ـ[العرابلي]ــــــــ[06 - 10 - 2008, 11:43 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
(14) - بسط تاء بينت
1 - بينت: وردت بينة (19) مرة، واحدة منها فقط بالتاء المبسوطة، والباقي على الأصل مقبوضة.
- قال تعالى: (قُلْ أَرَأَيْتُمْ شُرَكَاءَكُمْ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَرُونِي مَاذَا خَلَقُوا مِنْ الْأَرْضِ أَمْ لَهُمْ شِرْكٌ فِي السَّمَوَاتِ أَمْ آتَيْنَاهُمْ كِتَابًا فَهُمْ عَلَى بَيِّنَتٍ مِنْهُ بَلْ إِنْ يَعِدُ الظَّالِمُونَ بَعْضُهُمْ بَعْضًا إِلَّا غُرُورًا (40) فاطر.
قرأ ((ابن كثير، وأبو عمرو، وحفص، وحمزة، وخلف العاشر)) على الإفراد بغير ألف.
وقراء الباقون من القراء العشرة بإثبات الألف على الجمع.
ووقف عليها ((حفص، وحمزة، وخلف العاشر)) بالتاء، والباقون بالهاء.
ومرسومة في كل المصاحف بالتاء المبسوطة بلا خلاف.
فمن اختار قراءتها "بينات" بالجمع؛ فحجته أنه مرسومة في المصحف بالتاء المبسوطة.
ومن اختار قراءتها "بينة" بالإفراد؛ فعلى معنى البصيرة، وحجته أنه لها مثيل في قوله تعالى: (قُلْ إِنِّي عَلَى بَيِّنَةٍ مِّن رَّبِّي وَكَذَّبْتُم بِهِ مَا عِندِي مَا تَسْتَعْجِلُونَ بِهِ إِنِ الْحُكْمُ إِلاَّ لِلّهِ يَقُصُّ الْحَقَّ وَهُوَ خَيْرُ الْفَاصِلِينَ (57) الأنعام.
وفي قوله تعالى: (أَفَمَن كَانَ عَلَى بَيِّنَةٍ مِّن رَّبِّهِ وَيَتْلُوهُ شَاهِدٌ مِّنْهُ وَمِن قَبْلِهِ كِتَابُ مُوسَى إَمَامًا وَرَحْمَةً أُوْلَئِكَ يُؤْمِنُونَ بِهِ وَمَن يَكْفُرْ بِهِ مِنَ الأَحْزَابِ فَالنَّارُ مَوْعِدُهُ فَلاَ تَكُ فِي مِرْيَةٍ مِّنْهُ إِنَّهُ الْحَقُّ مِن رَّبِّكَ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لاَ يُؤْمِنُونَ (17) هود. راجع حجة القراءات لابن زنجلة ص: 594
والبينة إما أن تكون من حجة واحدة، وإما أن تكون من مجموعة حجج؛ فصلاح قراءتها بالإفراد لجملة الحجج، وأن مجموعها يعطي البينة، وصلاح قراءتها بالجمع على تفصيل الحجج المكونة منها، وأن كل واحدة منها تعطي للأخريات قوة ووضوحًا وجلاء للبينة.
وفي كلا الأمرين؛ بالإفراد والجمع، تعرف الحقيقة، وبسط التاء هو الأنسب في رسمها، والآية قد أشارت إلى أنهم قد أشركوا بالله شركاء؛ أي أكثر من شريك، والكتاب فيه إما بينة على جميع الشركاء، وإما بينات على عدد الشركاء؛ أي لكل شريك بينة عليه ... لهذا جاء في تعدد القراءات تفصيل الأمر، وفي الواقع ليس لديهم كتاب فيه بينة، ولا فيه بينات ... وإنما يأت القرآن بهذا الأسلوب؛ دفعًا للمشركين ليأصلوا عقائدهم بالأدلة والسلطان والحجج والبراهين؛ فإن أقدموا على الأخذ بهذا المنهج، توصلوا أنهم ليسوا على شيء.
أبو مسلم/ عبد المجيد العرابلي
بسم الله الرحمن الرحيم
(15) - بسط تاء آيت
آيت: وردت "آية" في القرآن في (86) موضعًا، كلها كتبت بالتاء المقبوضة إلا في موضعين فقط، بسطت التاء فيهما، وبسط التاء وافق قراء غير حفص، لذلك نحن نقرأهما في المشرق بالجمع، ولا يلاحظ ذلك غير المطلع على القراءات .... لذلك وجب بحثها من حيث صلاح الرسم للإفراد والجمع.
قال تعالى: (لَّقَدْ كَانَ فِي يُوسُفَ وَإِخْوَتِهِ آيَتٌ لِّلسَّائِلِينَ (7) يوسف.
قرأ ابن كثير آية بالإفراد، وقرأ الباقون آيات بالجمع، ومنهم حفص.
أما صلاح قراءتها بالإفراد في آية يوسف فلأن حياة يوسف عليه السلام، كلها بلا استثناء عبرة؛ من أول حياته إلى آخرها، وأما صلاحها بالجمع فلأن حياة يوسف عليه السلام فيها تفاصيل كثيرة، مع أبيه، ومع أخوته، ومع السيارة، ومع العزيز وامرأته، ومع السجن وأهله، ومع الملك والوزارة له، وفي كل حال من أحواله آية، فصلحت أن تقرأ بالجمع على اختيار حفص، ومن معه.
وقال تعالى: (وَقَالُوا لَوْلَا أُنزِلَ عَلَيْهِ آيَتٌ مِّن رَّبِّهِ قُلْ إِنَّمَا الْآيَتُ عِندَ اللَّهِ وَإِنَّمَا أَنَا نَذِيرٌ مُّبِينٌ (50) العنكبوت.
قرأن ابن كثير، وشعبة، وحمزة، والكسائي، خلف، آية بالإفراد، ووقفوا عليها بالتاء وفقًا للرسم، وقرأ الباقون، ومنهم حفص آيات على الجمع.
¥