ـ[عبدالله الصاعدي]ــــــــ[27 - 07 - 2006, 10:11 م]ـ
قال تعالى: {يسألونك ماذا أحل لهم} 4 المائدة.
يسألونك: فعل مضارع مرفوع بثبوت النون، وواو الجماعة في محل رفع فاعل، والكاف في محل نصب مفعول به، والجملة لا محل لها من الإعراب مستأنفة مسوقة للإجابة عن سؤالهم: ماذا أحل لهم؟.
ماذا: اسم استفهام في محل رفع مبتدأ، وجملة أحل في محل رفع خبر، أو ما اسم استفهام في محل رفع مبتدأ، وذا اسم موصول في محل رفع خبر، وجملة أحل لا محل لها من الإعراب صلة الموصول.
أحل: فعل ماض مبني للمجهول، ونائب الفاعل ضمير مستتر جوازاً تقديره هو.
لهم: جار ومجرور متعلقان بأحل.
وجملة ماذا أحل في موضع المفعول الثاني ليسألونك، لأن القاعدة تقول: إن فعل السؤال يعلق عن العمل وإن لم يكن من أفعال القلوب، لأنه سبب العلم فكما يعلق العلم فكذلك يعلق سببه.
162 ـ قال تعالى: {وإن أدري لعله فتنة لكم} 111 الأنبياء.
وإن: الواو حرف عطف، وإن نافية لا عمل لها.
أدري: فعل مضارع مرفوع بالضمة المقدرة، وفاعله ضمير مستتر وجوباً تقديره أنا. لعله: لعل حرف ترجي ونصب، والضمير المتصل في محل نصب اسمها.
فتنة: خبر لعل مرفوع بالضمة. لكم: جار ومجرور متعلقان بمحذوف في محل رفع صفة لفتنة. وجملة لعله فتنة في محل نصب بأدري.
والكوفيون يجرون الترجي مجرى الاستفهام للتعليق عن العمل، وهو الشاهد في الآية وفي آيات أخرى كثيرة، كقوله تعالى: {وما يدريك لعل الساعة قريبة}، وقوله تعالى: {وما يديك لعله يزكى}. وجملة إن أدري معطوفة على ما قبلها.
23 ـ قال الشاعر:
ما كنت أدري قبل عزة ما البكى ولا موجعات القلب حتى تولتِ
وما كنت: الواو حسب ما قبلها، وما نافية لا عمل لها، وكنت كان واسمها.
أدري: فعل مضارع مرفوع، وفاعله ضمير مستتر وجوبا تقديره: أنا.
والجملة في محل نصب خبر كان.
قبل عزة: قبل ظرف زمان منصوب بالفتحة على الظرفية الزمانية متعلق بأدري، وهو مضاف، وعزة مضاف إليه مجرور بالفتحة نيابة عن الكسرة، لأنه ممنوع من الصرف للعلمية والتأنيث.
ما البكى: ما اسم استفهام في محل رفع مبتدأ، والبكى خبر مرفوع بالضمة المقدرة على الألف منع من ظهورها التعذر. والجملة الاسمية في محل نصب بأدري سدت مسد مفعوليها.
ولا موجعات: الواو حرف عطف، ولا زائدة لتأكيد النفي، وموجعات معطوف على محل ما البكى منصوب مثله لأن محل البكى النصب.
وعلامة نصبه الكسرة نيابة عن الفتحة، لأنه جمع مؤنث سالم، وموجعات مضاف، والقلب مضاف إليه.
حتى تولت: حتى حرف جر وغاية، وتولت فعل ماض، والتاء للتأنيث، والفاعل ضمير مستتر جوازا تقديره: هي يعود على عزة. وأن المحذوفة بعد حتى منسبكة مع الفعل بعدها في تأويل مصدر مجرور بحتى، وشبه الجملة متعلق بالنفي الذي دل عليه " ما " في قوله ما كنت أدري.
الشاهد قوله: ما كنت أدري ما البكى، ولا موجعات. حيث إن الفعل " ادري " ينصب مفعولين أصلهما المبتدأ والخبر، وجملة ما البكى مكونة من المبتدأ والخبر، وكان على الفعل أن يعمل في لفظهما النصب، ولكن المبتدأ اسم استفهام، واسم الاستفهام لا يجوز أن يعمل فيه ما قبله لأن رتبته التصدير، لهذا السبب امتنع عمل الفعل في لفظ المبتدأ والخبر، وعمل في محلهما النصب، وقد بينا ذلك في إعرابات سابقة فتدبرها. والدليل على أن الفعل عمل في محل المبتدأ والخبر النصب أنه لما عطف عليهما قوله " موجعات " جاء به منصوبا.
ـ[عبدالله الصاعدي]ــــــــ[27 - 07 - 2006, 10:11 م]ـ
الاشتغال
تعريفه: هو انشغال العامل المتعدي بالعمل في ضمير يعود على الاسم المتقدم، أو بما يلابس ضميره. نحو: محمدا أكرمته. وواجبك اكتبه.
163 ـ ومنه قوله تعالى: {وكل شيء فصلناه تفصيلا} 1.
وقوله تعالى: {والجبال أرساها} 2.
وقوله تعالى: {والقمر قدرناه منازلا} 3.
24 ـ ومنه قول عمرو بن كلثوم:
ملأنا البر حتى ضاق عنا وماء البحر نملؤه سفينا
ومثال انشغال الفعل بما يلابس ضمير الاسم المتقدم قولنا: صديقك أحسن وفادتَه , وعدوك اقطع دابره.
وفي هذه الحالة نقدر فعلا ملائما للمعنى. نحو: أكرم صديقك أحسن وفادته.
¥