تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

ـ[عبدالله الصاعدي]ــــــــ[29 - 07 - 2006, 11:25 م]ـ

أنواع كان وأخواتها من حيث التمام والنقصان.

كان وأخواتها على نوعين: ــ

الأول ما يكون تاما، وناقصا.

والثاني: ما لا يكون إلا ناقصا.

فالفعل التام هو: ما يكتفي بمرفوعه، ويكون بمعنى وجد، أو حصل.

46 ـ نحو قوله تعالى: {وإن كان ذو عسرة فنظرة إلى ميسرة} 3.

فـ " كان " في الآية السابقة تامة لأنها بمعنى وجد، و " ذو " فاعله مرفوع بالواو لأنه من الأسماء الستة.

والأفعال التي تستعمل تامة، وناقصة هي: ــ

كان، أمسى، أصبح، أضحى، ظل، صار، بات، مادام، ما برح، ما انفك.

ـ[عبدالله الصاعدي]ــــــــ[29 - 07 - 2006, 11:26 م]ـ

تنبيه:

يكون اتصاف اسم كان بخبرها في الزمن الماضي نحو: كان البحر هادئا.

وقد يكون مستمرا، 47 ـ نحو قوله تعالى: {وكان الله غفورا رحيما} 1.

الثاني: ما لا يكون إلا ناقصا.

الفعل الناقص لا يكتفي بمرفوعه، بل يحتاج إلى متمم وهو الخبر، وهذا النوع من الأفعال هو:

فتئ: نحو: ما فتئ المؤمن ذاكرا ربه.

48 ـ ليس: نحو قوله تعالى: {وليس البر بأن تأتوا البيوت من ظهورها} 2.

زال التي مضارعها يزال: 49 ـ نحو قوله تعالى: {لا يزالون مختلفين} 3.

أم زال التي مضارعها يزول فتأتي تامة، ولا تكون ناقصة. نحو: زالت الشمس.

وهي حينئذ بمعنى تحرك، أو ذهب، أو ابتعد.

21 ـ ومنه قول كعب ابن زهير:

زالوا فما زال أنكاس ولا كشف عند اللقاء ولا ميل معازيل

فـ " زال " في البيت تامة بمعنى " انتقل "، وفاعل زالوا " واو الجماعة "، وفاعل فما زال " أنكاس ".

وتأتي زال التامة بمعنى " ميز ".

نحو: زال الراعي غنمه من غنم أخيه. ومضارعها في هذه الحالة " يزيل ".

ومن معانيها: نحى، وأبعد. وهي باختصار تفيد: الذهاب، والانتقال.

تنبيه: قد تأتي " كان " زائدة بخلاف أنها تامة، أو ناقصة، وفي هذه الحالة لا عمل لها، وتكون زيادتها في المواضع التالية:

1 ـ بين المبتدأ والخبر. نحو: زيد كان قائم.

فـ " زيد " مبتدأ مرفوع، و” كان “ زائدة لا عمل لها، و " قائم " خبر مرفوع بالضمة.

2 ـ بين الفعل ومعموله. نحو: لم أر كان مثلك. وما صادقت كان غيرك.

أر: فعل مضارع مجزوم بلم وعلامة جزمه حذف حرف العلة، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره: أنا.

كان: زائدة لا عمل لها.

مثلك: مفعول به، والكاف ضمير متصل مبني في محل جر مضاف إليه.

3 ـ بين الصلة والموصول. نحو: وصل الذي كان أوعدك.

4 ـ بين الصفة والموصوف. نحو: التقيت بصديق كان مسافرٍ.

22 ـ ومنه قول الشاعر*:

وماؤكم العذب الذي لو شربته شفاء لنفس كان طال اعتلالها

فجملة " طال اعتلالها " في محل جر صفة، وقد جاءت كان زائدة لا عمل لها.

5 ـ بين الجار والمجرور. 23 ـ كقول الشاعر*:

سراة بني أبي بكر تسامى على كان المسومة العراب

6 ـ بين ما التعجبية وفعل التعجب. نحو: ما كان أكرمك.

ما كان: تعجبية مبتدأ، وكان: زائدة لا عمل لها.

