بالربع: جار ومجرور متعلقان بمحذوف في محل رفع خبر مقدم.
من أحد: من حرف جر زائد، وأحد مبتدأ مؤخر مجرور لفظا مرفوع محلا.
وجملة المبتدأ المؤخر، وخبره المقدم في محل نصب حال.
ـ[عبدالله الصاعدي]ــــــــ[29 - 07 - 2006, 11:24 م]ـ
اسم كان وأخواتها
تعريفه: هو كل مبتدأ تدخل عليه كان، أو إحدى أخواتها.
حكمه: الرفع دائما. نحو: كان الجو صحوا.
فـ " الجو " اسم كان مرفوع بالضمة، و " صحوا " خبرها منصوب بالفتحة.
40 ـ ومنه قوله تعالى: {وكان الله بكل شيء مخيطا} 1.
وقوله تعالى: {كان أكثرهم مشركين} 2.
تعريف كان وأخواتها:
تعرف كان وأخواتها بأنها ناسخة، ويقصد بالنواسخ لغة: إزالة الشيء، ونسخه.
واصطلاحا: ما يدخل على الجملة الاسمية من الأفعال فيرفع المبتدأ، ويسمى اسمه، وينصب الخبر ويسمى خبره، وهي بذلك تحدث تغييرا في الاسم، وفي حركة إعرابه.
وتعرف أيضا بالأفعال الناقصة؛ لأن كل منها يدل على معنى ناقص لا يتم بالمرفوع كالفاعل، بل لا بد من المنصوب {3}.
أقسام كان وأخواتها من حيث شروط العمل.
تنقسم كان وأخواتها إلى قسمين:
الأول: ما يرفع المبتدأ بلا شروط وهي: ـ
كان ـ ظل ـ بات ـ أضحى ـ أصبح ـ أمسى ـ صار ـ ليس
تنبيه: هناك أمور عامة تشترك فيها جميع الأفعال الناسخة يجب مراعاتها منها:
1 ـ يشترط في عملها أن يتأخر اسمها عنها.
2 ـ ألا يكون خبرها إنشائيا.
3 ـ ألا يكون خبرها جملة فعلية فعلها ماض، ماعدا " كان " فيجوز معها ذلك.
4 ـ لا يصح حذف معموليها معا، ولا حذف أحدهما، إلا مع “ ليس “ فيجوز حذف خبرها، وكذلك “ كان “ فيجوز في بعض أساليبها أنواع من الحذف سنذكرها لاحقا.
الثاني: ما يرفع المبتدأ بشروط، وينقسم إلى قسمين.
1 ـ ما يشترط في عمله أن يسبقه نفي، أو شبهه وهي:
زال ـ برح ـ فتئ ـ انفك
ويكون النفي إما لفظا. نحو: ما زال العمل مستمرا.
41 ـ ومنه قوله تعالى: {فما زلتم في شك} 1.
أو تقديرا.42 ـ نحو قوله تعالى: {تالله تفتؤ تذكر يوسف} 2.
ولا يقاس حذف النفي إلا بعد القسم كما في الآية السابقة، وما ورد منه في أشعار العرب محذوفا بدون الاعتماد على القسم فهو شاذ.
ومنه قول الشاعر:
فقلت يمين الله أبرح قاعدا ولو قطعوا رأسي لديك وأوصالي
وشبه النفي: النهي. نحو: لا تزل قائما.
19 ـ ومنه قول الشاعر:
صاح شمر ولا تزل ذاكر المو ت فنسيانه ضلال مبين
الشاهد في البيت قوله: لا تزل فقد سبقت “ تزل “ بلا الناهية الجازمة، وهي تفيد شبه النفي.
ومن شبه النفي الدعاء. نحو: لايزال الله محسنا إليك.
تنبيه: ويرجع اشتراط النفي، وشبهه في عمل الأفعال السابقة؛ لأن الجملة الداخلة عليها تلك الأفعال مقصود بها الإثباث، وهذه الأفعال معناها النفي، فإذا نفيت انقلبت إثباثا؛ لأن نفي النفي إثباث.
ـ[عبدالله الصاعدي]ــــــــ[29 - 07 - 2006, 11:24 م]ـ
ويصح أن يكون النفي بالحرف كما مثلنا سابقا، أو بغيره كالفعل الموضوع للنفي" ليس "، أو بالاسم المتضمن معنى النفي كـ " غير "، فتدبر.
ما يشترط في عمله أن تسبقه " ما " المصدرية الظرفية وهو الفعل " دام ".
43 ـ نحو قوله تعالى: {وأوصاني بالصلاة والزكاة ما دمت حيا} 1.
فـ " ما " مصدرية ظرفية؛ لأنها تقدر مع فعلها بالمصدر، وهو الدوام، وتفيد الظرف وهو المدة، التقدير: مدة دوامي حيا.
تنبيه: هناك أفعال جاءت بمعنى " صار "، وأخذت حكمها من رفع المبتدأ، ونصب الخبر وهي:
آض ـ رجع ـ عاد ـ استحال ـ ارتد ـ تحول ـ غدا ـ راح ـ انقلب ـ تبدل.
وقد يكون منها: قعد، وجاء.
44 ـ نحو قوله تعالى: {فلما أن جاء البشير ألقاه على وجهه فارتد بصيرا} 2
45 ـ وقوله تعالى: {انقلبتم على أعقابكم} 3.
20 ـ ومنه قول كعب بن زهير:
قطعت إذا ما الآل آض كأنه سيوف تنحى ساعة ثم تلتقي
ومنه قول أعرابي:
" أرهف شفرته حتى قعدت كأنها حربة ".
ونحو: غدا الرجل راحلا، ونحو: راح محمد راكبا.
وغيرها من الأمثلة التي استشهد بها النحويون على اعتبار أن هذه الأفعال ناسخة،
تعمل عمل “ صار “، ومتضمنة لمعناها، وإذا لم تتضمن معناها فهي تامة {4}.
والخلاصة: إن اعتبار هذه الأفعال من أخوات كان فيه نوع من التكلف، وكد الذهن،
لأنها حين تعمل عملها تحتاج إلى تأويل، وما ورد منها عاملا النصب فيما بعد الاسم كان مؤولا، فهي بذلك لا تكون إلا تامة تكتفي بمرفوعها، وما جاء بعدها منصوبا فهو حال.
فـ " صبرا، وعلى أعقابكم " في الآيتين السابقتين، الأول حال منصوبة من الضمير في ارتد، والمعنى: أنه رجع إلى حالته الأولى من سلامة البصر {1}.
وكذلك " على أعقابكم " فهو كتعلق بمحذوف حال من الضمير المتصل في انقلبتم.
أما الشاهد في البيت فقوله: " آض كأنه سيوف "، فـ " آض " في البيت تحتمل الوجهين وهما: الصيرورة، والرجوع، غير أن غلبة الصيرورة عليها بائنة
فأعملت عمل صار، وكان اسمها ضمير مستتر، وخبرها " كأنه سيوف ".
ومنه حديث سمرة في الكسوف " إن الشمس اسودت حتى آضت كأنها تنومة ".
قال أبو عبيد: آضت أي: صارت ورجعت {2}.
أما الشاهد قي قول الأعرابي: " قعدت كأنها حربة " فجعلوا قعدت بمعنى صارت، وليس بمعنى جلست، وبذلك رفع الاسم وهو الضمير المستتر العائد على الشفرة، وجملة كأنه حربة في محل رفع خبره.
¥