تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

ضمّ هاء أنسانيه (موافقة لغوية أم مقاربة بلاغية)

ـ[خميس جبريل]ــــــــ[01 - 02 - 2010, 03:38 م]ـ

بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليك ورحمة الله وبركاته

ضمّ هاء أنسانيه (موافقة لغوية أم مقاربة بلاغية)

تحاورت وزميل لي حول قراءة حفص لقوله تعالى في سورة الكهف: (وما أنسانيهُ إلا الشيطان أن أذكره) عن الضم لهاء (أنسانيه) لا بالكسر وبالتفحص وجدت تخريجان مختلفان نوعا ما أوردهما:

_ أن هاء أنسانيه مبدل منه جاءت بالضم لتوافق حالة الضم في أذكره على اعتبار أن (أن ومعمولها أذكره) في محل بدل من الهاء والتقدير: وما أنسانيه ذكره إلا الشيطان

_ لماذا اختار حفصاً ضم الضمير في هذين الموضعين (قوله تعالى:"ومن أوفى بما عاهد عليه الله "وقوله "وما أنسانيه إلا الشيطان أن أذكره") وقد قيل في تعليل ذلك إنه بناسب التفخيم أكثر أي تفخيم شأن العهد الذي يطلب الوفاء به والتعجب من نسيان الحوت مع أهميته في الدلالة على الخضر وأهميته كطعام مع شدة الجوع.

المفتي: الشيخ محمود الزين

إليكم الكلمة أساتذتي الكرام ~~~

همسة: أرى أن توجد نافذة مثبتة نتناول فيها مشكل إعراب القرآن كما هو الحال في المثبت من مشكل كلام سيبويه وإعراب القصائد وغيرها هذا من ناحية ومن ناحية ثانية حتى يسهل الرجوع إليها فتضم استفسارات طلاب العلم وأهله

ـ[عطوان عويضة]ــــــــ[01 - 02 - 2010, 04:09 م]ـ

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

ورد ضم هاء الغائب المسبوقة بياء في موضعين من القرآن في رواية حفص عن عاصم، أحدهما هذا الموضع (وما أنسانيه ... ) والآخر (بما عاهد عليه الله ... ).

والضم هو الأصل، وما جاء على الأصل فلا يسأل عن علته.

أما الكسر فعلته التخفيف لئلا ينتقل من ياء ساكنة وهي أخت الكسر إلى الضم، وفي الانتقال من الكسر إلى الضم ثقل كما هو معروف.

والله أعلم.

ـ[خميس جبريل]ــــــــ[01 - 02 - 2010, 05:36 م]ـ

أخي عطوان

مقدرٌ لك سرعة استجابتك

لنتوسع قليلا

أيعتدّ بالضم أصلا دون علة وقد جاء في موضعين

ويترك الكسر وهو أقوى الحركات فرعا وقد جاء في مواضع كثيرة

كقوله تعالى في سورة البقرة: (قالوا بل نتبع ما ألفينا عليهِ آباءنا)

وقوله: (فمن حج البيت أو اعتمر فلا جناح عليهِ أن يطّوّف بهما)

وهل أمر الإعتداد بالأصل على إطلاقه مع ملاحظة الفرق في الياءين مابين ممدودة ولينة (وما أنسانيه ... ) و (بما عاهد عليه الله ... ) وأن القراءة بالكسر وردت عند غير حفص

فإعراب "عليهُ" بضم الهاء أو بكسرها -جار ومجرور متعلق بـ "عاهد" والذي قرأ "عليهُ" مضمومة الهاء على أصل حركتها هو حفص، وقرأها الجمهور "عليهِ" بكسر الهاء لمجاورة الياء، قال شهاب الدين الألوسي في روح المعاني: وقرأ الجمهور "عليه" بكسر الهاء، كما هو الشائع، وضمها حفص هنا، قيل: وجه الضم أنها هاء "هو" وهي مضمومة، فاستصحب ذلك كما في له وضربه، ووجه الكسر رعاية الياء

خالص ودي

ـ[عطوان عويضة]ــــــــ[01 - 02 - 2010, 06:20 م]ـ

أخي عطوان

مقدرٌ لك سرعة استجابتك

لنتوسع قليلا

أيعتدّ بالضم أصلا دون علة وقد جاء في موضعين

ما جاء على الأصل لا يحتاج إلى علة، وقراءة حفص في هذين الوضعين جاءت على الأصل، ولو لم تجئ على الأصل لكفى كونها قراءة متواترة للاعتداد بها والتسليم بها‘ فثبوتها بالتواتر عن أفصح الخلق لا اعتداد بعده

ويترك الكسر وهو أقوى الحركات

الكسر أقوى الحركات في باب الكتابة والإملاء، أما في باب النحو فأقواها الضم لذا خص به العمد، والقوة ليست علة للمصير إليها، بل الخفة لذا يصار إلى الفتح متى أمكن ذلك لأنه أخف الحركات، ويمنعه هنا اللبس بضمير المؤنث، هذا لو أردنا تجنب الأصل لعلة ما.

فرعا وقد جاء في مواضع كثيرة

كقوله تعالى في سورة البقرة: (قالوا بل نتبع ما ألفينا عليهِ آباءنا)

وقوله: (فمن حج البيت أو اعتمر فلا جناح عليهِ أن يطّوّف بهما)

الكسر هنا والضم هناك للرواية، الضم على الأصل والكسر لمناسبة الياء الساكنة، وقد صحت الرواية مثلا بقراءة الضمير في عليهم بعشرة أوجه، وما صحت روايته قبل، وقد قبله أهل اللغة والفصاحة. فكيف بنا؟

وهل أمر الإعتداد بالأصل على إطلاقه

نعم، هذه قاعدة عامة: ما جاء على الأصل في فصيح الكلام فلا يسأل عن علته. فالأصل مثلا التذكير والتأنيث فرع عنه، فلا يسأل لماذا لم يجعلوا للتذكير علامات كما للتأنيث علامات

مع ملاحظة الفرق في الياءين مابين ممدودة ولينة (وما أنسانيه ... ) و (بما عاهد عليه الله ... )

اللين قريب من المد، لذا قد يمد حرف اللين في القراءة، وقد يبلغ أقصى المد كما عند ورش. ثم إن حرف اللين وحرف المد لا فرق بينهما. الفرق في حركة الحرف السابق لهما لا فيهما.

وأن القراءة بالكسر وردت عند غير حفص

وهل هذا مبرر لتخطيء حفص أو تغيير رواينه؟

إذا قرأت لحفص فالتزم بروايته، وإذا قرأت لغيره فالتزم بقراءة من تقرأ له، لكن الخلط بين القراءات لا يجوز، لأنه لون من العبث والكذب في الرواية لأنك تدعي لحفص مثلا ما لم يقله وينقله عن غيره وصولا إلى الرسول صلى الله عليه وسلم.

خالص ودي

ولك صادق ودي واحترامي

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير