أولا أشكر الأستاذ احمد الغنام الذي افرز و صنف هذا الموضوع بجهة خاصة بعدما كان جزء من نقاش المعري و فكرة "الظلمة هي الأصل و النور حادث":
و النّورُ في حكمِ الخواطرِ محدَثٌ -- و الأوليُّ هوُ الزمان المُظلِمُ
http://www.alfaseeh.net/vb/showthread.php?p=321459#post321459
و نوهت أن الكلام و القول هو عن النور و الظلمة اللاماديتين و التي لا علاقة لها بالعلوم المادية أو علوم الطبيعة. و القصد هنا هو استدراك لوجود مذهب فكري و عقائدي له من أساس أن "الأصل الظلمة".
الاستشهاد بالقرآن هي الوسيلة التي أعتمد عليها بالأصل. إن جئنا للحديث, انظر في ما هو موجود في سنن الترمذي في باب "كتاب الإيمان": " إن الله عز وجل خلق خلقه في ظلمة فألقى عليهم من نوره فمن أصابه من ذلك النور اهتدى ومن أخطأه ضل". و كذالك في تفسير البغوي لسورة الأنعام أقتبس حديث: " خلق الله السموات قبل الأرض، والظلمة قبل النور، والجنة قبل النار". لا أدري صحة الحديثين و لكنه قد جئت بهما لعرض الفكرة و أرى فيهما في موضوع الظلمة ما يوازي القرآن في موضوع انسلاخ النهار عن الليل.
ربما جاء القرآن الكريم مقدما لما قدمه العرب، واعتنوا به في معرفة الحساب والسنين، فإن الليل عند العرب مقدم على اليوم في التاريخ
بالنسبة لموضوع فضل الليل في حساب و تقييم الأيام سأقتبس قولا قد قرأته:
" ... فكان حساب العجم تقدير النهار على الليل و زمانهم شمسي ... و كان حساب عامة العرب بتقديم الليل على النهار و زمانهم قمري فآياتهم ممحوة من ظواهرهم مصروفة إلى بواطنهم و اختصوا من بين سائر الأمم بالتجليات ... ", و هذا لعله لأن الظلمة و هي الليل, هي الأصل.
و المقارنة بين العرب و بني إسرائيل التي لم اقتبسها من نفس الفقرة, تشمل فكرة انسلاخ بلعام بن باعورا (و قصته معروفة) في قول عز و جل (وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ الَّذِي آتَيْنَاهُ آيَاتِنَا فَانسَلَخَ مِنْهَا فَأَتْبَعَهُ الشَّيْطَانُ فَكَانَ مِنَ الْغَاوِينَ) ?الأعراف: 175? و كان بلعام هذا في بني إسرائيل و ليس من العرب فآياته ليست كالعرب. و أزيد في هذه الخاصية العربية: "و لما كان في الخضر قوة عربية للحوقه بنا لهذا ما عثر صاحبه [موسى عليه السلام] على السر الذي منه حكم بما حكم ... " و أعتقد كذالك الخضر هو نفسه "ملك صادق" الذي كان يحكم القدس في زمن إبراهيم عليه السلام عند أهل الإنجيل؛ أي كنعاني.
والله أعلم
ـ[منذر أبو هواش]ــــــــ[21 - 02 - 2009, 04:16 ص]ـ
و المقارنة بين العرب و بني إسرائيل التي لم اقتبسها من نفس الفقرة, تشمل فكرة انسلاخ بلعام بن باعورا (و قصته معروفة) في قول عز و جل (وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ الَّذِي آتَيْنَاهُ آيَاتِنَا فَانسَلَخَ مِنْهَا فَأَتْبَعَهُ الشَّيْطَانُ فَكَانَ مِنَ الْغَاوِينَ) ?الأعراف: 175? و كان بلعام هذا في بني إسرائيل و ليس من العرب فآياته ليست كالعرب. و أزيد في هذه الخاصية العربية: "و لما كان في الخضر قوة عربية للحوقه بنا لهذا ما عثر صاحبه [موسى عليه السلام] على السر الذي منه حكم بما حكم ... " و أعتقد كذالك الخضر هو نفسه "ملك صادق" الذي كان يحكم القدس في زمن إبراهيم عليه السلام عند أهل الإنجيل؛ أي كنعاني.
أخي الكريم،
لا أدري ما دخل الإسرائيليات بتفسير القرآن الكريم .. ؟! ولا أدري لماذا تقحمون هذا التفسير التوراتي المفترض للقرآن الكريم في هذا الموضوع ... ؟! وهل ينبغي علينا أن نصدق الروايات الصهيونية لتاريخ بني إسرائيل التي تحاول التأصيل لوجودهم التاريخي المزعوم في فلسطين ... ؟! وما الذي جعلك تعتقد بأن الخضر عليه السلام هو نفسه ملكي صادق ... ؟! وما هو الدليل التاريخي على حكمه للقدس إذا كان الإسرائيليون أنفسهم لم يعثروا على أي دليل علمي آثاري يثبت أيا من ادعاءاتهم الباطلة ولغاية الآن منذ تسللهم إلى فلسطين ... ؟!
¥