[البديع]
ـ[دكتور]ــــــــ[17 - 02 - 2010, 11:13 ص]ـ
البديع، علم. علم البديع فرع من علوم البلاغة يُعرف به وجوه تحسين الكلام بعد رعاية مطابقته لمقتضى الحال ووضوح الدلالة. وأول من وضع قواعد هذا العلم وجمع فنونه الخليفة العباسي الأديب عبدالله بن المعتز، وذلك في كتابه الذي يحمل عنوان البديع، ثم تلاه قدامة بن جعفر الذي تحدث عن محسّنات أخرى في كتابه نقد الشعر، ثم تتابعت التأليفات في هذا العلم وأصبح الأدباء يتنافسون في اختراع المحسّنات البديعية، وزيادة أقسامها، ونظمها في قصائد حتى بلغ عددها عند المتأخرين مائة وستين نوعًا.
ويقسم علماء البلاغة المحسنات البديعية إلى قسمين: محسّنات معنوية، ومحسنات لفظية.
المحسّنات المعنوية. هي التي يكون التحسين بها راجعًا إلى المعنى، وإن كان بعضها قد يفيد تحسين اللفظ أيضًا. والمحسّنات المعنوية كثيرة، من بينها:
الطباق. هو الجمع بين الشيء وضده في الكلام، مثل قوله تعالى: ?وتحسبهم أيقاظًا وهم رقود? الكهف:18. وقول الشاعر:
وننكر إن شئنا على الناس قولهم ولاينكرون القول حين نقول
المقابلة. هي أن يؤتى بمعنيين غير متقابلين أو أكثر، ثم يؤتى بما يقابل ذلك على الترتيب، مثل قوله تعالى: ?فليضحكوا قليلاً وليبكوا كثيرًا? التوبة: 82
التورية. هي أن يُذكر لفظٌ له معنيان؛ أحدهما قريب ظاهر غير مراد، والثاني بعيد خفي هو المراد كقول الشاعر:
أبيات شعرك كالقصـ ور ولا قصور بها يعوق
ومن العجائب لفظها حُرّ ومعناها رقيق
فكلمة رقيق لها معنيان؛ أحدهما بمعنى مملوك وهو غير مراد، والثاني بمعنى لطيف سهل وهو المراد.
حسن التعليل. هو أن ينكر القائل صراحة أو ضمنًا علة الشيء المعروفة ويأتي بعلة أدبية طريفة تناسب الغرض الذي يقصد إليه، كقول الشاعر معللاً اصفرار الشمس:
أما ذُكاء فلم تصفر إذ جنحت إلا لفرقة ذاك المنظر الحسن
المشاكَلة. هي أن يُذكر الشيء بلفظ غيره لوقوعه في صحبة ذلك الشيء كقول الشاعر:
قالوا اقترح شيئًا نُجد لك طبخه قلت اطبخوا لي جبة وقميصًا
عبر عن خياطة الجبة بالطبخ لوقوع الخياطة في صحبة طبخ الطعام.
التوجيه أو الإيهام. هو أن يؤتى بكلام يحتمل، على السواء، معنيين متباينين، أو متضادين كهجاء ومديح ليصل القائل إلى غرضه بما لا يؤخذ عليه، ومثال ذلك قول بشار في خياط أعور اسمه عمرو خاط له قباء:
خاط لي عمرو قباء ليت عينيه سواء
قل لمن يعرف هذا أمديح أم هجاء؟
المحسّنات اللفظية. هي التي يكون التحسين بها راجعًا إلى اللفظ أصالة، وإن حسّنت المعنى تبعًا لتحسين اللفظ، ومن المحسّنات اللفظية:
الجناس. هو أن يتشابه اللفظان في النطق ويختلفا في المعنى، وهو نوعان:
تام. وهو ما اتفق فيه اللفظان في أمور أربعة هي: نوع الحروف، وشكلها، وعددها، وترتيبها، مثل قوله تعالى: ?ويوم تقوم الساعة يقسم المجرمون مالبثوا غير ساعة? الروم: 55.
غير تام. وهو ما اختلف فيه اللفظان في واحد من الأمور الأربعة المتقدمة، مثل قول الشاعر:
يمدون من أيد عواص عواصم تصول بأسياف قواض قواضب
السجع. هو توافق الفاصلتين من النثر على حرف واحد في الآخر، ومثاله قول النبي ³: (اللهم أعط منفقًا خلفًا، وأعط ممسكًا تلفًا).
رد العجز على الصدر. هو أن يجعل أحد اللفظين المكررين أو المتجانسين في اللفظ دون المعنى، في أول الفقرة والآخَر في آخرها، مثل قوله تعالى: ?وتخشى الناس والله أحق أن تخشاه? الأحزاب: 37. ومثل قول الشاعر:
سريعٌ إلى ابن العم يلطم وجهه وليس إلى داعي الندى بسريع
ـ[السراج]ــــــــ[18 - 02 - 2010, 09:39 م]ـ
بارك الله فيك أخي دكتور ..
ـ[دكتور]ــــــــ[19 - 02 - 2010, 03:40 ص]ـ
وفيك أخي الكريم
ـ[30131]ــــــــ[22 - 03 - 2010, 03:37 م]ـ
شكرا لك دكتور علي هذه اللفته الطيبة، وانا ايضا اود الاضافة والمشاركة معك، اضيف بعض المحسنات المعنوية: التورية، التهكم، براعة التخلص، الغلو، الايغال، المناسبة اللفظية، الجمع مع التفريق، نفي الشيئ بايجابه، ائتلاف اللفظ مع المعني، الانسجام، الاقتباس، الاحتراس، براعة الطلب، حسن البيان، التفسير، جمع المؤتلف والمختلف، وغيرها من المحسنات فقد كثرة خصوصا في عصر الضعف فاصبحت مع ابن ابي اصبع الف محسن ذكرها في كتابه بديع القران.،