لقد زعم بعض باحثي التوراة المحرفة التي فقدت تاريخانيتها ومصداقيتها مع تطور الاكتشافات العلمية والآثارية أن قبة "مسجد قبة الصخرة" التي بناها الخليفة الأموي عبد الملك بن مروان في القدس هي "قبة الأرواح" وزعم بعضهم الآخر أن الصخرة تعلو "قدس أقداسهم". قاموا بالحفر تحت الصخرة وأحدثوا مغرا وكهوفا أخرى من أجل العثور على أي شيء يتعلق بـ "هيكلهم المزعوم". لكنهم لم يجدوا سوى الصخور الصماء. وزعموا أيضا أن "قبة مقام الخضر" المملوكية هي "قبة الأرواح" الحقيقيةّ!
لقد ثبت عدم مطابقة النص التوراتي التاريخي للواقع الحقيقي، وتأكد العلماء في عصرنا (ومنهم علماء يهود) بما بين أيديهم من وسائل ومن أدلة علمية ومن اكتشافات آثارية من عدم تطابق الوجود الفيزيائي التاريخي الحقيقي للمنطقة مع الوجود المزعوم في النص التوراتي الأمر الذي أدى إلى شكهم في مصداقية الرواية التوراتية.
وبعبارة أخرى فإن الوجود الافتراضي المفترض في النص التاريخي التوراتي قد ثبت تناقضه بشكل علمي أكيد مع الوجود الفيزيائي الواقعي على الأرض، وإن التناقض وعدم التطابق بين هذين الوجودين الذي ظهر من خلال الأدلة الآثارية قد أدى بالتالي إلى انهيار تاريخانية ذلك النص التاريخي التوراتي، وانهيار مصداقيته، والطعن والشك في صحته.
عالم الآثار / زئيف هرتسوغ / أستاذ قسم الآثار وحضارة الشرق القديم في جامعة ـ تل أبيب ـ نشر مقالة في جريدة / هارتس/ الإسرائيلية في شهر أكتوبر عام 1999، قال فيها: "خلال العشرين سنة الماضية حصل انقلاب حقيقي في نظرة علماء الآثار الإسرائيليين إلى التوراة باعتبارها مصدرا تاريخيا". ويضيف هرتزوغ:"إن معظم الإسرائيليين والعلماء الباحثين التوراتيين الذين قاموا بأبحاث وحفريات لتعزيز واقعية قصص العهد القديم يوافقون على حقيقة أن مراحل تشكل الشعب اليهودي كانت مختلفة تماما عن ما ورد في التوراة. لكن المجتمع الإسرائيلي ليس مستعدا بعد لمناقشة موضوع كهذا وهو يفضل تجاهل كامل المسألة برمتها". وكتب هرتزوغ: "إن من الصعب قبول هذه الحقيقة، ولكن من الواضح للعلماء والباحثين اليوم أن شعب إسرائيل ... لم يحتل فلسطين من خلال حملة عسكرية، ولم يتركها قط ميراثا لأسباط بني إسرائيل. والشيء الأصعب من هذا كله هو القبول بحقيقة أن المملكة الموحدة لداود وسليمان والتي وصفها العهد القديم كقوة إقليمية رئيسية لم تكن في أحسن الأحوال سوى مملكة صغيرة بسيطة".
وتقبلوا تحيتي،
منذر أبو هواش
ـ[أبو سارة]ــــــــ[21 - 02 - 2009, 06:24 ص]ـ
الشكر الجزيل لجميع المشاركين
النور هو الأصل لا الظلام.
لكن الإشكال إنما يقع بسبب عين الإنسان التي لاتتمكن من مشاهدة الأشعة إلا حين انعكاسها على كتلة صلبة.
وأقرب دليل على هذا هو انعكاس أشعة الشمس على سطح الأرض والقمر والكواكب السيارة.
والمعنى أن مجموعتنا الشمسية مليئة بالأشعة والنور، لكنه بالنسبة لعين الإنسان ظلام دامس مالم تصطدم تلك الأشعة بجسم صلب ليعكسها فتتم رؤيته من قبل العين البشرية، ورؤيتنا بياض القمر ليلا إنما هي بسبب أن القمر مقابل لأشعة الشمس المحجوبة عنا بسبب ظلال حدبة الأرض.
والمعروف أن لحظة الغروب والشروق إنما هي لحظات متكررة كل ثانية على سطح الأرض متزامنة مع حركتها بالنسبة إلى سيرها المداري حول الشمس، والصورة المرفقة غير حقيقية.
والله تعالى أعلم
ـ[عنزي]ــــــــ[21 - 02 - 2009, 07:19 ص]ـ
أخي منذر أبو هواش:
ولا أدري لماذا تقحمون هذا التفسير التوراتي المفترض للقرآن الكريم في هذا الموضوع ... ؟!
تالله إني اشاركك بنفس الغيرة على القدس. ربما اسأت مفهوم ما كنت أحاول قصده. لو تمعنت ببطء لوجدتني أقارن العرب و آياتهم بالنسبة للأمم الاخرى. و كانت الفقرة تحوي فضل العرب على بني إسرائيل بأن آياتهم باطنة و لها من العلم ما هو للعرب دون الغير و هي ليست ظاهرة و مؤقتة الى درجة سهولة الانسلاخ منها (كما في مثال بلعام بن باعورا لكونه من بني إسرائيل).
بالنسبة للملك الصادق و ابراهيم, لم يكن هناك وجود لليهود (حتى مجيء يعقوب)؛ السؤال هنا من أين افترضت اني زعمت أن لليهود مكان في القدس الشريف؟
و إن كانت القدس مذكورة في قصة باعورا فأني في داخلي أنكرها كهدف و منال قتال موسى وهذا من باب اعتقادي أن اليهود لم يكن لهم وجود في المدينة المقدسة. و نقدك للإسرائيليات ما كان صدفة لأنه كنت قد نويت أن أنتقدت حديث قد اقتبسته في أسطري.
و لا أود التمعن في المحضور و لكنه و جب عليّ لنفسي أن أشرح سبب اعتذاري لإقتباس حديث و أظنه متناقض و ليس له من الصحة في منظوري. و هذا سيكون في خانة أخرى.
ـ[عنزي]ــــــــ[21 - 02 - 2009, 08:02 ص]ـ
أبو سارة الغالي:
وأقرب دليل على هذا هو انعكاس أشعة الشمس على سطح الأرض والقمر والكواكب السيارة.
والمعنى أن مجموعتنا الشمسية مليئة بالأشعة والنور
هل القصد هنا أن النور موجود دوما سواء كان من نار الشمس أو من الأزل و الأنعكاس هو تنقل ما كان بالدوم موجودا؟
¥