم قعد لن أسمع له) ستكون سواء وجملة أقام أم قعد يلتقيان في المعنى قليلا
¥