تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

ـ[الحسن الهاشمي المختار]ــــــــ[19 - 02 - 2009, 10:22 ص]ـ

قال تعالى: وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ.

السؤال المطروح في آخر الآية هو: فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ؟، هذا هو الاختبار.

أي اختبار في أية مادة إنما هو اختبار للذاكرة، فالذي ذاكر دروسه هو الذي ستكون إجابته صائبة لأنه مدكر لما تعلمه.

آدم عليه السلام اختبر ليعلم بالحجة إن كان مدكرا للدرس الذي تعلمه أم نسيه، والدرس هو: فَقُلْنَا يَا آدَمُ إِنَّ هَذَا عَدُوٌّ لَكَ وَلِزَوْجِكَ فَلَا يُخْرِجَنَّكُمَا مِنَ الْجَنَّةِ فتشقى). لكن آدم لم يكن مدكرا بل نسي: وَلَقَدْ عَهِدْنَا إِلَى آدَمَ مِنْ قَبْلُ فَنَسِيَ وَلَمْ نَجِدْ لَهُ عَزْمًا.

إذن فالله يختبر الإنسان ليعلم بالحجة هل هو مدكر لما علمه الله أم أنه نسي، فإذا قال الله: وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ. هذا هو العلم الذي يجب على المؤمن أن يتذكره.

وإذا قال بعدها: فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ؟ هذا هو الاختبار، فهو ليس كلاما نظريا بل ينبغي أن يكون تطبيقيا يجعل الله له واقعا. والاختبار يأتي في صورة باطل يدعي أنه الحق، فالحق هو أن الله يسر في سورة القمر كيفية انشقاقه، أما الباطل فيأتي ليدعي العكس.

في السورة وجدنا ترتيبا تيسر منه علم كيفية الانشقاق وأنه لم يحصل بعد وإنما عند قيام الساعة.

أما الباطل فادعى العكس، إنه نفس الاختبار الذي اختبر به آدم، فالله تعالى أعلم آدم أن إبليس عدو له، فجاء إبليس ليدعي عكس ما قاله الله لآدم فقدم نفسه على أنه ناصح أمين.

إذن علينا أن نتذكر أن الله يسر لنا بيان حقيقة انشقاق القمر عند قيام الساعة، والتيسير مبني على الترتيب، فالقاموس مرتب أبجديا لتيسير البحث عن الكلمة، فلو لم يكن مرتبا ترتيبا أبجديا لتعسر البحث، كذلك الأسباب وتبعاتها جاءت مرتبة في سورة القمر لذلك حق أن توصف بالتيسير لنعلم بها أن ذلك سيحصل عند قيام الساعة، فإذا جاءت روايات تزعم عكس ذلك فهي باطلة ولو قالوا عنها إنها صحيحة.

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير