? القول الثالث: أن (مثل) بمعنى: صفة، والمعنى: ليس كصفته شيء، ومنه قوله تعالى: (مثل الجنة التي وعد المتقون)، أي صفة الجنة، وهذا ليس ببعيد عن الصواب.
? القول الرابع: أنه ليس في الآية زيادة، لكن إذا قلت: (ليس كمثله شيء)، لزم من ذلك نفي المثل، وإذا كان ليس للمثل مثل، صار الموجود واحدا وعلى هذا فلا حاجة إلى أن نقدر شيئا، (وهذا القول هو قول من نفى المجاز)،. قالوا: وهذا قد وجد في اللغة العربية مثل قوله: ليس كمثل الفتى زهير. اهـ.
بتصرف من: "شرح العقيدة الواسطية"، ص128.
&&&&&
• وقوله تعالى: (واخفض لهما جناح الذل)، فالجناح هنا مستعمل في حقيقته، لأن الجناح يطلق لغة حقيقة على يد الإنسان وعضده وإبطه. قال تعالى: (واضمم إليك جناحك من الرهب)، والخفض مستعمل في معناه الحقيقي الذي هو ضد الرفع، لأن مريد البطش يرفع جناحيه، ومظهر الذل والتواضع يخفض جناحيه، وإطلاق العرب خفض الجناح كناية عن التواضع ولين الجانب أسلوب معروف، ومنه قول الشاعر:
وأنت الشهير بخفض الجناح ******* فلا تك في رفعه أجدلا.
وأما إضافة الجناح إلى الذل في الآية، فهو من باب إضافة الموصوف للصفة، بمعنى: واخفض لهما الجناح الذليل من الرحمة، ونظيره في القرآن:
o قوله تعالى: (مطر السوء)، أي المطر الموصوف بالسوء.
o وقوله تعالى: (عذاب الهون)، أي العذاب الموصوف بالشدة، وإليه أشار الزمخشري، غفر الله له، بقوله: "والهون الشديد، وإضافة العذاب إليه كقولك: رجل سوء يريد العراقة في الهوان والتمكن فيه". اهـ
o وقوله تعالى: (بجانب الغربي)، أي الجانب الغربي.
وعليه فلا مجاز لأن إسناد صفات الذات لبعض أجزائها من أساليب اللغة العربية.
وقال ابن القيم، رحمه الله، في "الصواعق":
إن معنى إضافة الجناح إلى الذل أن للذل جناحا معنويا يناسبه، لا جناح ريش،
ومن ذلك أيضا:
قوله تعالى: (وبلغت القلوب الحناجر)، فالقائل بالمجاز، يقول بأن في الآية مجازا عن شدة الخوف، لأن القلوب لا يمكن أن تتحرك من الصدور لتصل إلى الحناجر، والرد بأن ذلك أيضا من مشهور اللغة، وسياق الكلام يبين المقصود دون حاجة للقول بالمجاز.
(مستفاد من تعليقات الشيخ الدكتور عبد الرحمن المحمود، حفظه الله، على كتاب الإيمان لشيخ الإسلام رحمه الله).
والله أعلى وأعلم.
ـ[مهاجر]ــــــــ[23 - 02 - 2009, 08:43 ص]ـ
وفي هذا الرابط نص كامل لموضوع المشاركة مع بعض الزيادات التي من الله، عز وجل، بها على كاتب تلك الكلمات، ومرفق معه نسخة Word تتضمن تلك التعليقات، لعل الله، عز وجل، أن ينفع بها الكاتب والقارئ.
والله من وراء القصد.
http://www.almeshkat.net/vb/showthread.php?p=394901#post394901