تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

[لكل مقام مقال .. مقال ومثال]

ـ[فريد البيدق]ــــــــ[02 - 02 - 2010, 01:18 م]ـ

"لكل مقام مقال".

قولة مشهورة موجزة دالة على أن الأسلوب ينبغي أن يختلف حسب متغيرات كثيرة، منها من يكون موضوعا للحديث؛ فالحديث عن الأشخاص يختلف حسب مكانتهم.

وهذا مثال تطبيقي على ذلك يدور حول نص يصف موقف سيدنا عمر الوارد في القصة الضعيفة التي تدور حول مراجعة إحدى المسلمات له عندما أمر بتخفيض المهور من على المنبر.

وجدت في وصف الكاتب -الذي لم تكن نيته النيل من الفاروق- أنه استخدم أسلوبا لا يليق بالفاروق، فوضعت المقابل الذي يؤدي ما يرمي إليه الكاتب لكن بلغة تليق بالفاروق.

وأورد هذا مثالا تطبيقيا على أداء المعنى الواحد بأساليب شتى تبعا لمقتضيات متغيرات الملابسات!

النص الأصلي:

وَهَذَا عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ -الرَّجُلُ الَّذِي وصفه النَّبِيُّ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ بوعاء العلم- وَهُوَ عَلَى الْمِنْبَرِ يَتَكَلَّمُ فِي مَسْأَلَةِ صَدَقَاتِ النِّسَاءِ، تَعْتَرِضُهُ امْرَأَةٌ وتصحح له معلومة، فَقَالَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ دون خجل: (اللَّهُمَّ، اغْفِرْ لِي! كُلُّ النَّاسِ أَفْقَهُ مِنْكَ يَا عُمَرُ؛ أَخْطَأَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ وَأَصَابَتِ امْرَأَةٌ!) وَلَمْ يُقَلِّلْ اعترافه بالخطأ أمام الملأ مِنْ مَكَانَتِهِ وَمِنْ نَظْرَةِ أتباعه إِلَيْهِ، بَلْ زَادَ الِاعْتِرَافُ بِالْخَطَأِ مِنْ مَكَانَتِهِ وَمِنْ ثِقَةِ النَّاسِ بِهِ.

النص الذي ارتأيته:

وَهَذَا عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ -الرَّجُلُ الَّذِي شَهِدَ لَهُ النَّبِيُّ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ بالْعِلْمِ- وَهُوَ عَلَى الْمِنْبَرِ يَتَكَلَّمُ فِي مَسْأَلَةِ صَدَقَاتِ النِّسَاءِ، فَتَعْتَرِضُهُ امْرَأَةٌ وَتُذَكِّرُهُ بِالْآيَةِ (وَآتَيْتُمْ إِحْدَاهُنَّ قِنْطَارًا فَلَا تَأْخُذُوا مِنْهُ شَيْئًا) [النساء:20]، فَقَالَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَبُولًا بِالْحَقِّ: (اللَّهُمَّ، اغْفِرْ لِي! كُلُّ النَّاسِ أَفْقَهُ مِنْكَ يَا عُمَرُ؛ أَخْطَأَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ وَأَصَابَتِ امْرَأَةٌ!) وَلَمْ يُقَلِّلْ عُدُولُهُ عَنْ قَوْلِهِ قَبُولًا بِالْحَقِّ قُبَالَةَ الْمَلَأِ مِنْ مَكَانَتِهِ وَمِنْ نَظْرَةِ المسلمين إِلَيْهِ، بَلْ زَادَ قَبُولُهُ الْحَقَّ مَكَانَتَهُ وثِقَتَهم بِهِ.

ـ[خميس جبريل]ــــــــ[03 - 02 - 2010, 04:45 ص]ـ

ذكّرتني بتلك المفارقة الواضحة في اختيار الأساليب وتخير الألفاظ لها للدلالة على المقام (رفعته أو وضاعته)

وشاهد تلك المفارقة قول ابن هانىء الأندلسي (في المعز الفاطمي):

ما شِئتَ لا ما شاءتِ الأقدارُ .. فاحكم فأنت الواحد القهّارُ

وقول المتنبي (في كافور):

وتعجبني رجلاك في النعل، إنني .. رأيتك ذا نعلٍ إذا كنتَ حافيا

فبينما نجد الألفاظ الشريفة في البيت الأول توظف للدلالة على أسلوب مبتذل وغاية في الوقاحة بل وصل الأمر إلى تكفير صاحبه

نجد الألفاظ الوضيعة (رتبة) في البيت الثاني توظف للدلالة على أسلوب يعلي من شأن قائله بإيراده صورة مبتكرة وتخريج ملفت

خالص ودي وتقديري

ـ[فريد البيدق]ــــــــ[03 - 02 - 2010, 01:04 م]ـ

بوركت أخي الحبيب خميس!

ـ[محمد التويجري]ــــــــ[04 - 02 - 2010, 03:34 ص]ـ

لا حرمك الله أجر معينك أخي فريد

ـ[عبدالعزيز بن حمد العمار]ــــــــ[04 - 02 - 2010, 09:34 ص]ـ

سلام عليكم ورحمة الله وبركاته ... أسعدكم الله.

أشكرك -أخي فريدا- صاحب الفرائد الجميلة والمشاركات المفيدة. أما هذه المرة فقد كبوتَ إذ لا يصح هذا عن عمر، ولنتنبه مستقبلا لما ننسبه إلى رسول الأمة - صلى الله عليه وسلم - وكبارها رضوان الله عليهم أجمعين.

(ولم تضر القمر الهناة السوداء في وجنته)

ـ[محمد التويجري]ــــــــ[04 - 02 - 2010, 08:47 م]ـ

جزيت خيرا أبا تمارى

وهنا فتوى حول هذا الموضوع

http://www.islamweb.net/ver2/Fatwa/ShowFatwa.php?lang=A&Id=58404&Option=FatwaId

وهذا بحث جميل لهذا الموضوع للشيخ إحسان العتيبي

تخريج قصة أصابت امرأة وأخطأ عمر ( http://www.saaid.net/Doat/ehsan/96.htm)

ـ[سالم سلامة]ــــــــ[05 - 02 - 2010, 01:42 ص]ـ

شكرا أخي فريد , فقد ذكرتَ أنَّ القصّة لا تصِحُّ , ولكن هل يصحّ اختيارُ العنوان؟! لكل مقام ٍ مقالٌ , في مجلس يحضرهُ خيّاطونَ أو نجّارون أو .... لا يصلحُ الحديث عن حيثيّات وجزئيّات طبية مثلاً , فالمقصود بالمقام ليس مقام الشخص!! فهل نجيز الكلامَ والاعتراضَ بأسلوب مع الخيّاط والنجار والحداد و ... ولا نجيز الأسلوب ذاته مع الطبيب و .... ؟!!

ـ[عمر المعاضيدي]ــــــــ[05 - 02 - 2010, 11:31 ص]ـ

بارك الله فيك أستاذنا فريد

لعل صاحبه أراد الأنتقاص من عمر بن الخطاب (رضي الله عنه)

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير