تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

ـ[عبدالله الصاعدي]ــــــــ[26 - 07 - 2006, 08:06 م]ـ

حقيقة " إذن ": ـ

اختلف النحويون في حقيقة " إذن "، فقال جمهور النحاة: إنها حرف بسيط

غير مركب من (إذ، وأن)، أو (إذا، وأن).

وذهب الكوفيون إلى أنها اسم، وأنَّ أصلها (إذا) الظرفية لحقها التنوين، عوضا عن الجملة المضاف إليها المحذوفة.

وذهب الخليل بن أحمد إلى أنها حرف مركب من (إذ، وأن)، ونقلت حركة الهمزة إلى الذال، ثم حذفت.

وذهب الرضي إلى أنها اسم، وأصله " إذ " حذفت الجملة المضاف إليها، وعوض عنها التنوين.

وقد ورد في حاشية السيوطي على المغني عن بعضهم أن " إذن " تأتي على وجهين:

1 ـ حرف ناصب للفعل المختص به.

2 ـ اسم أصله " إذا، أو إذ " حذفت الجملة المضاف إليها، وعوض عنها

التنوين، وهذه تدخل على المضارع، وغير المضارع فيرفع بعدها.

فيجوز أن نقول لمن " قال آتيك "، إذن أكرمك بالرفع على الأصل، وبالنصب على أنها حرفية " (1).

شروط النصب بإذن: ـ

1 ـ أن يكون الفعل مستقبلا.

2 ـ أن تكون في أول الكلام.

3 ـ ألا يفصل بينها وبين الفعل فاصل غير القسم.

توضيح الشروط السابقة:

1 ـ يشترط في عمل إذن دلالة الفعل بعدها على الاستقبال.

نحو: إذن أكرمَك. جوابا لمن قال: سأزورك.

فإذا لم يدل الفعل على الاستقبال، امتنع عمل إذن، وجاء الفعل بعدها مرفوعا.

نحو: إذن أظنك صادقا. برفع أظنك، جوابا لمن قال: أنا أحترمك.

2 ــ وأن تكون في أول الكلام. نحو: إذن أجيئَك. بنصب الفعل. فإذا لم تتصدر الكلام امتنع عملها. نحو: محمد إذن يكرمك. برفع الفعل.

3 ــ ولا يفصل بينها وبين الفعل بفاصل، كما هو في الأمثلة السابقة. فإذا فصل بينهما امتنع عملها. نحو: إذن أخي يكرمك. برفع الفعل.

وإذا كان الفاصل بينهما القسم لم يمتنع عملها. نحو: إذن والله آتيك. بنصب الفعل.

حكم " إذن " بعد الفاء والواو: ـ

إذا جاءت " إذن " بعد الفاء أو الواو ثم تلاها الفعل المضارع الدال على الاستقبال، جاز فيها العمل. نحو: فإذن أكرمك. بنصب الفعل.

وإذن أحضر. بنصب الفعل.

كما يجوز إهمالها، والفعل بعدها مرفوع.

295 ـ نحو قوله تعالى: {فإذن لا يأتون الناس نقيرا} 1.

وقوله تعالى: {وإذن لا يلبثون خلفك إلا قليلا} 2.

ولكن الإهمال أكثر كما ذكر صاحب لسان العرب.

ـ[عبدالله الصاعدي]ــــــــ[26 - 07 - 2006, 08:07 م]ـ

جزم الفعل المضارع الصحيح والمعتل الآخر

أولا ـ يجزم الفعل المضارع الصحيح الآخر، أو المعتل الآخر إذا سبقه حرف من أحرف الجزم، وتكون علامة جزم الصحيح الآخر السكون، وعلامة جزم المعتل الآخر حذف حرف العلة من أخره.

نحو: لم يهمل المجتهد واجبه.

296 ـ ومنه قوله تعالى: {ما لم ينزل به سلطانا} 1.

ونحو: لتخش الله في ما تقول.

ومنه قوله تعالى: {أو لم ير الذين كفروا} 2.

وقوله تعالى: {ولم يخش إلا الله} 3.

ونحو: لا تدع أخاك إلى الرحلة.

ومنه قوله تعالى: {كأن لم يدعنا إلى ضر مسه} 4.

ونحو: لم يرم محمد الكرة.

ومنه قوله تعالى: {كأن لم تغن بالأمس} 5.

ثانيا ـ يجزم الفعل المضارع إذا جاء جوابا للطلب. سواء أكان الطلب أمرا.

نحو: احرصْ على الموت توهبْ لك الحياة.

أو نهيا. نحو: لا تهملْ دروسك تسلمْ من الفشل.

أو استفهاما. نحو: أين أخوك أهنئْه

أو تمنيا. نحو: ليتك قريب أزرْك.

ـ[عبدالله الصاعدي]ــــــــ[26 - 07 - 2006, 08:08 م]ـ

ويشترط في الفعل المضارع المجزوم في جواب الطلب الشروط الآتية: ـ

1 ـ أن يسبق الفعل المضارع بنوع من أنواع الطلب التي بيناها آنفا.

2 ـ أن تقع جملة المضارع جوابا وجزاء للطلب الذي قبلها.

3 ـ أن يستقيم المعنى بالاستغناء عن أداة الطلب، وإحلال محلها " إن " الشرطية. نحو: اترك الإهمال تنجح في الامتحان.

تصبح بعد إبدال أداة الطلب بإن الشرطية:

إن تترك الإهمال تنجح في الامتحان.

أو " لا " النافية محل لا الناهية. نحو: لا تكن إمعة تسلم من الإهانة.

تصبح: إلاّ تكن إمعة تسلم من الإهانة.

ـ[عبدالله الصاعدي]ــــــــ[26 - 07 - 2006, 08:09 م]ـ

ثانيا ـ الأحرف الجازمة لفعل مضارع واحد.

تحدثنا في أسلوب الشرط عن الأدوات التي تجزم فعلين مضارعين، وفي هذا المقام نتحدث عن الأحرف الجازمة لفعل مضارع واحد وهي:

لم، ولمّا، ولام الأمر، ولا الناهية.

1 ـ " لم "

حرف نفي وجزم وقلب. ينفي الفعل المضارع، ويجزمه، ويقلب معناه إلى الماضي. نحو قوله تعالى: {لم يلد ولم يولد} 1.

وقوله تعالى: {ما لم يؤت أحد من العالمين} 2.

وقوله تعالى: {أو لم يهد للذين يرثون الأرض} 3.

2 ـ " لمّا "

حرف نفي وجزم واستغراق. فهي تنفي المضارع، وتجزمه، ويستغرق النفي جميع أجزاء الزمن الماضي. نحو: لمّا يفرغ من عمله.

ومنه قوله تعالى: {ولما يعلم الله الذين جاهدوا منكم} 4.

27 ـ ومنه قول الشاعر:

فقلت له لما دنا أن شأننا قليل الغنى إن كنت لمّا تموَّل

ومنه قول عثمان بن عفان:

فإن أك مأكولا فكن أنت آكلي وإلا فأدركني ولمّا أمزّقِ

3 ـ " لام " الأمر:

يطلب بها إنجاز الفعل في الزمن الحاضر، أو المستقبل، يؤمر بها الغائب كثيرا. 297 ـ نحو قوله تعالى: {لينفق ذو سعة من سعته} 1.

وقوله تعالى: {وليخش الذين لو تركوا} 2.

وقوله تعالى: {فليدع ناديه} 3.

ويؤمر بها المخاطب والمتكلم قليلا.

نحو قوله تعالى: {ولنحمل خطاياهم} 4.

وتحذف لام الأمر كثيرا إذا وقعت بعد فعل الأمر (5).

298 ـ نحو قوله تعالى: {قل لعبادي الذين آمنوا يقيموا الصلاة} 6.

أما إذا لم تقع بعد فعل الأمر فحذفها قليل، ويقتصر على الضرورة.

4 ـ " لا " الناهية:

هي الموضوعة لطلب الكف عن العمل، ويخاطب بها المخاطب، والغائب كثيرا. 299 ـ نحو قوله تعالى: {ولا تصغر خدك للناس} 7.

وقوله تعالى: {لا تخف إنك أنت الأعلى} 8.

وقوله تعالى: {ولا تدع من دون الله} 9.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير