لماذا " غُدْوَة ً "؟
ـ[أمة الله الواحد]ــــــــ[08 - 02 - 2009, 11:18 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
يُجر ما بعد " لَدُنْ " بالإضافة على اعتبار أنها ظرف، إلا " غُدْوَة ً " فهي تُنصب بعد لدُن ْ، فلماذا هي بالذات؟
نُصبت على التمييز، وعلى أنها خبر لكان المحذوفة، وعلى التشبيه بالمفعول به، فهل العلة في نصبها اعتبارها تمييزا لظرف زمان محذوف؟
ـ[ابن القاضي]ــــــــ[09 - 02 - 2009, 07:58 م]ـ
غدوةً: منصوبة على التمييز لِلدُنْ، لأنّ لدُنْ اسمٌ لأول زمن مبهم ففُسر بغدوة.
ـ[علي المعشي]ــــــــ[09 - 02 - 2009, 09:54 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
يُجر ما بعد " لَدُنْ " بالإضافة على اعتبار أنها ظرف، إلا " غُدْوَة ً " فهي تُنصب بعد لدُن ْ، فلماذا هي بالذات؟
نُصبت على التمييز، وعلى أنها خبر لكان المحذوفة، وعلى التشبيه بالمفعول به، فهل العلة في نصبها اعتبارها تمييزا لظرف زمان محذوف؟
مرحبا أختي الكريمة
في (غدوة) بعد (لدن) وجوه ذكرها النحاة منها الرفع والنصب والخفض، فأما الخفض فهو على الأصل أي الإضافة ولا إشكال فيه (وبعضهم جعل الجر على اعتبار لدن قبل غدوة حرف جر)، وأما الرفع فعلى تقدير (كان) التامة، وأما النصب فعلى التمييز أو التشبيه بالمفعول أو تقدير كان الناقصة، وقد خصوا (غدوة) بجواز النصب والرفع دون سائر الظروف المتمكنة (هذا مجمل آرائهم).
لكنْ إذا كان نصب غدوة هنا حقيقة ثابتة مسموعة عن العرب فإن تعليلات أكثر من حاول التعليل من النحاة لا تبدو مقنعة، إذ إن أكثر المعللين راح يلتمس العلة في (لدن) أو يقدر محذوفا ينصب به (غدوة) أو يرفعها به، وهذا كله لا يفسر انفراد غدوة بالنصب دون سائر الظروف، إذ لوصح احتياج (لدن) إلى التمييز لاحتاجت إليه مع (بكرة وعشية ... إلخ)، ولو صح تقدير كان التامة حال الرفع أو الناقصة حال النصب أو تشبيه نون لدن بالتنوين الذي في الوصف لصح أن يجري هذا على بكرة أيضا، بمعنى أن هذه التعليلات لا تجيب عن السؤال البارز: (لمَ اختصت غدوة بالنصب بعد لدن دون بكرة وعشية ... ؟).
والذي يبدو لي ـ ولا أجزم به ـ أن ما يجوز في (غدوة) من أحكام ـ ومنها النصب ـ يجوز في غيرها من الظروف المتمكنة كـ (بكرة وعشية ... ) إلا أن مجيء (غدوة) بعد (لدن) هو الأكثر ورودا في كلامهم من بين الظروف المتمكنة، بل ربما لم يردْ عنهم غيرها، وإن ورد ظرف متمكن غير (غدوة) على قلة بعد لدن وكان مجرورا فلا يعني ذلك امتناع نصبه وإنما جاء على الأصل.
فلما كان استعمال غدوة بعد لدن كثيرا جدا في كلامهم استوعبت هذه الكثرة الأصل أي الجر والوجهين الآخرين النصب والرفع، ولما لم يرد استعمال الظروف المتمكنة الأخرى بعد لدن، أو كان ذلك نادرا فليس غريبا ألا يشمل كل الوجوه لندرته؛ لذلك بدا للنحاة أن النصب خاص بغدوة دون غيرها من الظروف المتمكنة، فقرروا امتناع نصب مثل (بكرة وعشية) بعد (لدن) مع أنه لو كثر استعمال الظروف الأخرى بعد لدن ككثرة استعمال غدوة لوجدت شواهد بالنصب إذ ليس في غدوة ما يميزها عن نظائرها، فالأحكام واحدة وإنما ظهرت كلها في غدوة لكثرة دورانها واختفت في الظروف الأخرى لعدم الاستعمال، أو لكون استعمالها نادرا ظهر بعض الوجوه (الجر) دون بعضها الآخر (النصب، والرفع). والله أعلم.
تحياتي ومودتي.
ـ[أمة الله الواحد]ــــــــ[09 - 02 - 2009, 11:58 م]ـ
غدوةً: منصوبة على التمييز لِلدُنْ، لأنّ لدُنْ اسمٌ لأول زمن مبهم ففُسر بغدوة.
الكريم بن القاضي ,
معنى هذا أن أي ظرف زمان يأتي بعد لدن سوف يُنصب على التمييز
تعليل منطقي، شكرا جزيلا لك.
وأعتقد أنه بُناءً على هذا لا يُذكر كونها منصوبة على الخبرية لكان ولا على التشبيه بالمفعول.
ـ[أمة الله الواحد]ــــــــ[10 - 02 - 2009, 12:25 ص]ـ
والذي يبدو لي ـ ولا أجزم به ـ أن ما يجوز في (غدوة) من أحكام ـ ومنها النصب ـ يجوز في غيرها من الظروف المتمكنة كـ (بكرة وعشية ... ) إلا أن مجيء (غدوة) بعد (لدن) هو الأكثر ورودا في كلامهم من بين الظروف المتمكنة، بل ربما لم يردْ عنهم غيرها، وإن ورد ظرف متمكن غير (غدوة) على قلة بعد لدن وكان مجرورا فلا يعني ذلك امتناع نصبه وإنما جاء على الأصل.
فلما كان استعمال غدوة بعد لدن كثيرا جدا في كلامهم استوعبت هذه الكثرة الأصل أي الجر والوجهين الآخرين النصب والرفع، ولما لم يرد استعمال الظروف المتمكنة الأخرى بعد لدن، أو كان ذلك نادرا فليس غريبا ألا يشمل كل الوجوه لندرته؛ لذلك بدا للنحاة أن النصب خاص بغدوة دون غيرها من الظروف المتمكنة، فقرروا امتناع نصب مثل (بكرة وعشية) بعد (لدن) مع أنه لو كثر استعمال الظروف الأخرى بعد لدن ككثرة استعمال غدوة لوجدت شواهد بالنصب إذ ليس في غدوة ما يميزها عن نظائرها، فالأحكام واحدة وإنما ظهرت كلها في غدوة لكثرة دورانها واختفت في الظروف الأخرى لعدم الاستعمال، أو لكون استعمالها نادرا ظهر بعض الوجوه (الجر) دون بعضها الآخر (النصب، والرفع). والله أعلم.
تحياتي ومودتي.
أعجبني جدا هذا التحليل المتأمل، وعليه يجوز أيضا نصب ظرف الزمان الواقع بعد لدن قياسا على لدن باعتبار أنه لا فرق بينها وبين باقي ظروف الزمان في الحكم.
الكريم علي المعشي، أشكرك جزيلا وبارك الله لك.
¥