ـ[ضياء الأمل]ــــــــ[18 - 10 - 2008, 08:42 ص]ـ
بالفعل موضوع رائع ومليئ بالدرر والجواهر
نفع الله بعلمكم أستاذه ندى والأساتذة الأفاضل
عبد العزيز العمار، وعلي الحارثي
وقفاتكم وتأملاتكم في النصوص القرآنية
مما يعمق الإيمان ويرسخ العقيدة
لا حرمتم أجر ماسطرتم
ونرجوا أن لا تقفوا عند هذا الحد
تابعوا لنستفيد من علمكم
جزيتم الجنة
ـ[ندى الرميح]ــــــــ[20 - 10 - 2008, 12:59 ص]ـ
بالفعل موضوع رائع ومليئ بالدرر والجواهر
نفع الله بعلمكم أستاذه ندى والأساتذة الأفاضل
عبد العزيز العمار، وعلي الحارثي
وقفاتكم وتأملاتكم في النصوص القرآنية
مما يعمق الإيمان ويرسخ العقيدة
لا حرمتم أجر ماسطرتم
ونرجوا أن لا تقفوا عند هذا الحد
تابعوا لنستفيد من علمكم
جزيتم الجنة
عزيزتي ضياء الأمل:
أشكر ذوقك، ورقة كلماتك، وتسعدني متابعاتك.
جزيتِ الحسنى وزيادة.
ـ[ندى الرميح]ــــــــ[20 - 10 - 2008, 01:10 ص]ـ
أواصل - إخوتي في الله - تلك اللمسات النفسية التي رسمها البيان العظيم ..
3/ الندم:
وصف الخطاب القرآني الندم في آيات كثيرة منه، وصف فيها حالات النفس حين يدرك المرء خطأه، وسوء عمله، فيبكت نفسه ويلومها، ويشعر بأنه قد جنى عليها.
وهي حالات يصاحبها الحزن والألم؛ لذا جاءت موصوفة بعبارات يتمنى فيها النادم أن تتاح له فسحة من العمر؛ لكي يصحح فيها خطأه، وهذه العبارات مشحونة بما يدل على الحسرات؛ لذا اقترنت كثيرًا بـ (يا) الدالة على التمني أو التحسر.
ومن أمثلة وصف القرآن للندم، قوله تعالى:
" يوم تقلب وجوههم في النار يقولون يا ليتنا أطعنا الله وأطعنا الرسولا " (الأحزاب: 66).
نسمع أنينهم في النار، تتقطع أنفاسهم حسرات على ما فعلوا في الدنيا حتى نالوا ذلك العذاب الأليم، فيقولون – بصوت ممتد بحسرة – " يا ليتنا أطعنا الله وأطعنا الرسولا "!
تأملوا ندمهم البادي في قولهم هنا، إن كل لفظة من هذه الألفاظ تمتد فيها حسرة طويلة موصولة بألف يمتد معها الصوت: (يا) (ليتنا) (أطعنا) (الرسولا).
وإن من البيان القرآني هنا ما لا تقضي النفس منه عجبًا!
لاحظوا معي كلمة (الرسولا). في أسلوبنا البشري اللغوي ننصب الكلمة بعلامة الفتحة من غير زيادة ألف في آخرها؛ لأن الكلمة معرفة بـ (أل)، فنقول: الرسولَ.
ولكنه البيان الأسمى الذي تقصر دونه أفهام حُذاق البلاغة وأرباب البيان!
ذلك البيان الذي أراد إظهار حسرة النادمين في كل لفظ يتلفظونه، فجاءت الألف تقفو (الرسول)؛ مجانسة بذلك امتداد صوت النادمين متردد الصدى بلا نهاية، وهم يتحسرون في قاع جهنم؛ ندمًا على ما فعلوا، ولتمتد عباراتهم الأسيفة حينما يستذكرون ما ارتكبوه من جرائر بإطاعة ساداتهم وكبرائهم حتى ضلوا السبيل، فجاءت دعواهم عليهم وهم في تلك الحالة من الندم: " ربنا آتهم ضعفين من العذاب والعنهم لعنًا كبيرا " (الأحزاب: 68).
****
ويقرن الخطاب القرآني معنى الندم بوصف حال النادمين، وبيان ما آلوا إليه مما لا يتمنونه، قال تعالى: " ولو ترى إذ المجرمون ناكسو رؤوسهم عند ربهم ربنا أبصرنا وسمعنا فارجعنا نعمل صالحًا إنا موقنون " (السجدة: 12).
هنا دلالة على ندمهم وذلهم معًا بقوله: (ناكسو رؤوسهم)، وهي عبارة تثير الأسى في النفس؛ حتى تعلم أن الطاغي أو المتكبر أو الجبار في حالة استكانة وذل وانهيار، قد نكس رأسه ذلاً وخوفًا وشعورًا بالندم، يتمنى أن يرد إلى الحياة؛ ليصحح مسيرة حياته، وذلك أمر محال!
والله - تعالى - أعلم.