تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

مُؤْمِنِينَ)

"وَلَمَّا جَاءَهُمْ كِتَابٌ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ مُصَدِّقٌ لِمَا مَعَهُمْ وَكَانُوا مِنْ قَبْلُ يَسْتَفْتِحُونَ عَلَى الَّذِينَ كَفَرُوا فَلَمَّا جَاءَهُمْ مَا عَرَفُوا كَفَرُوا بِهِ فَلَعْنَةُ اللَّهِ عَلَى الْكَافِرِينَ":

تكرار لطول الفصل على وزان:

قوله تعالى: (أَيَعِدُكُمْ أَنَّكُمْ إِذَا مِتُّمْ وَكُنْتُمْ تُرَابًا وَعِظَامًا أَنَّكُمْ مُخْرَجُونَ).

وقول الشاعر:

لقد علم الحي اليمانون أنني ******* إذا قلت: أما بعد أني خطيبها.

وقول الآخر:

وإن امرأ دامت مواثيق عهده ******* على مثل ذلك إنه لكريم

"فَلَعْنَةُ اللَّهِ عَلَى الْكَافِرِينَ": تعجيل للمساءة بالعطف بالفاء التي تفيد التعقيب جزاء وفاقا.

"على الكافرين": تعليق لحكم اللعن على الوصف الذي اشتق منه اسم "الكافرين" وهو: الكفر، وهو: وصف عام، وفي ذلك دليل لقول أهل السنة بجواز اللعن المطلق دون اللعن المعين، على تفصيل في ذلك، بخلاف من جعل اللعن عقيدة وعبادة كما نرى من صنيع أهل البدع الذين يتعبدون الله، عز وجل، بلعن أعيان أعدائهم، فكيف إن كان أعداؤهم سادات المؤمنين؟!!!.

"بِئْسَمَا اشْتَرَوْا بِهِ أَنْفُسَهُمْ أَنْ يَكْفُرُوا بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ بَغْيًا أَنْ يُنَزِّلَ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ عَلَى مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ فَبَاءُوا بِغَضَبٍ عَلَى غَضَبٍ وَلِلْكَافِرِينَ عَذَابٌ مُهِينٌ":

استعارة في "اشتروا" إذ استعار الشراء لمعنى الاستبدال، فقد استبدلوا الكفر بأنفسهم فباعوها بلا مقابل، بل باعوها بهلكتها!!، وهذا من الخفة والطيش وقلة العلم بمكان، ولذلك ناسب أن يصدر الكلام بالذم.

"أن يكفروا": صيغة المضارع التي دخلت عليها "أن" تفيد الاستمرار، فكفرهم متجدد، وهذا مما يؤكد استحقاقهم الذم.

وعلى وزانه قوله تعالى: (وأن تصوموا)، استحضارا لهيئة الصيام طوال زمنه.

"مِنْ فَضْلِهِ": بيانية، والفضل هو: النبوة.

"عَلَى مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ": الأولى موصولة والثانية بيانية.

"فَبَاءُوا بِغَضَبٍ عَلَى غَضَبٍ": الغضب الثاني إما أن يكون مؤكدا للأول، وإما أن يكون مؤسسا لغضب ثان لسبب ثان استدعاه، فيكون الأول: لكفرهم بعيسى عليه الصلاة والسلام، والثاني: لكفرهم بالنبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم، أو يكون الأول: لكفرهم بالإنجيل، والثاني: لكفرهم بالقرآن، أو يكون الأول: لعبادتهم العجل والثاني: لكفرهم بالنبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم.

والقاعدة: ترجيح التأسيس إذا دار الكلام بينه وبين التوكيد.

"وَلِلْكَافِرِينَ عَذَابٌ مُهِينٌ": اللام للاستحقاق، وتقديم ما حقه التأخير مشعر بالحصر والتوكيد، والإهانة وصف مشعر باختصاص ذلك العذاب بالكفار المخلدين في النار.

"وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ آَمِنُوا بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ قَالُوا نُؤْمِنُ بِمَا أُنْزِلَ عَلَيْنَا وَيَكْفُرُونَ بِمَا وَرَاءَهُ وَهُوَ الْحَقُّ مُصَدِّقًا لِمَا مَعَهُمْ قُلْ فَلِمَ تَقْتُلُونَ أَنْبِيَاءَ اللَّهِ مِنْ قَبْلُ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ (91) وَلَقَدْ جَاءَكُمْ مُوسَى بِالْبَيِّنَاتِ ثُمَّ اتَّخَذْتُمُ الْعِجْلَ مِنْ بَعْدِهِ وَأَنْتُمْ ظَالِمُونَ (92) وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَكُمْ وَرَفَعْنَا فَوْقَكُمُ الطُّورَ خُذُوا مَا آَتَيْنَاكُمْ بِقُوَّةٍ وَاسْمَعُوا قَالُوا سَمِعْنَا وَعَصَيْنَا وَأُشْرِبُوا فِي قُلُوبِهِمُ الْعِجْلَ بِكُفْرِهِمْ قُلْ بِئْسَمَا يَأْمُرُكُمْ بِهِ إِيمَانُكُمْ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ"

"وَرَاءَهُ": بمعنى "قدام" فهو من الأضداد، إذ القرآن قدام الإنجيل.

"وَهُوَ الْحَقُّ مُصَدِّقًا لِمَا مَعَهُمْ": الحال مؤكدة للجملة قبلها، ووصف القرآن بجملة: "هو الحق" الاسمية التي تدل على الثبوت والاستمرار مع تعريف الجزأين: "هو" و "الحق": فيه من التوكيد ما لا يخفى.

"قُلْ فَلِمَ تَقْتُلُونَ أَنْبِيَاءَ اللَّهِ مِنْ قَبْلُ": استفهام إنكاري توبيخي فما بعده قد وقع بالفعل.

وخطاب الحاضرين بما اقترفه أسلافهم على وزان: الراضي كالفاعل.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير