تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

تضاف كلمة تم للتعبير عن هذا التمام، مع أن كلمة تام لا تستعمل في العبارة

الإنجليزية، وإنما يوصف بها الفعل في كتب النحو!

إذا أردت أن ترى ركاكة هذا الأسلوب أو التركيب الجديد فانظر ما يحدث لو

أنك عبرت به عن معاني الآيات التالية:] إِذَا الشَّمْسُ كُوِّرَتْ * وَإِذَا النُّجُومُ

انكَدَرَتْ * وَإِذَا الجِبَالُ سُيِّرَتْ * وَإِذَا العِشَارُ عُطِّلَتْ * وَإِذَا الوُحُوشُ حُشِرَتْ *

وَإِذَا البِحَارُ سُجِّرَتْ * وَإِذَا النُّفُوسُ زُوِّجَتْ * وَإِذَا المَوْءُودَةُ سُئِلَتْ * بِأَيِّ ذَنْبٍ قُتِلَتْ

* وَإِذَا الصُّحُفُ نُشِرَتْ * وَإِذَا السَّمَاءُ كُشِطَتْ * وَإِذَا الجَحِيمُ سُعِّرَتْ * وَإِذَا الجَنَّةُ

أُزْلِفَتْ [(التكوير: 1 - 13).

* كنت ستقول - حماني الله وإياك -:

إذا الشمس تم تكويرها، وإذا النجوم تم انكدارها، وإذا الجبال تم تسييرها،

وإذا العشار تم تعطيلها، وإذا الوحوش تم حشرها، وإذا البحار تم تسجيرها، وإذا

النفوس تم تزويجها، وإذا الموؤودة تم سؤالها بأي ذنب قتلت، وإذا الصحف تم

نشرها، وإذا السماء تم كشطها، وإذا الجحيم تم تسعيرها، وإذا الجنة تم إزلافها.

فهل يقول مثل هذا إنسان بقيت له أثارة من حس جمالي، أو سليقة عربية؟

كلاَّ. ولذلك فإن أكثر الناس استعمالاً لكلمة تم بهذا المعنى لا يلتزم بها في كل حال،

بل يجد نفسه مضطراً للجوء إلى الصيغة الفصيحة [1].

كيف إذن نصحح هذا الخطأ الذي رسخ في أذهاننا سنين عدة؟ إن أول خطوة

هي أن نكون مقتنعين بخطئه وقبحه، ثم إذا كان الواحد منا كاتباً فعليه أن يراجع ما

كتب ليحذف منه كل ورود لكلمة تم بهذا المعنى الغالط، وإذا كان مصححاً في

صحيفة أو دار نشر فعليه أن يفعل مثل ذلك. ثم على الأساتذة ولا سيما مدرسي

اللغة العربية أن ينبهوا طلابهم إلى هذا حتى لو كانوا هم أنفسهم من الذين يرتكبون

هذا الخطأ.

أكرر أخيراً أن هذا ليس إنكاراً مني لعربية الكلمة كما ظن ذلك بعض من

سمعوا اعتراضي على هذا الاستعمال لها؛ إذ لا ينكر عربيتها من له أدنى إلمام

بكتاب الله تعالى، لكننا إنما ننكر وضعها في غير موضعها. وقديما قال سيبويه:

فليس لك في هذه الأشياء إلا أن تجريها على ما أجروها، ولا يجوز لك أن

تريد بالحرف [يعني الكلمة] غير ما أرادوا.


(*) رئيس الجامعة الأمريكية المفتوحة.
(1) هذا يذكرني بصيغة استغربت لها في اللغة الملاوية، كنا في مؤتمر إسلامي بالعاصمة الماليزية، وكانت بعض الأوراق تتلى فيه بلغة القوم، وكنت من الذين يجلسون ويستمعون مع أنني لا أفهم شيئاً، غير أنني لاحظت أنهم يكررون بعض الكلمات مرتين، فيقول أحدهم مثلاً: كتاب كتاب، رسول رسول، ملك ملك، فلما سألتهم عن ذلك أخبروني بأن هذه هي صيغة الجمع عندهم، قلت: أفكلما أردتم جمع اسم كررتم مفرده هكذا مرتين؟ قالوا: نعم! قلت: كيف إذن تترجمون قول الله تعالى:
(إِنَّ المُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِمَاتِ وَالْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَات) (الأحزاب: 35)، فضحكوا وقالوا: هذه ندعها كما هي.

مجلة البيان
العدد 199

ـ[العِقْدُ الفريْد]ــــــــ[29 - 11 - 2009, 06:48 ص]ـ
ليت الأمر يقف عند (تمّ) واستعمالها!
المشكلة الآن أن الأسلوب العربي الرصين، أصبح" أجنبيًّا" يحتاج إلى ترجمة!
، وهذه مشكلة أعاني منها!
فعندما أكتب بأسلوب فصيح، يعتمد على قوة التركيب وسلامتِه، وقرائن الإعراب ـ بالدرجة الأولى ـ
أجده غيرَ مفهموم ـ (من قبل بعض "اللغويات " فضلاً عن غيرهن) ـ إلا بإعادة صياغته بالعامية!

جزيتم خيرًا على النقل الماتع.
بورك فيكم.

ـ[العصيماء]ــــــــ[30 - 11 - 2009, 08:48 م]ـ
جزاك الله خيراً 00 اختيار

http://up4.m5zn.com/9bjndthcm6y53q1w0kvpz47xgs82rf/2009/11/30/09/81bs0cdub.gif (http://www.tobikat.com)

ـ[فهمي سليم]ــــــــ[06 - 12 - 2009, 02:58 ص]ـ
وليت الأمر اٍنتهى عند هذا الحد اٍنما أخذوا يعودون لذكر نائب الفاعل مرة أخرى في نهاية الجملة مع من قبل
فبدلاً من القول قُتل الرجل أو قتل الرجلَ رجال مسلحون
أخذوا يقولون
تم قتل الرجل من قبل رجال مسلحين

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير