تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

ـ[ندى الرميح]ــــــــ[27 - 09 - 2008, 02:37 م]ـ

أشعلت فتيل التأمل أختي ندى فانبجس عبدالعزيز بتأمل تضافر مع تأملك فلله دركما

مزيدا من التألق أخوي العزيزين

الأستاذ الفاضل مغربي:

حضورٌ يعني كثيرًا، وتشجيعٌ يحتاجه أمثالي ..

ـ[ندى الرميح]ــــــــ[27 - 09 - 2008, 02:48 م]ـ

بارك الله فيكم:

ولْنَظرْ لروعة التصوير: {تدور أعينهم} فالعين كلها تدور رغم أن المنظور إليه شخص النبي صلى الله عليه وسلم؛ دلالة على شدة الرعب والتحير.

الأستاذ الفاضل أبو عمار الكوفي:

لقطة حصيفة استوقفتني أيها الكريم، جعلتني أردد النظر فيها متسائلة:

ما الذي يدور فعلاً من أجزاء العين؟

في المتعارف المشهور: أن الذي يدور هو الحدقة، لا العين كلها بما فيها من رمش وجفن!

ولكنه البيان الأسمى الذي جعلنا نتخيل أن عيون المنافقين كلها - بما فيها من أهداب وجفون - تدور!

ولا شك أن هذا التعبير أدخل في إبراز الخوف، وأكثر بيانًا لشدة الحركة المضطربة اللاهثة!

وهذا التعبير لون من المجاز المرسل، من إطلاق المحل على الحال.

والله - تعالى - أعلم.

ـ[ندى الرميح]ــــــــ[29 - 09 - 2008, 04:28 م]ـ

بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أكمل - بإذن الله - هذه الملامح التي تمس التعبير عن المعاني النفسية في القرآن مسًا، ولا تتعمق فيه درسًا .. والله المستعان ..

2/ الفرح والحزن:

تناول الخطاب القرآني الفرح والحزن، وصور مظاهرهما الكثيرة: القولية والفعلية على السواء.

من ذلك:

عبر الخطاب القرآني الكريم بـ (العين)؛ للدلالة على حالات الحزن والفرح، من ذلك:

قوله تعالى: " فلولا إذا بلغت الحلقوم * وأنتم حينئذ تنظرون " (الواقعة: 83 – 84)

فالحزن والألم في نفوس أهل الميت يظهران على ملامح وجوههم وهم يعيشون لحظات وداعه، وهو مسجًى بينهم، ينظرون إليه وهو يصارع الموت نظرات الحزين المتفطر الذي ينتظر فراق الحبيب، ونظرات المودع المفارق لمن لا يريد فراقه!

ولصيغة المضارع (تنظرون) دلالة على استحضار الحال، فأي حزن أقسى من فراق حبيب ينازع بين ناظريك؟!

لقد لامس القرآن ذلك، وأشهدنا الموقف، فتفطّرت من التصوير قلوب!

******

وقال تعالى: " ولا على الذين إذا ما أتوك لتحملهم قلت لا أجد ما أحملكم عليه تولوا وأعينهم تفيض من الدمع حزنًا ألا يجدوا ما ينفقون " (التوبة: 92)

لتعيشوا في ظلال التعبير الآسر، ألخص سبب نزول الآية:

(الآية خطاب للرسول – صلى الله عليه وسلم – نزلت في جماعة جاءت إليه تسأله حملهم إلى الجهاد، فرد عليهم عليه الصلاة والسلام: بأنه لا يجد حمولة يحملهم عليها، فما كان منهم إلا الرجوع بقلب مفجوع! إذ لم تتحقق أمنيتهم في الجهاد) (ينظر: أسباب النزول للواحدي / 210).

لاحظوا معي التعبير القرآني البديع في استعمال الفعل: (تفيض)!

ذلك أن الفيضان يدل على الكثرة، والمبالغة في التعبير عن سيلان الدمع للحزن الذي يكمن في صدورهم، وجاء نصب (حَزَنًا)؛ ليكون دليلاً على أن فيضان الدمع من أجل عدم حصولهم على ما يركبونه للجهاد!

فلله در التعبير هنا عن الإيمان ما أصدقه!

********

ومن التعبير القرآني للفرح:

قوله تعالى: " وجوه يومئذ مسفرة * ضاحكة مستبشرة." (عبس / 38 - 39).

هنا التعبير الدقيق عن حالة الفرح العارمة، جعل الأداة (الوجه) وكأنها هي التي تركز فيها الفرح والبشر، وليس الإنسان ككل، وهذا لون من التعبير يسميه أهل البيان بالمجاز المرسل، من إطلاق الجزء وإرادة الكل.

ولا شك أن هذا التجسيد لحالة الفرح أكثر قدرة على الإيضاح؛ لأن اقتطاع جزء من الجسد ليُبرز ما ألمّ بالنفس من فرح يفيد أكثر؛ ذلك أن الوجه هو الجزء المختص بإظهار معالم الحزن والفرح، وتظهر هنا ذروة الخطاب القرآني المعبر عن الفرح، وكأن هذه الوجوه هي المستبشرة الضاحكة، وليس صاحبها لبيان مواطن ظهورها بجلاء!

ثم إن حالات الفرح هنا جاءت على صيغة اسم الفاعل (مسفرة، ضاحكة، مستبشرة) واسم الفاعل يعد أقوى صياغة دالة على ثبات الوصف! (1) وهو في الآية: ثبات البشر والفرح للأتقياء يوم القيامة، فهو فرح سرمدي، وسرور لا ينقضي!

اللهم اجعلنا من أصحاب تلك الوجوه ..

والله - تعالى - أعلم ..

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير