ـ[مهاجر]ــــــــ[13 - 02 - 2009, 09:14 ص]ـ
جزاك الله خيرا أبا العباس على المرور والتعليق.
ومن قوله تعالى: (وَمَا لَكُمْ لَا تُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَالْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الرِّجَالِ وَالنِّسَاءِ وَالْوِلْدَانِ الَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا أَخْرِجْنَا مِنْ هَذِهِ الْقَرْيَةِ الظَّالِمِ أَهْلُهَا وَاجْعَلْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ وَلِيًّا وَاجْعَلْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ نَصِيرًا)
التفات من الغيبة في: (وَمَنْ يُقَاتِلْ)، إلى الحضور في مقام المخاطبة في: (وما لكم)، والاستفهام إنكاري فيه معنى الحض والإلهاب والتهييج بذكر حال المستضعفين أولى الناس بالنصرة إن كان في القلب إيمان وإسلام، وفصل أعيان المستضعفين إمعانا في البيان فالإطناب في بيان أحوال من تجب نصرتهم في موضع تجيش فيه همم الرجال أمر مراد.
الَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا أَخْرِجْنَا مِنْ هَذِهِ الْقَرْيَةِ الظَّالِمِ أَهْلُهَا: أمر يفيد الدعاء، ودعاء المستضعف المظلوم مظنة الإطناب، أيضا، ولذلك أردفوا بقولهم: وَاجْعَلْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ وَلِيًّا وَاجْعَلْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ نَصِيرًا، فوقع التكرار في العامل: "اجعل" مع التباين في المعمول: "وليا" و "نصيرا"، وإلى ذلك أشار أبو السعود، رحمه الله، بقوله: "وتكريرُ الفعلِ ومتعلِّقَيْه للمبالغة في التضرع والابتهال". اهـ
وما تكرره قناة الجزيرة في فواصل برامجها من تسجيلات لأطفال غزة أصل في: "وَالْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الرِّجَالِ وَالنِّسَاءِ وَالْوِلْدَانِ"، وفي المقابل تستولي سلطات دول الجوار المساعدات الإنسانية المرسلة إليهم كما حدث بالأمس من الاستيلاء على 2000 طن من المعونات الإنسانية على معبر رفح فضلا عن إحباط محاولة تهريب آثمة لمعونات إنسانية إلى غزة!!!!. وليس للموحدين في غزة إلا التضرع بآخر هذه الآية، فثم ذكور ولا رجال لينجدوهم.
وإلى الله المشتكى.
ـ[هاني السمعو]ــــــــ[13 - 02 - 2009, 10:31 ص]ـ
ما أبرعك أخي مهاجر في إدخال الواقع في تحليلك بوركت وحييت
ـ[ندى الرميح]ــــــــ[13 - 02 - 2009, 09:59 م]ـ
فتح الله عليك أستاذنا الكريم، وزادك من فضله.
واسمح لي بهذا الملمح في قوله تعالى: " الَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا أَخْرِجْنَا مِنْ هَذِهِ الْقَرْيَةِ الظَّالِمِ أَهْلُهَا "؛ حيث نسب الظلم إلى أهل القرية هنا على الحقيقة، ولم يأت عن طريق المجاز، كما في العديد من الآيات، نحو: " وضرب الله مثلاً قرية كانت آمنة مطمئنة " إلى قوله: " فكفرت بأنعم الله "، ونحو قوله: " وكم أهلكنا من قرية بطرت معيشتها ... ".
والغرض من العدول إلى الإسناد الحقيقي في الآية - موضع النظر - هو: أن المراد بالقرية هنا مكة المكرمة - حرسها الله -، فوقرت عن نسبة الظلم إليها؛ تشريفًا لها.
والله - تعالى - أعلم.
ـ[مهاجر]ــــــــ[20 - 02 - 2009, 09:26 ص]ـ
جزاكم الله خيرا على المرور والتعليق أيها الكرام الأفاضل.
ومن قوله تعالى: (الَّذِينَ آَمَنُوا يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَالَّذِينَ كَفَرُوا يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ الطَّاغُوتِ فَقَاتِلُوا أَوْلِيَاءَ الشَّيْطَانِ إِنَّ كَيْدَ الشَّيْطَانِ كَانَ ضَعِيفًا)
في الموصول مئنة من تعليق حكم الخبر على الوصف الذي اشتقت منه صلته وهو وصف: "الإيمان"، فمن اتصف به هو الذي يقاتل فعلا في سبيل الله، وكذا الحال في الشطر الثاني من القسمة العقلية الثنائية: قسمة الحق والباطل، قسمة الإيمان والكفر، فمن قام به وصف الكفر الذي اشتقت منه صلة الموصول الثاني: "وَالَّذِينَ كَفَرُوا" هم الذين يقاتلون فعلا في سبيل الطاغوت.
ففي الكلام مقابلة بين الشطرين تزيد المعنى بيانا باستيفاء احتمالات القسمة العقلية كما تقدم وبضدها تتميز الأشياء.
فَقَاتِلُوا أَوْلِيَاءَ الشَّيْطَانِ: أمر على بابه يفيد الوجوب العيني أو الكفائي، وقتالهم يكون في كل ميدان فتارة يكون بالحجة والبرهان وأخرى يكون بالسيف والسنان، ولكل حلبة سلاحها.
¥