- أن أصل الإسم التذكير، والتأنيث فرع عنه .. ولكون التذكير هو الأصل فقد استغنى الإسم المذكر عن علامة تدل عليه، ولما كان التأنيث فرع عنه، احتاج إلى علامة تدل عليه .. كالتاء والألف المقصورة أو الممدودة .. وأكثر ما تستعمل في ذلك التاء ..
أما المؤنث الذي ليس فيه علامة تأنيث فإنه يستدل عليه بعودة الضمير إليه مؤنثاً ..
أما في الصفات فقد أضيفت التاء للتفريق بين المذكر والمؤنث .. ومنه .. خاطئ، خاطئة - كاتب، كاتبة.
وقد استخدم في القرآن الكريم صفات مؤنثه للمذكر والعكس .. مثل:
قال تعالى: (من يحيي العظام وهي رميم).
وقال تعالى: (إن رحمة الله قريبٌ من المحسنين).
وهناك بعض الصفات يشترك فيها المؤنث والمذكر .. مثل (جريح – وصبور) .. وباب الصفات باب متشعب
يضيق بي المقام لبيانه.
أما صفة (الخاطئين) فإنها تشمل المذكر والمؤنث على حدِّ سواء، وهو من الرقي الذي عرف به الأسلوب القرآني في أختيار اللفظة التي تؤدي معنى عاماً ..
أيضاً مما ورد في القرآن الكريم من استخدام المذكر للمؤنث والعكس:
- العصا مؤنثة. قال الله تعالى: "قال هي عصاي أتوكأ عليها".
ولا يقال: هذه عصاتي، بالتاء. ويقال هي أول لحنة سمعت بالعراق.
والنفس مؤنثة. قال الله تعالى: "أن تقول نفس يا حسرتى على ما فرطت في جنب الله".
فأما قوله في الجواب: "بلى قد جاءتك آياتي" بالتذكير، فحمله على المعنى؛ لأن النفس في المعنى إنسان.
ومنه قول الشاعر:
قامت تبكيه على قبره ........................ من لي من بعدك يا عامر.
تركتني في الدار ذا غربة ...................... قد ذل من ليس له ناصر.
فقالت: ذا غربة، ولم تقل ذات غربة؛ لأن المرأة في المعنى إنسان.
وكان القرأن الكريم في بدء نزوله لا يخاطب المؤمنين عامة (رجالاً ونساء) إلا بلفظ المذكر، إلى أن حدث ما كان سبباً في نزول الآية (35) من سورة الأحزاب ..
(قال مقاتل بن حيان بلغني أن أسماء بنت عميس لما رجعت من الحبشة معها زوجها جعفر بن ابي طالب دخلت على نساء النبي فقالت: هل نزل فينا شئ من القرآن؟ قلن: لا، فأتت النبي فقالت: يا رسول الله إن النساء لفي خيبة وخسار، قال ومِمَ ذلك؟ قالت: لأنهنّ لا يُذْكَرْنَ في الخير كما يُذْكَرُ الرجال، فأنزل الله تعالى (إنَّ المُسلمِينَ وَالمُسلِمَاتِ) إلى آخرها ,
فالله عزَّ وجل لم يذكر في القرآن الكريم اسلوب الخطاب أو الأمر أوالجزاء والعقاب بلفظ المذكر إلا لأنه هو الأصل ويشمل الذكر والأنثى.
والله به أعلم ...
ـ[أنوار]ــــــــ[15 - 09 - 2008, 09:33 ص]ـ
لست من أهل الخبرة والتخصص ...
إلا أن ما أوردته اجتهاد بسيط .. قد أكون أقربهم للخطأ.
دمتم بخير ..
ـ[ندى الرميح]ــــــــ[15 - 09 - 2008, 09:58 ص]ـ
الأستاذ الفاضل منذر أبو هواش:
بارك الله في وقفتك أيها الفاضل، وإن من محاسن البلاغة أنها مطواعة مرنة، وقوامها الذائقة، والبصر بأفانين الكلم، وهي حمالة أوجه كما هو متعارف مشهور.
صدرت اجتهادك الكريم أستاذي بآية بنيت عليها الفرق في إيراد جمع الإناث فيها بجانب جمع الذكور (آية الأحزاب)، وإيراد التعبير بجمع الذكور دون الإناث في سورة يوسف.
على أني أود أن ألفت إلى أمر، وهو أن التعبير بجمع الإناث في الأحزاب كان بسبب نزول اقتضاه، وهو ما أخرجه أحمد والنسائي وغيرهما، من أن أم سلمة – رضي الله عنها – قالت: قلت للنبي – صلى الله عليه وسلم – ما لنا لا نذكر في القرآن كما يذكر الرجال؟ فلم يرعني منه – صلى الله عليه وسلم – ذات يوم إلا نداءه على المنبر وهو يقول: " إن المسلمين والمسلمات ... " الآية.
وهناك أسباب أخرى بنحو هذا. ينظر: أسباب النزول للواحدي / 296، وروح المعاني للألوسي: (22/ 274).
وعليه، ففي هذا الذكر للنساء – وإن ارتبط بسبب خاص - من التشريف، والاستجابة لمرادهن، وتكريمهن ما فيه، وبيان رباني بأن لهن عند الله ما للرجال من الثواب سواء بسواء.
وإذا أخذنا هذا الذكر - جمع المؤنث - الذي أفاد التشريف هنا، ووضعناه بإزاء الصد عن التعبير به في سورة يوسف، لاستبان أن في غض الطرف هنا لمحًا إلى الإزراء والتقبيح لفعل المرأة ... هذا ما تبدّى لي من منظور بلاغي.
والله - تعالى - أعلم.
أما صفة (الخاطئين) فإنها تشمل المذكر والمؤنث على حدِّ سواء، وهو من الرقي الذي عرف به الأسلوب القرآني في أختيار اللفظة التي تؤدي معنى عاماً ..
الأخت العزيزة أنوار:
بارك الله فيك، وأجزل مثوبتك.
ما تفضلت به من اجتهاد إنما يصب في التخريج النحوي أكثر مما يتناول الجانب البلاغي، ولا شك في دعامة هذا للنظر البلاغي، فما البلاغة إلا نحو معلل، وما قامت نظرية النظم إلا على النحو.
النحو يذكر القاعدة ويفسرها، والبلاغة تكمل؛ فتجلي جمالها وأسرار التعبير بها.
وسؤالي - بارك الله فيك -: كيف تكون (الخاطئين) صفة تشمل المذكر والمؤنث على حد سواء؟
تحيتي وتقديري ..
¥