[بين التوجيهات البلاغية والقراءات (إشكال)]
ـ[أبو سهيل]ــــــــ[02 - 01 - 2010, 12:16 ص]ـ
السلام عليك ورحمة الله وبركاته
ألاحظ أن أغلب من يتعرض للتوجيه البلاغي للقرآن الكريم يعتمد على رواية حفص المشهورة بين جمهور المسلمين دون النظر إلى القراءات الأخرى المتواترة
وأرى أن هذا الفعل يسبب إشكالا
فهل يمكن أن نحكم على قراءة أنها أبلغ من قراءة في آية معينة ومصدر القراءتين واحد
أم نكتفي بالتوجيه اللغوي (النحوي والصرفي) للقراءتين دون التعرض لتفضيل بلاغي
مثال
* قوله تعالى (ومن أوفى بما عاهد عليهُ الله) قرأ حفص عن عاصم والزهري وابن محيصن وابن أبي إسحاق في رواية بضم الهاء وتفخيم اللام من لفظ الجلالة
وقرأ نافع وابن كثير أبو عمر وابن عامر وحمزة والكسائي وشعبة عن عاصم وأبو جعفر وابن أبي إسحاق وخلف والحسن (عليهِ الله) بكسر الهاء وترقيق اللام من لفظ الجلالة
ونقرأ عند البلاغين يقول الألوسي (وحسن الضم في الآية التوصل به إلى تفخيم لفظ الجلالة الملائم لتفخيم أمر العهد المشعر به الكلام وأيضا إبقاء ما كان على ما كان ملائما للوفاء بالعهد وإبقاؤه وعدم نقضه)
فهل قراءة الجمهور خلت من هذه اللفتة البلاغية التي وقعت في رواية حفص؟!
* قوله تعالى في سورة الكهف (ذلك ما كنا نبغ) وفي سورة يوسف (يا أبانا ما نبغي هذه بضاعتنا ردت إلينا)
نبغي في وسف ثابتة لجميع القراء وصلا ووقفا
أما نبغ في الكهف فقرأنافع وأبو عمرو والكسائي وأبو جعف والأعمش واليزيدي والحسن بإثبات الياء في الوصل دون الوقف مراعاة للأصل والرسم (نبغ)
وقرأ ابن كثير في رواية ابن فليح ويعقوب وسهل وهشام بخلاف عنه وابن محيصن بإثبات الياء في الحالين وهي لغة الحجازيين
وقرأ ابن عامر وعاصم وحمزة وابن ذكوان بغير ياء في الحالين الوقف والوصل وهي لغة هذيل
يقول البلاغيون عن حكمة إثبات ياء نبغي في يوسف وحذفها في الكهف (في سورة يوسف جاء إثباتها على الأصل .. وذلك لبيان أن ذلك هو غاية ما يريدونه ويطلبونه .. فالطعام الذي أحضروه من مصر هو المُراد لذاته ... كمال تمام الحرف ناسب كمال تمام الغاية.
(ما) هنا استفهامية ... و (ما) في سورة الكهف اسم موصول.
أما في سورة الكهف فلم يكن فقدان الحوت هو الغاية والهدف الرئيس، لأن غايته هي الالتقاء بالخضر فكان الفقدان وسيلة وليس غاية ... فناسب نقصان تمام الحرف نقصان تمام الغاية)
فهذا التوجيه لا يصح إلا مع قراءة يحذف الياء في والوصل والوقف أما من يحذفها في الوقف ويثبتها في الوصل فيظهر معه هذا التوجيه عند الوقف ويختفي فجأة وبدون سابق إنذار عند الوصل (ابتسامة)
وهناك أمثلة كثيرة أقف معها حائرا بين توجيه البلاغين والقراءات
أتمنى أن تعينوني على حل هذا الإشكال
دمتم بخير وعافية
ـ[أبو سهيل]ــــــــ[03 - 01 - 2010, 02:57 ص]ـ
؟؟؟؟؟؟
ـ[أنوار]ــــــــ[03 - 01 - 2010, 03:56 م]ـ
وعليكم السلام والرحمة
لعلك تنظرني قليلاً .. هذا سؤال يحتاج لرأي علماء .. وليس أيُّ شخص يمكنه أن يجيب ..
عموما في علم التفسير القرآني ..
يقال عندما يكون للآية أكثر من وجه في التفسير ينبغي أن تؤخذ جميع الأوجه .. فكيف بالقراءات ومتواترة أيضًا ..
أخيرا أثابكم الله سؤال له قيمته ..
ـ[أبو حاتم]ــــــــ[04 - 01 - 2010, 01:01 ص]ـ
فهل يمكن أن نحكم على قراءة أنها أبلغ من قراءة في آية معينة ومصدر القراءتين واحد
إذا كانت أبلغ من المبالغة، فنعم من الممكن أن تكون قراءة أكثر مبالغة من قراءة، مثل (يغشيكم) و (يغشِّيكم) فالثانية أكثر مبالغة من الأولى.
أما إن كنت تقصد أبلغ من البلاغة - والأصل أن يكون أكثر بلاغة - فلا يكون، لأن كلا كلام الله ولا تفاوت في بلاغة الآيات وإعجازها. فكل كلام الله عز وجل بالغ الغاية في البيان.
ومن الممكن أن تفيد القراءة معنى لا تفيده الآية الأخرى، وهذا الجانب يدعو الباحث البلاغي إلى الأخذ بكل القراءات تحصيلا للمعنى.
يقول شيخنا الدكتور محمود توفيق " و الأمر الآخر يغفل عنه غير قليل من الدارسين على الرغم من الزعم بأنّ مناط درسهم بلاغة القرآن الكريم، والقرآن الكريم ليس بالمقصور على ما جاء في قراءة حفص عن عاصم، وإن كان ترتيل جمهور أهل القرآن الكريم بها، علينا أن نقوم ببعض حق تدبر وتأويل بلاغة القرآن الكريم في وجوه الترتيل الأخرى، وهي متواترة تواترًا لايقل البتة عن تواتر قراءة حفصٍ عن عاصم، فليس من العدل أن نقصر عنايتنا بوجه من القراءات المتواترة دون غيرها مما تواتر مثلها. التوجيه البياني للقراءات القرآنية فريضة في كل بحث يعمد إلى تدبر البيان القرآني الكريم: تحليلا وتأويلا وتعليلا، سواء ما كان مجال القراءة فيه متعلقا بالكلمة مادة وصيغة وموقعا، وما كان متعلقا بالنظم والتركيب والتصوير والتوقيع والتغني " (العزف على أنوار الذكر).
والله أعلم.
¥