أكرمك: فعل ماض، والكاف ضمير متصل في محل نصب مفعول به، وفاعله ضمير مستتر جوازا تقديره: هو يعود على ما، والجملة في محل رفع خبر ما.

تنبيه: لا تكون زيادة " كان " إلا بصيغة الماضي.

كان وأخواتها من حيث الجمود والتصرف.

تنقسم كان وأخواتها من حيث الجمود والتصرف إلى قسمين: ـ

1 ـ قسم جامد لا يتصرف مطلقا، ولا يكون إلا في صيغة الماضي وهو:

ما دام الناقصة، وليس. أما دام التامة فيؤخذ منها المضارع، والأمر.

نحو: مثال المضارع " يدوم ": لا يدوم إلا وجه الله.

ومثال الأمر " دم " دم في عملك حتى حين.

2 ـ قسم متصرف، وينقسم بدوره إلى نوعين: ـ

أ ـ ما يتصرف تصرفا ناقصا، فلا يؤخذ منه إلا الماضي والمضارع واسم الفاعل.

وهو: زال، فتئ، برح، وانفك.

مثال ماضي زال، 50 ـ قوله تعالى: {فما زالت تلك دعواهم} 1.

ومثال المضارع، 51 ـ قوله تعالى: {ولا يزال الذين كفروا في مرية منه} 2.

ومثال اسم الفاعل، 24 ـ قول الحسين بن مطير الأسدي:

قضى الله يا أسماء أن لست زائرا أُحِبُّك حتى يُغمِض الجفنَ مُغمَضُ

الشاهد في البيت قوله: زائرا، فهو اسم فاعل من زال الناقصة، واسمه ضمير

مستتر فيه وجوبا تقديره: أنا، وجملة أحبك في محل نصب خبره {3}.

ومضارع فتئ: يفتأ. نحو قوله تعالى: {تالله تفتؤ تذكر يوسف} 4.

واسم الفاعل: فاتئ. 52 ـ نحو: ما فاتئ المصلي قائما.

ومضارع برح: يبرح. 53 ـ نحو قوله تعالى: {لن نبرح عليه عاكفين} 5.

واسم الفاعل: بارح. نحو: ما بارح محمد مسافرا.

ومضارع انفك: ينفك. نحو: لا تنفك الحرب قائمة.

واسم الفاعل: منفك. نحو: ما منفكة جهود السلام متعثرة.

تنبيه: ربما يدور في ذهن القارئ سؤل حول اسم الفاعل من الفعل الناقص عندما يقع مبتدأ، فيسأل: أين خبره؟ وجواب ذلك هو: مرفوع اسم الفاعل.

فإذا قلنا: ما بارح محمد مسافرا.

نعرب " بارح " مبتدأ، وخبره: محمد.

وفي نفس الوقت نعرب " محمد ": اسم بارح، وخبره: مسافرا.

فإذا قلت: كيف يكون مرفوع اسم الفاعل الناقص هو خبره في نفس الوقت، مع أنه لا يتم المعنى به.

الجواب: نقول إنه لا يمنع مانع أن يكون مرفوع اسم الفاعل الناقص هو خبره في نفس الوقت. أما عدم تمام المعنى به، فلم يكن حاصلا من الخبر، وإنما من نقصان المبتدأ، فهو اسم فاعل لفعل ناقص {1}، والله أعلم.

ب ـ ما يتصرف تصرفا تاما، وهو بقية أخوات " كان ".

مثال المضارع، 54 ـ قوله تعالى: {ويكون الرسول عليكم شهيدا} 2.

ومثال الأمر قوله تعالى: {كونوا قوامين بالقسط} 3.

واسم الفاعل: محمد كائن أخاك.

25 ـ ومنه قول الشاعر*:

وما كل ما يبدي البشاشة كائنا أخاك إذا لم تلفه لك منجدا

الشاهد قوله " كائنا " فهو اسم فاعل من كان الناقصة عمل عملها فرفع اسما تقديره: هو، ونصب الخبر: أخاك.

والمصدر من كان: كون. نحو: سنلتقي غدا كونك موافقا

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير