[أرجو مساعدتي في تحليل بعض أمثلة حذف المفعول به]
ـ[الندى العطر]ــــــــ[29 - 10 - 2009, 03:50 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أود أن أبدأ في موضوعي
لقد استصعب علي بعض الأمثلة في حذف المفعول به والقيمة البلاغية من حذفه
ونعلم أن الحذف والذكر لا يقتصر على ركني الإسناد في الجملة لأننا نعلم أن للفعل متعلقات هي معمولاته كالمفاعيل وما يشبهها من حال وتمييز واستثناءو أكثر
ومن البديهي أن تتسائل الطالبة عن الفرق بين الفعل المتعدي واللازم
والاجابة هي كالتالي:
أن الفعل المتعدي: هو الذي يجاوز الفاعل ويتعداه إلى المفعول به
نحو فهم محمد الدرس
بينما الفعل اللازم: هو الذي لايتجاوز الفاعل وإن تجاوزه (فبواسطه) نحو نجح محمد. نجح محمد في الامتحان
ولكن قد تسأل طالبه كيف نعرف أن هذا الفعل يحتاج إلى مفعول به أو لايحتاج إليه؟ فكيف أجيبها
والآن سأورد لكم بعض الأمثلة بالإضافة إلى شرحي لها
الأمثلة مع الشرح
1) قال تعالى (من ذا الذي يقرض الله قرضا حسنا فيضاعفه له أضعافا كثيرة والله يقبض ويبسط وإليه ترجعون) البقرة 245
نعلم أن الله سبحانه وتعالى وحده يقبض الرزق أي يضيقه عمن يشاء من خلقه , ويبسطه أي يوسعه على من يشاء منهم. فكأن مفعولي يقبض ويبسط وهما كلمة الرزق محذوفان
إذا فالوجه البلاغي في حذفهما إثبات الفعل للفاعل ,فإثبات فعل القبض والبسط ونسبتهما إلى الله سبحانه مقصود لذاته
2) قال الرسول صلى لله عليه وسلم (كل أمتي يدخلون الجنة إلا من أبى) رواه البخاري عن أبي هريرة
الرسول صلوات الله عليه ,يستخدم الفعل أبى وقد حذف مفعوله. وواضح من معنى الحديث الشريف: كل أمتي يدخلون الجنة إلا من أبى دخولها فالمفعول به معلوم لسبق الفعل (يدخلون) وحذفه اختصاراً يضفي على التعبير جمالا, كما يثير الانتباه إلى الفعل (أبى) ليسأل السامع: ومن مِن المسلمين يأبى أن يدخل الجنة؟ فيقول الرسول صلى الله عليه وسلم لمن سأله: من أطاعني دخل الجنة ,ومن عصاني فقد أبى. فمفهوم الفعل أبى موضوع أساسي أراد الرسول –صلوات الله عليه وسلامه- أن يلفت النظر إليه ,لأن الإباء مرتبط بالمعاصي ,ولهذا حذف المفعول به حتى لايتردد الذهن بين الفعل ومفعوله, ولأن المفعول به معلوم ظاهر أيضا
ولقد استصعب علي هذه الأمثلة
1) قوله تعالى (وإن نشأ نغرقهم فلا صريخ لهم ولا هم ينقذون)
2) وقول أبو العتاهية
إني تركت عواقب الدنيا فتركت ما أهوى لما أخشى
3) وقول طاهر زمخشري:
وخير الجود بين الناس ود وأكرم من يصافحك الودود
متى أعطى نعمت بخير ورد عذوبته المسرة والجدود
فأطلب منكم مساعدتي كوني معلمة مستجدة فأريد أن أُوصل المعلومة صحيحة لطالباتي
جزاكم الله خيرا
ولكم مني دعاء في ظهر الغيب
ـ[الندى العطر]ــــــــ[30 - 10 - 2009, 04:41 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليك ورحمة الله وبركاته
لماذا لا اجد تجاوب منكم؟
انا في امسُ الحاجة الى مساعدتكم بعد الله: (
ـ[ترانيم الحصاد]ــــــــ[30 - 10 - 2009, 05:15 م]ـ
1/قوله: (وإن نشأ نغرقهم) يعني: الذين في السفن، (فلا صريخ لهم) أي: فلا مغيث لهم مما هم فيه، (ولا هم ينقذون) أي: مما أصابهم. (إلا رحمة منا) وهذا استثناء منقطع، تقديره: ولكن برحمتنا نسيركم في البر والبحر، ونسلمكم إلى أجل مسمى ; ولهذا قال: (ومتاعا إلى حين) أي: إلى وقت معلوم عند الله.
تفسير ابن كثير.
2/وجملة وإن نشأ نغرقهم عطف على جملة " أنا حملنا ذرياتهم " باعتبار دلالتها الكنائية على استمرار هذه الآية وهذه المنة تذكيرا بأن الله تعالى الذي امتن عليهم إذا شاء جعل فيما هو نعمة على الناس نقمة لهم لحكمة يعلمها. وهذا جري على عادة القرآن في تعقيب الترغيب بالترهيب وعكسه لئلا يبطر الناس بالنعمة ولا ييأسوا من الرحمة.
والصريخ: الصارخ وهو المستغيث المستنجد تقول العرب: جاءهم الصريخ، أي المنكوب المستنجد لينقذوه، وهو فعيل بمعنى فاعل. ويطلق الصريخ على المغيث فعيل بمعنى مفعول، وذلك أن المنجد إذا صرخ به المستنجد صرخ هو مجيبا بما يطمئن له من النصر. وقد جمع المعنيين قول سلامة بن جندل أنشده المبرد في الكامل:
إنا إذا أتانا صارخ فزع كان الصراخ له قرع الظنابيب
والظنابيب: جمع ظنبوب وهو مسمار يكون في جبة السنان. وقرع الظنابيب تفقد الأسنة استعدادا للخروج.
والمعنى: لا يجدون من يستصرخون به وهم في لجج البحر ولا ينقذهم أحد من الغرق.
والإنقاذ: الانتشال من الماء.
وتقديم المسند إليه على المسند الفعلي في قوله ولا هم ينقذون لإفادة تقوي الحكم؛ وهو نفي الحكم؛ وهو نفي إنقاذ أحد إياهم.
التحرير والتنوير
3/وإن نشأ نغرقهم فلا صريخ لهم ولا هم ينقذون هذا من تمام الآية التي امتن الله بها عليهم، ووجه الامتنان أنه لم يغرقهم في لجج البحار مع قدرته على ذلك، والضمير يرجع إما إلى أصحاب الذرية، أو إلى الذرية، أو إلى الجميع على اختلاف الأقوال، والصريخ بمعنى المصرخ، والمصرخ هو المغيث أي: فلا مغيث لهم يغيثهم إن شئنا إغراقهم، وقيل: هو المنعة.
ومعنى ينقذون: يخلصون، يقال: أنقذه واستنقذه، إذا خلصه من مكروه
فتح الباري.
¥