[لماذا تأتى الأبصار جمع فى القرآن الكريم؟]
ـ[محمد حمزة حشاش]ــــــــ[30 - 01 - 2010, 04:04 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هناك العديد من الآيات التى تذكر نعم الله على خلقه، قال تعالى: " وجعل لكم السمع والأبصار والأفئدة "
فجاءت السمع مفردة والأبصار جمع وكذا الأفئدة! وهناك العديد من الآيات بهذه الصيغة، أرجو الإفادة جزاكم الله خيرا.
ـ[أبو سهيل]ــــــــ[30 - 01 - 2010, 05:00 م]ـ
ثُمَّ سَوَّاهُ وَنَفَخَ فِيهِ مِنْ رُوحِهِ وَجَعَلَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَالْأَفْئِدَةَ قَلِيلًا مَا تَشْكُرُونَ (9)
المسألة الثانية: الترتيب في السمع والأبصار والأفئدة على مقتضى الحكمة، وذلك لأن الإنسان يسمع أولاً من الأبوين أو الناس أموراً فيفهمها ثم يحصل له بسبب ذلك بصيرة فيبصر الأمور ويجريها ثم يحصل له بسبب ذلك إدراك تام وذهن كامل فيستخرج الأشياء من قبله ومثاله شخص يسمع من أستاذ شيئاً ثم يصير له أهلية مطالعة الكتب وفهم معانيها، ثم يصير له أهلية التصنيف فيكتب من قلبه كتاباً، فكذلك الإنسان يسمع ثم يطالع صحائف الموجودات ثم يعلم الأمور الخفية.
المسألة الثالثة: ذكر في السمع المصدر وفي البصر والفؤاد الاسم، ولهذا جمع الأبصار والأفئدة ولم يجمع السمع، لأن المصدر لا يجمع وذلك لحكمة وهو أن السمع قوة واحدة ولها فعل واحد فإن الإنسان لا يضبط في زمان واحد كلامين، والأذن محله ولا اختيار لها فيه فإن الصوت من أي جانب كان يصل إليه ولا قدرة لها على تخصيص القوة بإدراك البعض دون البعض، وأما الإبصار فمحله العين ولها فيه شبه اختيار فإنها تتحرك إلى جانب مرئي دون آخر وكذلك الفؤاد محل الإدراك وله نوع اختيار يلتفت إلى ما يريد دون غيره وإذا كان كذلك فلم يكن للمحل في السمع تأثير والقوة مستبدة، فذكر القوة في الأذن وفي العين والفؤاد للمحل نوع اختيار، فذكر المحل لأن الفعل يسند إلى المختار، ألا ترى أنك تقول سمع زيد ورأى عمرو ولا تقول سمع أذن زيد ولا رأى عين عمرو إلا نادراً، لما بينا أن المختار هو الأصل وغيره آلته، فالسمع أصل دون محله لعدم الاختيار له، والعين كالأصل وقوة الأبصار آلتها والفؤاد كذلك وقوة الفهم آلته، فذكر في السمع المصدر الذي هو القوة وفي الأبصار والأفئدة الاسم الذي هو محل القوة ولأن السمع له قوة واحدة ولها فعل واحد ولهذا لا يسمع الإنسان في زمان واحد كلامين على وجه يضبطهما ويدرك في زمان واحد صورتين وأكثر ويستبينهما.
المسألة الرابعة: لم قدم السمع ههنا والقلب في قوله تعالى: {خَتَمَ الله على قُلُوبِهِمْ وعلى سَمْعِهِمْ} [البقرة: 7] فنقول ذلك يحقق ما ذكرنا، وذلك لأن عند الإعطاء ذكر الأدنى وارتقى إلى الأعلى فقال أعطاكم السمع ثم أعطاكم ما هو أشرف منه وهو القلب وعند السلب قال ليس لهم قلب يدركون به ولا ما هو دونه وهو السمع الذي يسمعون به ممن له قلب يفهم الحقائق ويستخرجها، وقد ذكرنا هناك ما هو السبب في تأخير الأبصار مع أنها في الوسط فيما ذكرنا من الترتيب وهو أن القلب والسمع سلب قوتهما بالطبع فجمع بينهما وسلب قوة البصر بجعل الغشاوة عليه فذكرها متأخرة.
تفسير الرازي
وجمع الأبصار والأفئدة باعتبار تعدد أصحابها. وأما إفراد السمع فجرى على الأصل في إفراد المصدر لأن أصل السمع أنه مصدر. وقيل: الجمع باعتبار المتعلقات فلما كان البصر يتعلق بأنواع كثيرة من الموجودات وكانت العقول تدرك أجناساً وأنواعاً جُمِعا بهذا الاعتبار. وأفرد السمع لأنه لا يتعلق إلا بنوع واحد وهو الأصوات.
التحرير والتنوير لابن عاشور
ـ[أبو حاتم]ــــــــ[06 - 02 - 2010, 03:33 ص]ـ
للاستزادة راجع ماكتبه الدكتور محمد الأمين الخضري في كتاب الإعجاز البياني في صيغ الجمع والإفراد
ـ[أحلام]ــــــــ[15 - 02 - 2010, 11:42 م]ـ
جزاكم الله خيراعلى هذه التوضيح الرائع.
ـ[غروب الشمس]ــــــــ[24 - 02 - 2010, 11:34 م]ـ
معلومااات رااائعة بحق .... وفقكم الله ...
ـ[زيد الأنصاري]ــــــــ[13 - 03 - 2010, 11:14 م]ـ
قال الدكتور فاضل السامرائي في لمساته البيانية ما يلي:
السمع مصدر وعندنا قاعدة أن المصدر لا يجمع إلا إذا تعدد. المشي والجلوس لا يجمع.
المصدر يدل على الحدث والحدث يدل على القليل والكثير ولا يُجمع إلا إذا تعدد واختلفت أنواعه مثل ظروف وامتيازات لكن المصدر بحد ذاته لا يُجمع.
السكوت والوقار لا يجمع.
إذن السمع مصدر ولذلك لا يُجمع إلا إذا تعددت أنواعه واختلفت.
البصر يقولون هو العين في المعجم إلا أنه مذكر وهي مؤنثة.
معناه آلة الإبصار وتُجمع على أعين وعيون. لكن الفرق أن العين قد تكون عمياء والبصر العين المبصرة التي تبصر تحديداً وهم قالوا أن البصر هو العين إلا أنه مذكر وهي مؤنثة.
البصر يدل على العين المبصرة.
هناك أمر آخر أن الأبصار تدرك أشياء مختلفة متعددة في آن واحد مثل الألوان المختلفة يدركها البصر في آن واحد، والاختلاف في الطول والقصر والمتباعدة والقريبة يدركها في آن واحد.
أما السمع فلا إذا تكلم أحد وأنت تسمع لغيره تقول له دعني أسمع.
البصر مدركاته كثيرة ولذلك جمع لكثرة المتعلقات أما السمع أقلّ.
أنت تبصر أشياء متعددة قريبة وبعيدة في آن واحد.
يتعدد البصر لتعدد المدركات أما السمع فليس كذلك.
إذن هناك أمران: كونه إذا كان بمعنى العين كما في المعجم فالعين تجمع عيون وأعين مثل آذان.
إذا كان هناك أمر آخر يجمع البصر وهو تعدد مدركاته بخلاف السمع الذي ليس مثل البصر.