تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

أخلاق دينية مظنة البغي والظلم، ولا تكون أخلاق شرعية إلا من مشاكاة الوحي المنزل.

وقدر صاحب "التحرير والتنوير" رحمه الله التقليب في العذاب الأخروي، فذلك وجه آخر من وجوه التقليب، ولا مانع من الجمع بين المعنيين، بل التقليب بصرف القلوب والأبصار عن الحق في دار الابتلاء، لازمه تقليب صاحبه في العذاب في دار الجزاء، فهو الذريعة إليه، فسبب التقلب في العذاب هو الإعراض عن النظر في الحق بالأبصار، والتدبر فيه بالأفئدة.

ثم جاء التذييل بعلة ذلك، فالكاف للتعليل، فذلك من استعمالات الكاف، كما أشار إلى ذلك صاحب "مغني اللبيب" رحمه الله، بقوله:

"الثاني، (أي من معاني الكاف الخمسة): التعليل، أثبت ذلك قوم، ونفاه الأكثرون، وقيّد بعضهم جوازه بأن تكون الكاف مكفوفة بما، كحكاية سيبويه: "كما أنه لا يعلم فتجاوز الله عنه"، والحق جوازه في المجردة من ما، نحو: (ويْكأنّه لا يُفلح الكافرون) أي أعجب لعدم فلاحهم، وفي المقرونة بما الزائدة كما في المثال، وبما المصدرية نحو: (كما أرسلنا فيكم) الآية قال الأخفش: أي لأجل إرسالي فيكم رسولاً منكم فاذكروني، وهو ظاهر في قوله تعالى (واذكروه كما هداكم) ". اهـ

"مغني اللبيب"، (1/ 195).

فيؤول تقدير الكلام إلى: وَنُقَلِّبُ أَفْئِدَتَهُمْ وَأَبْصَارَهُمْ لأنهم لم يؤمنوا به أول مرة، فلما عرض عليهم الحق أولا أعرضوا عنه فعوقبوا بالحرمان منه ثانيا فتلك عقوبة الدنيا، ثم عوقبوا في دار الجزاء فتلك العقوبة العظمى.

ثم جاء التذييل: "ونذرهم" إمعانا في بيان العقوبة الربانية بالختم على آلات الإدراك العقلية والبصرية، فذلك أشد نكاية في نفس من يعقل، فإن أعظم عقوبة هي: سلب الحق، وأعظم منها فساد التصور فيظن المعرض عن الحق إلى الباطل أنه على الحق!، وفساد الإحساس فلا يجد تارك الحق في نفسه ألما بل قد انتكست فطرته فيجد في ذلك لذة متوهمة بمباشرة شهوة عارضة.

والله أعلى وأعلم.

ـ[زهرة متفائلة]ــــــــ[07 - 04 - 2010, 02:29 م]ـ

الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله .... أما بعد:

الأستاذ الفاضل: مهاجر

جزاك الله خيرا، مقال بلاغي مؤثر، خرجتُ منه بنصائح ثمينة، جعله الله في موازين حسناتكم يوم تلقونه، وكتب الله لكم الأجر والمثوبة / اللهم آمين.

كان بلال بن سعد يقول فى دعائه: اللهم أني أعوذ بك من زيغ القلوب وتبعات الذنوب ومرديات االأعمال.

وفي حديث حديث رواه أحمد " لقلب ابن آدم أشد انقلابا من القدر إذا اجتمعت غلياً ".

اللهم أرنا الحق حقا وارزقنا اتباعه وأرنا الباطل باطلا وارزقنا اجتنابه، ويا مقلب القلوب والأبصار اصرف قلوبنا على طاعتك وثبتنا على دينك / اللهم آمين.

ـ[مهاجر]ــــــــ[08 - 04 - 2010, 09:04 ص]ـ

اللهم آمين.

جزاك الله خيرا على المرور والتعليق والتذييل بتلك المأثورات الجليلات من السنة وأدعية السلف رحمهم الله، ونفعك ونفع بك: أستاذة زهرة.

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير