تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

أيّ المبهمة.

ـ[سيف بن ذي يزن]ــــــــ[27 - 02 - 2009, 05:53 م]ـ

السلام عليك ورحمة الله وبركاته

أمّا بعد: فكانت قد نوقشت مسألة تتعلق بـ "أيّ " الدالة على الكمال أو كما يسميها بعض العلماء الوصفية أو الدالة على المدح والتعجب وطلب مني الأخ سيف أحمد أن أضع له النص كاملا، فهاهو في موضوع منفرد وأمام الجميع لتعم الفائدة وخاصة أني قرأت رأيا لأستاذنا الشمسان بأن " أيّا " قد تقع للإبهام والغموض وهو ما نص عليه المجمع أيضا.

القضية رقم " 2 ": جواز استعمال " أيّ" للإبهام والتعميم في مثل قول الكاتب: اشتر أيّ كتاب.

1 - قدم الأستاذ عبد الحميد حسن إلى مؤتمر الدورة الرابعة والثلاثين بحثا بعنوان " مسائل نحوية ولغوية تتطلب النظر " وكانت المسألة الأولى " أيّ " في مثل قول الكاتب: اشتر أيّ كتاب. فالباحثون يخطئونها ويقولون الصواب: اشتر كتابا ما. وحجتهم أن اي الوصفية لا يحذف موصوفها، وذكر الأستاذ عبد الحميد حسن أن الأستاذ عبد القادر المغربي علل مثل هذا التعبير بأن " أي " شرطية وأن الأستاذ إبراهيم مصطفى رأى تخريجه على أن "أي" صفة لنكرة محذوفة.

وقد عقب الأستاذ عباس حسن بأن هذا التركيب مسموع في قول الكاتب:

إذا حارب الحجاج أيَّ منافق .. علاه بسيف كلما هز يقطع

وفي قول علي بن أبي طالب: " أصحب الناس بأي خلق " وبأن الضوابط النحوية لا تمنع حذف الموصوف قبل أي النعتية، كما في تفسير قوله تعالى: " فعدلك في أيّ صورة ما شاء ركبك".

2 - وقد نظرت اللجنة في المسألة، وكان فيما عرض من آراء ما يأتي:

- أن ورود هذا التعبير في بيت من الشعر وفقرة من النثر كاف للاحتجاج له؛ ففي ص 345 من الوساطة: " نتكلم بما تكلموا به، وواحدهم كالجميع والنفر كالقبيلة، فإذا سمعنا من عربي كلمة اتبعناها".

- أنّ " أيّ " في قول الشاعر:

لعمرك لا أدري وإني لأوجل .. على أينا تعدو المنية أول

يمكن أن تكون إبهامية صفة لموصوف محذوف. أي: على أي واحد منا، والقرينة تدل على المحذوف.

- أنه لا مانع أنّ نضيف إلى معاني " أيّ " التي ذكرها النحاة معنى سادسا وهو الإبهام.

وقد انتهى الرأي إلى ما يأتي:

" شاع بين الكتاب مثل قولهم: (اشتر أيّ كتاب) باستعمال (أيّ) مضافة إلى اسم نكرة. ومثل قولهم: (اشتر أيّ الكتب) بإضافتها إلى معرفة. ومثل قولهم: (لا تبال أيّ تهديد) بإضافتها إلى مصدر.

والمقصود في كل هذه الاستعمالات هو: الإبهام، والتعميم، والإطلاق. ولا بأس بتجويز ذلك كلِّه: استنادا إلى أنّ (أيّ) تحمل في مختلف دلالتها- ومنها الوصفية- معنى الإبهام، وإنّ حذف موصوفها ممّا قيل بجوازه. ويجوز أن تضاف إلى معرفة؛ وحينئذ يكون موصوفها معرفة، ذكر أم حذف، وأنّها تدلّ على التبعيض في استعمالها نائبة عن المصدر، ويمكن أن يقاس عليه أحوالها الأخرى".

هذا ما جاء نصيا في مجلة مجمع اللغة العربية (القاهرة) الدورة الخامسة والثلاثون 1969، العدد الخامس والعشرون ص 195 - 196.

ففي نصه هذا، ثلاث إجازات لـ (أيّ) الدالة على الكمال:

أحدها: الإضافة إلى معرفة، وحينئذ يكون موصوفها معرفة، وتعزز هذه الإجازة مذهب صاحب التصريح في جواز إضافتها إلى معرفة.

الثانية: النصب على المصدرية، عند إضافتها إلى المصدر، وعندئذٍ تدل على التبعيض.

والثالثة: حذف موصوفها.

ـ[سيف أحمد]ــــــــ[27 - 02 - 2009, 09:09 م]ـ

اللهم ارزق من كتبها علما يطلبه الناس ............

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير