ـ[عبدالله الصاعدي]ــــــــ[26 - 07 - 2006, 08:04 م]ـ
4 ـ تضمر " أن " وجوبا بعد فاء السببية، وهي حرف يفيد الترتيب والتعقيب، ويشترط في الفاء الدالة على السببية الجوابية الآتي:
أ ـ أن تسبق بنفي. نحو: لست شحيحا فأتهم بالبخل.
285 ـ ومنه قوله تعالى: {لا يقضى عليهم فيموتوا} 1.
ومنه قول جميل بثينة:
فكيف ولا توفى دماؤهم دمي ولا مالهم ذو ندهة فَيَدُوني
الشاهد: فيدوني، أي: يعطوا ديني، وهو منصوب بأن مضمرة وجوبا بعد فاء السببية المسبوقة بنفي، وعلامة نصبه حذف النون لأنه من الأفعال الخمسة.
ب ـ أم تسبق بطلب: نهي، أو أمر، أو استفهام، أو دعاء، أو عرض، أو تحضيض، أو تمني.
مثال النهي: لا تسرق فتقطع يدك.
286 ـ ومنه قوله تعالى: {لا تطغوا فيه فيحل عليكم غضبي} 2.
ومثال الأمر: اعمل الواجب فأكافئك.
22 ـ ومنه قول الشاعر:
يا ناق سيري عنقا فسيحا إلى سليمان فتستريحا
ومثال الاستفهام: هل تعاقب المجرم فيستقيم.
287 ـ ومنه قوله تعالى: {فهل لنا من شفعاء فيشفعوا لنا} 3.
وقوله تعالى: {من ذا الذي يقرض الله قرضا حسنا فيضاعفه} 4.
ومثال الدعاء: ربِّ انصرني فلا أخذل.
ومثال العرض: ألا تقدم إلينا فتجد الحفاوة والتكريم.
23 ـ ومنه قول الشاعر:
يا بن الكرام ألا تدنو فتبصر ما قد حدثوك فما راء كمن سمعا
ومثال التحضيض: هلاّ تجتهد فتنجح.
288 ـ ومنه قوله تعالى: {لولا أخرتني إلى أجل قريب فأصدق وأكن من الصالحين} 1.
ومثال التمني: يا ليتني اشتركت في الرحلة فأطلع على معالم الآثار.
289 ـ ومنه قوله تعالى: {يا ليتني كنت معهم فأفوز فوزا عظيما} 2.
ويلاحظ في الفاء المضمر بعدها " أن "، أن تدل على السببية، فإن خلت من معنى السببية كانت للاستئناف، والفعل بعدها مرفوع.
نحو: على المعلمين مراعاة طلابهم ولا يهملون فيفشلون.
5 ــ تضمر " أن " وجوبا بعد واو المعية:
واو المعية حرف يفيد مصاحبة ما قبله لما بعده، ويشترط فيه كي تضمر بعده " أن " وجوبا أن يكون مسبوقا بنفي أو بطلب، كفاء السببية السابق ذكرها، والفارق بين واو المعية، وفاء السببية، أن " الواو " تدل على المصاحبة.
290 ـ نحو قوله تعالى: {ولما يعلم الله الذين جاهدوا منكم ويعلم الصابرين} 3.
24 ـ ومنها قول الشاعر:
لا تنه عن خلق وتأتي مثله عار عليك إذا فعلت عظيم
الشاهد: وتأتي، حيث نصب الفعل المضارع " تأتي " بـ " أن " مضمرة وجوبا بعد واو المعية.
ثانيا ـ " لن ":
حرف نفي واستقبال ونصب. نحو: لن يهمل المجتهد واجباته.
ـ[عبدالله الصاعدي]ــــــــ[26 - 07 - 2006, 08:05 م]ـ
ثالثا ـ " كي ":
حرف مصدري واستقبال، واستقبال ونصب.
نحو: حضرت كي أشارك معكم.
292 ـ ومنه قوله تعالى: {كي تقر عينها ولا تحزن} 4.
وقوله تعالى: {كي نسبحك كثيرا} 5.
أحكام " كي ": ـ
1 ـ تأتي " كي " حرف جر، والفعل المضارع بعدها منصوب بـ " أن " مضمرة وجوبا، ويشترط في " كي " حينئذ التجرد من اللام، وأن ما بعدها في تأويل مصدر مجرور بها، والجار والمجرور متعلقان بالفعل المقدم عليها.
نحو: قدمت كي أراك.
2 ـ تأتي حرف مصدري واستقبال ونصب يفيد التعليل، ويشترط فيها أن يقدر قبلها " لام " الجر، وتكون والفعل بعدها في تأويل مصدر صريح مجرور بلام الجر المحذوفة، والجار والمجرور متعلقان بالفعل قبلها، كما هو مبين في المثال السابق.
ومنه قوله تعالى: {فرجعناك إلى أمك كي تقر عينها ولا تحزن} 6.
3 ـ وتأتي " كي " مسبوقة بلام الجر وهي حينئذ حرف ناصب فحسب، والمصدر المؤول منها ومن الفعل يكون في محل جر باللام.
293 ـ نحو قوله تعالى: {لكي لا يعلم بعد علم شيئا} 1.
وقوله تعالى: {لكي لا يكون دولة بين الأغنياء منكم} 2.
4 ـ وإذا جاءت أن ظاهرة بعد " كي "، كانت " كي " تعليلية جارة.
نحو: جئت كي أن أحظى برؤياك.
25 ـ ومنه قول الشاعر
فقالت أكل الناس أصبحت مانحا لسانك كيما أن تفرَّ وتخدعا
الشاهد: كيما أن تفر. فقد نصب الفعل بعد " كي " بأن المصدرية الظاهرة، وكي حرف جر لا غير، وهذا شاذ.
وقد ذهب الأخفش إلى أن كي حرف جر دائما، وإن نصب الفعل بعدها يكون بأن مضمرة، وقد تظهر كما في البيت السابق (3).
ـ[عبدالله الصاعدي]ــــــــ[26 - 07 - 2006, 08:06 م]ـ
رابعا ـ إذن:
حرف جواب وجزاء لشرط مقدر، أو ظاهر، ناصبة للفعل المضارع.
مثال مجيئها جوابا وجزاء لشرط مقدر: إذن أكرمك.
ومثال مجيئها جوابا للشرط الظاهر:
26 ـ قول الشاعر:
لئن عاد لي عبد العزيز بمثلها وأمكنني منها إذن لا أقيلها
الشاهد: إذن لا أقيلها. فقد جاءت إذن في هذا الموقع جوابا للشرط الموجود في أول البيت، وهو قوله: لئن ... إلخ.
وقد تأتي " إذن " جوابا لغير الجزاء.
294 ـ نحو قوله تعالى: {قال فعلتها إذن وأنا من الظالمين} 4.
¥